كيف نشأ وتطوّر التمويل الجماعي في العالم العربي؟
كيف يتم إطلاق حملة تمويل جماعي؟
هناك الكثير من المنصات الإلكترونية في المنطقة التي تدرج حملات تمويل جماعي. سنحدثكم عنها بالتفاصيل أدناه. إن أراد صاحب الفكرة جمع مبلغ معين ليبدأ في تحويل الفكرة إلى مشروع، فيمكنه رفع وصف عنها، مع فيديو تفسيري يذكر من المستفيد من الفكرة، وكيف خطرت في باله، وكيف ينوي استخدام المال الذي يأمل في جمعه خلال مهلة زمنية محددة. يحصل كلّ من يساهم بمبلغ على المنصة إما على المنتج نفسه عند يتم تصنيعه أم على هدية أو رسالة شُكر من الفريق.
نشأة منصات التمويل الجماعي
عام 2005، انطلقت أول منصة على الإنترنت تقدّم القروض الصغيرة اسمها "كيفا" Kiva.org لتطلق شرارة المنصات الرقمية في هذا المجال. وقد ارتكز عملها على إقراض الأفراد لمساعدتهم على إطلاق مشاريعهم الخاصة. في العام التالي، انطلقت "بروسبر" Prosper.com، أول منصة على الإنترنت في الولايات المتحدة للإقراض المباشر أو ما يعرف بـ Peer-to-Peer Lending من دون تدخّل المصارف. على مثل هذه المنصات، يقدّم الأشخاص طلبًا بتلقي تمويل مع لمحة عن فكرتهم وصورة ومخاطر الائتمان (وهي مخاطر الخسارة التي تنجم عن عدم التزام الطرف الذي تلقى القرض بالشروط المتفق عليها مسبقًا).
عام 2007، انطلق موقع ثانٍ شبيه لـ "كيفا" في الولايات المتحدة أيضًا وكان هدفه تقديم بديل عن المصارف، لذلك سعى إلى توفير أسعارًا ميسرة للمستثمرين والمقترضين. أما عام 2009، فكان عام التمويل الجماعي حيث شهدنا انطلاق المنصة الشهيرة "كيك ستارتر" Kickstarter لتعطي نكهة جديدة ومبتكرة لتلقي التمويل. ظهر بعده "إنديوغوغو" IndieGoGo ثم تتالت المنصات لتكون منبرًا للكثير من المبتكرين والكثير من قصص النجاح. وصلت موجة التمويل الجماعي، ولو متأخرة، إلى العالم العربي في صيف 2012 وإليك لمحة عن المنصات العربية الموجودة.
ساحة التمويل العربية
- "أفلامنا": نشأت أول منصة تمويل جماعي في المنطقة العربية، في 1 يوليو عام 2012 لتساعد مخرجي الأفلام المستقلين على تلقي تمويل لأعمالهم. انطلقت المنصة بستة أفلام، منها فيلم "أبو رامي" لصباح حيدر الذي جمع 2440 دولار خلال 28 يوم.
وشهدنا بعدها انطلاق الكثير من المنصات وسنعطيكم لمحة سريعة عن بعضها أدناه:
- "ذومال": انطلقت في فبراير 2012 على يد الشاب عبدالله العبسي الذي سمي من بين أفضل 20 رائد أعمال لبناني عام 2013. تختلف المنصة عن "أفلامنا" من حيث نوع المشاريع التي تدرجها. فاستنادًا إلى المؤسّس، لا تركز "ذومال" على الأفلام والأعمال الفنية فحسب بل كلّ المشاريع في المنطقة العربية التي لا تريد جمع مبالغ كبيرة.
- "يوريكا" Eureeca: انطلقت المنصة في دبي عام 2011 لتكون أول منصة عالمية تقدّم تمويلاً جماعيًّا مقابل أسهم في الشركة. تركّز "يوريكا" على الشركات الصغيرة والمتوسطة وتسمح لها بجمع التمويل من المستثمرين مقابل إعطاء نسبة من أسهمها لهم ليعملوا على تطوير هذه الشركات. وتغطي شبكة مستثمريها بلدان مثل اليابان، سويسرا، النروج ولبنان.
صورة لـ عبدالله العبسي، مؤسّس "ذومال"
- "يُمكِن": منصة تمويل جماعي ومنصة للابتكار المفتوح تختصّ بالمشاريع الاجتماعية. تربط المنصة بين أصحاب ورش الأعمال والأفراد القادرين على تأمين حلول لمشاكل يواجههوها مثل طلاب الجامعات، المصممين والمغتربين العرب، ومتى تم الاتفاق على حلّ معين، يتم تمويله عبر "يُمكِن".
- "شِكرة" (شارك وفكرة): انطلقت في نوفمبر 2012 على يد سبعة مؤسسين وهي تركّز أكثر على دعم الشركات الناشئة المصرية. إضافة إلى التمويل، تؤمن لها أيضًا نصائح عن كيفية عرض الفكرة للمستثمرين، ترويج لها على الوسائط الاجتماعية، مساعدتها في المصطلحات القانونية والاتفاقات الرسمية مع المستثمرين وغيرها.
التمويل الجماعي في السعودية
نجد عدة جهات سعودية تموّل مشاريع رواد الأعمال في المملكة، من بينها بنك التسليف وبنوك تجارية. كما هناك حاضنات أعمال مثل برنامج بادر التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أو "فيرسو"، إلا أننا لم نرَ بعد منصة تمويل جماعي سعودية. على أمل أن تلهم نجاحات المنصات العربية الشباب السعودي على إطلاق نسخة محلية للنموذج العالمي الناجح.