لقاء بين شركات دبي الناشئة لتطوير الأعمال على الإنترنت
لا تعتبر المنصة الجديدة "أسترولابز" Astrolabs مجرد شبكة إرشاد أخرى. تركز هذه المبادرة التي أطلقها المؤسسان السابقان لموقع "نمشي"، لويس لبّس ومحمد مكي، على مساعدة رواد الأعمال بغية دراسة العناصر الأساسية لإطلاق شركات ناشئة عبر ورش عمل محلية.
ويقول لويس "في الأساس، فكرنا بكيفية ردم الفجوة الموجودة في بيئة الريادية الحاضنة في المنطقة." وتكمن الفكرة في خلق "وحدات عملية ملموسة" تشمل شركاء مثل "جوجل" Google و"باي بال" PayPal و"كوالكوم" Qualcomm التي "ترشد الرياديين في عدّة مجالات منها المحادثات والتسويق والتمويل وبناء فريق العمل وغيرها."
عندما كان لويس ومحمد يعملان في "نمشي" غالباً ما ذكرا رغبتهما في تكريس عملهما على تدريب موظفيهما وتثقيفهم عن البيئة الحاضنة. وخلال الأسبوع الماضي، حققا رغبتهما، للمرة الأولى، وأطلقا ورشة عمل لثلاثة أيام للرياديين بدعم من جوجل، حول "توسيع الشركات الناشئة الإلكترونية" Scaling Online Startups.
يومياً، يجتمع أكثر من ٢٠ ريادي بارز في لقاء ودي في مجمّع "جوجل"، دبي، لإجراء محادثات تفاعلية حول الزبائن، العلاقات مع المستثمرين، استثمارات التسويق، العمليات، وتفعيل المحادثات ومناهج فعالة عند العمل على الشبكات الاجتماعية.
وتم تناول كل المواضيع مع عدد من المرشدين ضمّ محمد جودت من جوجل وإحسان جواد من "زوايا" والياس غانم من "بايبال" وكريستوفر شرويدر، عضو في مجلس إدارة ومضة الذي انضم عبر "جوجل هانج آوت" Google Hangout. وقال مؤسس "جلامبوكس" Glambo، وهي شركة ناشئة تمنح النساء فرصة التعرف وتجربة وشراء آخر منتجات التجميل، "عندما انتهت ورشة العمل، وجدت أن لدي قائمة كبيرة من الأمور التي علي إنجازها".
بهدف جعل الفعالية متماسكة أكثر، ركّزت ورشة العمل على إشراك شركات ناشئة أطلقت خدماتها على الانترنت وبلغت مراحل مشابهة. إضافة إلى "جلام بوكس"، ضمت اللائحة "قرطبة" و"نبّش" و"سوقالمال" و"ريسترونوت" Restronaut و"دوبلايز" Duplaysو"أناناسا" و"كريم" careemو"ذيلاكشوريكلوزت" TheLuxuryCloset.com و"هوتأندشايدي" hotandshady.com و"نوفيبلوس" Noviplus.ae. ويقول لويس، "بعض من هذه الشركات التي دعوناها لتكون متحدثة خلال الفعالية، كانت مهتمة أكثر بالمشاركة في ورشة العمل."
خلال نهاية عطلة الأسبوع الماضي، وفي أجواء ودية، استعرض المشاركون، بكل صراحة، السيئات والحسنات في تجربتهم والمعرفة التي اكتسبوها خلال مغامراتهم في تأسيس شركات ناشئة.
ويقول رافي بوساري، المؤسس الشريك لـ"دوبلايز"، وهي شركة ناشئة تقدّم مجموعة ألعاب رياضية من أجل مجتمع أكثر صحة وأكثر اجتماعياً وأكثر تواصلاً، "كانت ورش العمل مفيدة جداً لنا. والاحتفال بالريادة، وهي آخر فعالية مثيرة للاهتمام شاركنا بها، كانت مكلفة أكثر".
وتابع قائلاً، "ومنذ أن حضرنا ورشة العمل هذه، لم نجد ورشة عمل أخرى توازي أهميتها وفعاليّتها".
يضيف غزوان حمدان من "ريسترورنت" Restronaut، وهي شركة ناشئة جديدة تجمع أشخاص يتقاسمون اهتمامات مشتركة حول مأدبة عشاء، أن الرياديين يجنون الكثير من الأمور حالياً، إلا أنهم قد يخطئون في أمور بسيطة. ووجد أن ورشة العمل عالجت هذه "الزلات" بشكل مهني.
أما كونال كابور من "ذي لاكجوري كلوزت" فاعتبر أن التطرق الى التفاصيل قد ساعد كثيراً. "أنا أشكر كل من شاركنا التفاصيل الصغيرة لأن الأمر جعلني أكثر ثقة وزادني رغبة في توسيع نشاطات شركتي".
وأُعجب المدير العام لــ"باي بال" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الياس غانم، كثيراً بالتبادل الصريح خلال ورشة العمل. ويقول "كل ما قام به المشاركون خلال اليومين الماضيين هو أن يشاركوا ويواصلوا مشاركة تجاربهم. وتخيّلوا النتيجة لو كل منا شارك عشرة أمور عليه القيام بها لإطلاق شركة ناشئة في مجاله."
بالنسبة إلى شرويدر، الذي كتب مؤخرًا "نهضة الشركات الناشئة" Startup Rising، وهو أول كتاب عن الشركات الناشئة في المنطقة العربية، فإنّ الحماس واضح. "يمكنك أن تشعر بالطاقة من خلال التحادث عبر جوجل توك Google Talk. فالرياديون والمساهمون في بناء البيئة الحاضنة لم يسألوا أسئلة جيدة فحسب، بل غالبًا ما أجابوا على أسئلة بعضهم البعض. من خلال الإصغاء إليهم تعلّمت أمورًا ما كنت لأتعلّمها لو شاركت في الحديث".
تأمل المنصة مواصلة هذا الزخم، بخاصة وأن كل المشاركين أبدوا اهتمامهم بالالتقاء من جديد بعد عدة أشهر، من أجل قياس تقدمهم حول بعض الأمور التي يجدر بهم تحقيقها. وقال لويس إنّ فريق "أسترولابز" قد أعدّ، على الفور، خطة لعقد جلسات متابَعَة منتظمة، والغوص في مواضيع محددة. أما الخطوة التالية، فتكمن في نقل المنصة الى بيروت والقاهرة والرياض.