'ليفل أب' جمعت مستثمرين إقليميين برواد المغرب لمناقشة نقص التمويل
اللقاءات وبناء العلاقات خلال "ليڤل أب" المغرب. (الصور من هدى الحلو)
شهدَت فعالية "ليڤل أب" المغرب Level Up Morocco، اللقاء السنويّ لمجتمع روّاد الأعمال في المغرب الذي تنظّمه شبكة "ستارتب يور لايف" StartupYourLife، زخماً قويّاً هذا العام. فمن خلال جمع 12 مرشداً ومتحدّثاً ومستثمِراً عالمياً، من بينهم مسرّعة النموّ الأردنية "أويسيس500" Oasis500، وشبكة المستثمِرين التأسيسيين في مصر "كايرو أنجلز" Cairo Angels، أثبتَت الشبكة المغربية أنّ مشهد الشركات الناشئة في المغرب دخل ‘حلبة الكبار‘.
افتُتِحَت الفعالية في 11 من حزيران/يونيو في الدار البيضاء بمعسكرٍ تدريبيٍّ تبارَت خلاله 12 شركة ناشئة عملَت على مشاريعها، وذلك قبل أن تقدّمها أمام لجنة تحكيمٍ تألّفَت من المرشدين والمستثمِرين. وتمّ اختيار أربع شركاتٍ ناشئةٍ لتقدّم مشاريعها في اليوم التالي أمام الجمهور، في فندق "ڤيلا بلانكا" Villa Blanca الذي ضمّ المشاركين الثلاثمئة في الفعالية. وفاز في المسابقة تطبيق "ليك" LIK الذي يقدّم رصيداً للهاتف بالمجّان، وحاز على شيك بقيمة 10 آلاف درهم مغربيّ (نحو ألف دولار أميركيّ) مقدّم من جانب منصّة الإعلانات الصغيرة "أڤيتو" Avito.
وكان البحث عن التمويل من بين المواضيع التي أشار إليها المتحدّثون، وهذا ما لقي اهتماماً كبيراً من المشاركين.
النقص في التمويل عصف بالنقاشات
يوجد في المغرب مبادرات محلّية تسمح للشركات الناشئة بأن تعرض مشاريعها أمام مستثمِرين مثل "پتش لاب" Pitch Lab، أو بالحصول على مغلّفات صغيرة مثلما تفعل شبكة ريادة الأعمال "ريزو أنتربرندر" Réseau Entreprendre. ولكن بالرغم من ذلك، فإنّ الفرص الوطنية لا تزال عند الحدّ الأدنى.
لقد استثمر "صندوق المغرب الرقمي" Maroc Numeric Fund في 13 مشروعاً بنحو مليون درهمٍ مغربي (نحو 100 ألف دولار أميركي) خلال السنوات الخمس الماضية، ولكنّ هذه الاستثمارات شملَت بمعظمها الشركات الناشئة التي حقّقَت بعض الأرقام في مبيعاتها، وفقاً لما يشرح مدير الاستثمارات في "صندوق المغرب الرقمي"، عمر الحياني. وبالرغم من الإجراءات التي اتُّخِذَت، بقي هذا الصندوق مستثمِر رأس المال المُخاطِر الوحيد المخصّص للشركات الناشئة الذي ينشط في السوق المغربية. كما أنّ المغرب ينقصه مسرّعات نموّ ورأس مال تأسيسيّ وشبكة للمستثمِرين التأسيسيين، بحسب رئيس "مختبر ومضة للأبحاث" Wamda Research Lab، جميل واين.
جميل واين من "ومضة" وكريم سماقية من "أويسيس500" وماجدة حبيب من "كايرو أنجلز".
الحاجة للتوجّه نحو الخارج
توجّهَت بعض الشركات الناشئة التي اعتمدت على التمويل الذاتي، مثل "ماي سبورتنر" Mysportner و"إنفينيتابل" Infinitable، إلى المشاركة في فعالياتٍ دولية. وذلك للحصول على التمويل الذكي، أي التمويل الذي يترافق مع التدريب والتشبيك لبناء العلاقات، بحسب ما أفادتنا بثينة قادري، الشريكة المؤسِّسة في "إنفينيتابل"، وهي خدمة تساعد المواطنين في المغرب في العثور على أماكن جيدة لتناول الطعام وحجز الطاولات فيها.
وخلال ندوته، أكّد واين أنّ "البيئات الحاضنة للشركات الناشئة في الأردن ولبنان ودبي هي الأكثر تقدّماً وحيويةً في المنطقة." فمسرعّة النموّ الأردنية "أويسيس500" دعمَت واستثمرَت في 111 شركةً ناشئةً في المنطقة، تخلّلها شركة ناشئة من المغرب عام 2015 هي "شيپلي" Sheaply. و"فلات6لابز" Flat6Labs التي تُعدّ مسرّعة نموّ أساسية أيضاً في المنطقة، فقد انطلقَت أعمالها من مصر ومن ثمّ إلى جدّة وأبوظبي ومؤخّراً إلى بيروت.
ولكن لكي يتمّ قبول الشركات الناشئة في مثل هذه البرامج، ينبغي على الشركات الناشئة أن تستوفي ثلاثة شروط: معالجة مشكلةٍ حقيقية، وتأليف فريقٍ كامل، وتطوير مشروعٍ يمكنه الوصول إلى العالمية؛ بحسب ما شرح للجمهور مدير الاستثمارات في "اويسيس500"، كريم سماقية.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي عدم تجاهل المستثمرين التأسيسيين الذين يمتلكون الموارد المالية والإرشاد وشبكات العلاقات أيضاً. فالأعضاء في "كايرو أنجلز" استثمروا في 50 شركةً ناشئةً بمبالغ من 10 آلاف إلى 20 ألف دولار، وفقاً لماجدة حبيب العضو في هذه الشبكة.
تنمية المجتمع
ذكر وأين أنّ تطوير المجتمع امرٌ أساسيّ، لأنّ من شأن ذلك أن يساعد روّاد الأعمال كي يحيطوا أنفسهم بأشخاصٍ يدعمون مشارعهم، ويتبادلوا معارفهم ومواردهم، ويحصلوا على فرص تسمح لهم بالعثور على مستثمِرين.
وهذا بالضبط ما تسعى إليه "ستارتب يور لايف" التي تهدف إلى تطوير مجتمع روّاد الأعمال، بحيث يمكنهم إعطاء ردود الفعل وتبادلها، وتشارك المعارف والخبرات، وتشكيل مجموعةٍ من مختبِري النموذج في مرحلته التجريبية "بيتا" من أجل اختبار مشاريع بعضهم البعض. وشبكة "ستارتب يور لايف" التي تشير إلى أنّ هناك جهل اقتصاديّ واجتماعيّ عن ريادة الأعمال في المغرب، تهدف إلى تسليط الضوء على المشاريع المبتكِرة المغربية.
لقد أثبتَت فعالية " أنّه يمكن للمغرب أن يجذب لاعبين عالميين. والآن، يجب أن نتجاوز تأثير الاتّصالات من أجل تحويل هذه التبادلات والكلام الجميل إلى حقيقة.