‘أسترولابز دبي‘ تبدأ مشوارها مع 30 شركة ناشئة
في الأوّل من الشهر الجاري، تَوَّجَت "أسترولابز" AstroLabs تعاونها مع "جوجل" Google وفتحَت أبواب مساحة العمل المشتركة في دبي، وتحديداً في مقرّها المؤقّت في منطقة أبراج بحيرات جميرا. وكانَت "أسترولابز" خلال العام الماضي قد دعمَت أكثر من 100 شركةٍ ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر برنامج تسريع النموّ "تطوير الشركات الناشئة على الإنترنت"، كما نظّمت فعاليات في دبي وعمّان والرياض.
واليوم، نجحَت من خلال شراكتها مع "جوجل" أن تُطلق مركزاً تقنياً، هو الأوّل لـ"جوجل" في المنطقة ليكون منصّةً للشركات الناشئة لتوسّع مشاريعها الى أسواق جديدة. وتعتبر مديرة العمليات في "أسترولابز دبي"، ميشال جوزف، أنّه "عندما أردنا أن نطلق أوّل مركزٍ تقنيّ، كانَت دبي خياراً واضحاً وبديهياً. فهنا نجد فرصاً كبيرةً للشركات الناشئة التي تتأسّس، بفضل إمكانيات السوق وسهولة القيام بالأعمال والنفاذ إلى كلّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأسواق الناشئة." وتضيف أنّ "مركزنا التقنيّ تحوّل سريعاً إلى منصّة انطلاقٍ للشركات الناشئة المحلّية والعالمية، بما فيها شركات ستنتقل إلى دبي وتنضمّ إلينا من الولايات المتّحدة وجنوب إفريقيا والسويد وتركيا ومصر."
كما تقوم "أسترولابز" التي أنشأها لويس لبّس ومحمد مكّي، وهما مؤسِّسا "نمشي" Namshi، الشريكة لـ"جوجل للرياديين" Google for Entrepreneurs منذ انطلاقها العام الماضي، بالسعي إلى بناء مركزٍ تقنيٍّ حيوي لدعم الشركات الناشئة المبتكرة التي تُعنى بالتكنولوجيا. ومع فورة مساحات العمل المشتركة في السنوات الماضية في دبي، تعتبر جوزف أنّ "أسترولابز" مختلفة، لأنّها "ليست حاضنة أعمالٍ أو مسرّعة نموٍّ تقليدية. فهي لا تأخذ أسهماً أو حصصاً من الشركات الناشئة، لكنّها تقدّم مساحة عمل ومحتوى تعليم وإرشاد وتنسيق بين مجتمع الشركات الناشئة، بالإضافة إلى الدعم التشغيليّ في ما يتعلّق بالتراخيص."
ومهمة "أسترولابز" كانَت تكمن دائماً في سدّ الثغرة في البيئة الحاضنة، على حدّ قول جوزف، من أجل الاستجابة إلى حاجات شركات التكنولوجيا الناشئة الحقيقية والعملية. وتضيف قائلةً: "نعمل مع شركاء ‘جوجل للرياديين‘ من كلّ أنحاء العالم، وصمّمنا ‘أسترولابز دبي‘ لتكون أفضل مساحة عملٍ للشركات الناشئة الرقمية، حيث تتضمّن ميزاتٍ مثل مختبر لتطوير المحمول و‘كهف الترميز‘ coding cave للمبرمجين."
و"أسترولابز" التي تمتدّ على مساحة 6500 قدم مربّع وتحوي مرافق مختلفة، لا توفّر مساحة عملٍ بأسعارٍمقبولةٍ وحسب، بل توفّر للروّاد الأعمال أيضاً "أكاديمية أسترولابز" AstroLabs Academy التي تسمح لهم "بتطوير مهاراتهم التي يمكنهم تطبيقها مباشرةً في شركاتهم، بفضل صفوف في التسويق الرقميّ وتحليلات المحمول والويب وتصميم واجهة وتجربة المستخدِم UX/UI والبرمجة، بالإضافة إلى التواصل مع شبكة ‘جوجل‘ العالمية من خبراء مساحة العمل المشتركة ومواضيع أخرى ذات صلة."
تنطلق "أسترولابز دبي" مع حوالي 30 شركة ناشئة، وتخبرنا جوزف أنّ الانضمام إلى المركز التقنيّ يجري على أساس دراسة طلبات التقديم، حيث تقول: "نحرص على مقابلة كلّ الشركات الناشئة لنتأكّد من أنّنا نختار مجموعةً متنوّعةً وتعاونية من أكثر الشركات الناشئة ابتكاراً." وتتابع مضيفةً: "نبحث عن روّاد الأعمال الذين سيحدثون فرقاً ويتمتّعون بالقدرة على توسيع شركاتهم والتأثير على المنطقة والعالم. ونشدد على أهمّية بناء مجتمعٍ تعاونيٍّ بشكلٍ أساسيّ. لذلك، نطرح في الطلبات السؤال التالي، ‘ما الذي تتحمس لمشاركته مع المجموعة؟‘، قد يكون المعرفة أو المهارات أو العلاقات أو حسّ الفكاهة أو حلويات جدّتك. باختصار، يجب أن يساهم أعضؤنا بقدر ما سيستفيدون من مساحة العمل."
من بين الشركات الناشئة التي انضمّت إلى "أسترولابز دبي"، اخترنا التحدّث عن الشركتَين التاليتين:
يخبرنا المؤسِّس أميت رامدات Amit Ramdath الذي انتقل من جنوب إفريقيا إلى دبي، أنّ "أسترولابز" تبدو منظّمةً تقدّميةً في منطقةٍ تقدّمية. ويقول، "لقد أُعجِبنا بتنظيم مسرّعة النموّ وبالدعم التي حصلت عليه من الحكومة. نحبّ التقدّم ونؤمن بإنجاز الأمور بكفاءةٍ وفعاليةٍ، ونعتقد أنّ ‘أسترولابز دبي‘ هو المكان المناسب لذلك."
ويشرح لنا رامادات أنّ "إمبريس مي" هي منصّةٌ لتسهيل التوظيف واستبدال الطريقة التقليدية بتقديم طلبات التوظيف، لاسيما بفضل استبدال السيرة الذاتية بمقطع فيديو من 60 ثانية. ويشرح الأمر قائلاً: "بالإضافة إلى نشر الفيديو، تقدّم ‘إمبريس مي‘ لأرباب العمل معلوماتٍ عن مهارات المرشّحين وتاريخهم المهنيّ التي ينشرها مقدّمو طلبات العمل بسهولة عبر دمج شبكات التواصل الاجتماعي."
ويضيف أّنه متحمّسٌ جدّاً ليكون جزءاً من "أسترولابز دبي" وأن يتحولّ إلى قصّة نجاح. أمّا في ما يتعلّق بالخطط المستقبلية، يقول: "سنطلق النسخة الأوّلية ونعمل على دراسة عدد الموظفين الذين نحتاج إلى إحضارهم من جنوب إفريقيا وعدد الذين يجب توظيفهم، بالإضافة إلى التشبيك مع شركاتٍ في المجال ذاته والحصول على تواجدٍ محلّي. "
من جهته، يخبرنا ميغيل مونوز غونزاليس أداليد Miguel Munoz Gonzalez-Adalid، مؤسِّس منصّة "آير كرو كلوب" التي تعتبَر من أولى الشركات الناشئة التي انضمّت الى "أسترولابز دبي"، أنّه اختار هذا المركز التقني بسبب "فرص التشبيك والتواصل والشراكة مع ‘جوجل‘ ومع مركز دبي للسلع المتعددة DMCC، وسهولة تأسيس الشركة والعمل محلّياً. كما أنّنا نحبّ طريقة تقسيم مساحات العمل، ممّا يعكس أن ‘أسترولابز‘ تدرك جيّداً حاجات الشركات الناشئة. نريد الاعتماد على هذه الهيكلية والنموّ معاً.
وغوزناليس-أداليد الذي يعمل طياراً لدى "الإتحاد للطيران"، بالتعاون مع الرئيس التنفيذيّ ألبرتو بيريز الذي انتقل إلى دبي من جوهانسبرغ، أسّسا منصّةً توفّر للطواقم الجوية air crew تخفيضاتٍ استثنائيةً للتمتّع بها خلال توقّفهم في بعض المدن بين رحلةٍ وأخرى، بالإضافة إلى وسيلةٍ للتواصل فيما بينهم.
ويخبرنا غونزاليس-أداليد أنّهم بعدما حصلوا على الاستثمار التأسيسيّ من عددٍ من المستثمرين، يطوّرون حالياً التطبيق ويبحثون عن عرو ضٍ ويُجرون مقابلاتٍ مع زبائن محتمَلين لفهم حاجات السوق بشكلٍ أكبر، ويستعدّون للانطلاق في أيار/مايو المقبل من أجل تجربة "تغيير طريقة عيش الطواقم الجوية لكي يستمتعوا بالوظيفة أكثر!"، على حدّ قول أداليد.
هاتان الشركتان الناشئتان ليستا إلّا مثالاً صغيراً عن تنوّع الشركات الناشئة التي انضمّت وستنضمّ إلى "أسترولابز دبي" التي انطلقَت مع الإرشاد والعديد من الفعاليات والصفوف في "أسترولابز أكاديمي"، بانتظار الانطلاقة الأكبر في تموز/ يوليو في مقرّها الرئيسي في "مركز دبي للسلع المتعددة".