'حوارات ومضة': أربعة اقتراحات لتطوير الدفع الالكتروني في المغرب
كيف يمكنك الترويج للتجارة الالكترونية في بلد يعجز الانترنت والبطاقات المصرفية عن فرض أنفسهم؟ سؤال حاول خمسة عشر رائد أعمال مغربي متخصصون بالتجارة الالكترونية الاجابة عنه خلال أولى "حوارات مجتمع ومضة" يوم الجمعة 14 شباط/ فبراير الماضي.
ابتُكرت هذه الفعالية لتُكمّل فعاليات ومضة للتواصل والارشاد. وبهدف التعمّق أكثر بمشكلة اساسية تواجهها البيئة الحاضنة والسعي لتقديم الحلول الملموسة.
ابتُكرت هذه الفعالية لتُكمّل فعاليات ومضة للتواصل والارشاد. وبهدف التعمّق أكثر بمشكلة اساسية تواجهها البيئة الحاضنة والسعي لتقديم الحلول الملموسة. وبهدف القيام بذلك، دعت "ومضة" 15 خبيرًا محليًّا ليتناقشوا وينشروا المقررات على الإنترنت عبر تويتر، مستخدمين وسم #WamdaDebate ويتلقوا آراء المجتمع.
انعقدت الدورة الأولى من "حوارات ومضة" في مساحة العمل المشترك "نيو وورك لاب" New Work Lab في الدار البيضاء (حيث يحظى حامل بطاقة ومضة على حسم بنسبة 15%) بمساعدة نوفل شامة، المؤسس الشريك لـ"ستارتب المغرب" Startup Maroc ("الجمعية المغربية للنهوض بهندسة الكمبيوتر" AMPII سابقاً). كما سرّنا أيضًا أن يفتتح جيروم موتون، مؤسّس "بازيف"، الحوارات.
انكبّ رواد الأعمال الذين اختارتهم ومضة على التفكير باقتراحات لتطوير خدمة الدفع على الانترنت في المغرب. ولكن، حتى بعد ساعتَين من النقاش، كان ما زال هناك الكثير للتحدث عنه. وقرابة العاشرة مساء، وصلت السهرة الى نهايتها. وهل من طريقة أفضل لتمضية عيد الحب أو "فالنتاين" على طريقة ومضة؟
رواد الأعمال يتناقشون في مساحة العمل المشترك في الدار البيضاء، نيو وورك لاب.
وقبل التحدث عن الحلول، لا بدّ من تحديد المشاكل. في ما يلي، نعرض أهمّها:
9 millions de cartes bancaires au Maroc / 120.000 achètent en
ligne ! o_0 selon @taheralami #wamdadebate
— The Nexties (@The_Nexties) 14
Février 2014
72% من المغاربة لا يملكون بطاقات دفع. وقد غرّد موقع The Nexties أنّه ثمة 9 ملايين بطاقة مصرفية في المغرب ويتم استخدام 120 ألف منها للدفع على الإنترنت.
- تضع المصارف سقفاً تلقائياً لبطاقات الدفع؛ ما لا يدركه كثيرون ويؤدي الى رفض عدد من عمليات الشراء.
- المغاربة لا يثقون بوسيلة الدفع عبر البطاقات.
- المغاربة لا يثقون بمواقع التجارة الالكترونية. ويعزى السبب الرئيسي الى أنهم لا يعرفونها والى سمعة خدمة ما بعد البيع السيئة في المغرب.
والآن، اليكم الحلول المقترحة:
الدفع على الانترنت ليس تلقائياً
يعتبر يونس قاسيمي، مؤسس "سينرجي ميديا" Synergie Media التي تنظّم "مغرب ويب أواردس" Maroc Web Awards والتي أطلقت "ذي نكستيز" The Nexties أنه لا يجب أن نتوقّف عند الدفع الالكتروني باستثناء في ما يخصّ المواقع التي تتطلب دفعاً سريعاً كمواقف الصفقات. ويذكّر بوجود عدد كبير من خيارات الدفع الأخرى على غرار الدفع عبر المحمول أو الحساب المصرفي أو نقداً. ويتابع "يجب أن تملك شركة ناجحة قبل أن تولي اهتماماً بطرق الدفع الالكتروني."
وبالتالي، لا يجب التردد في تقديم وسائل دفع بديلة تسمح ببناء الثقة وبتوسيع قاعدة الزبائن.
ولكن، لكل طريقة دفع علّاتها. وشارك كمال الركاد، مؤسس موقع "هميزات"، تحفّظه حيال الدفع عند التسليم COD لأن هذه الطريقة تعطي الفرصة للزبون برفض المنتج (وحتى الدفع) عند التسليم. وقد فضّلت العديد من مواقع الانترنت ألا تقّدم هذا الخيار، كما شرحته كيا دافيس في مقالها حول سيئات وحسنات الدفع عند التسليم.
نوفل شامة خلال الحوار
بناء الثقة
لا تُبنَ الثقة لوحدها، بل هي عمل ثنائي. وبالتالي، يجدر بمواقع التجارة الالكتورنية أن تبذل كل ما بوسعها لحثّ المستخدمين على منحها الثقة. وأن تثبت أن هناك فريق جدّي يستحق ثقة المستخدم، يعمل لتطوير هذا الموقع. ومن أجل اثبات ذلك، يجب التحلّي بالشفافية: من أنتم وماذا تفعلون؟ بالاضافة الى توفير خدمة زبائن عالية الجودة من خلال الردّ على كل الأسئلة مثلاً. بالنسبة لـ"هميزات"، ينعكس ذلك من خلال وضع خدمة الدردشة الفورية الالكترونية عبر الموقع وتسليط الضوء على أرقام خدمة الزبائن.
وبالاضافة الى الوثوق بمواقع الانترنت، يجدر بالمستخدمين أن يتعلّموا كيفية الوثوق بالدفع الالكتروني. واتّفق كل رواد الأعمال المشاركين في "حوارات ومضة" على أنه عمل تعليمي تقوده المصارف.
واقترح البعض اطلاق حملة مؤسساتية من أجل الترويج للدفع الالكتروني وشرح سير عمله وتسليط الضوء عل الجهود التي تبذلها المصارف لمكافحة الاحتيال على الانترنت.
في حين اعتبر البعض الآخر أنه يجدر بالمصارف تبسيط الاجراءات في حال الاحتيال أو أي مشكلة بالاضافة الى شرح هذه العملية التي تبقى، حتى الساعة، غامضة وذلك على مختلف مواقع التجارة الالكترونية من أجل طمأنة المستخدمين. ومع وصول 3D Secure في آذار/ مارس، يشكّل ذلك نقطة مهمة. فهل سيدرك المستخدمون أهميته؟
حتى أن أحد المشاركين اقترح إضافة وظيفة اجتماعية أو توصيات تسمح للمغاربة أن يعرفوا أي من أصدقائهم استخدموا الموقع. ويعتبر هذا الاقتراح مثيراً للاهتمام الا أنه يطرح مشكلة السرية.
رفع سقف البطاقات المصرفية
غرّد موقع Hmall أنّ 80% من المدفوعات لا يتم قبولها بسبب سقف البطاقات المصرفية. المصارف لا تتدخل ويجب التواصل معها لإحداث تغيير.
Hmall: 80% des achats ne "passent" pas à cause de plafonds. Les
banques ne préviennent pas et faut les appeler pour
changer. #WamdaDebate
— Wamda Community (@WamdaCommunity) 14
Février 2014
على الصعيد التقني، يكفي اتصال هاتفي واحد ليتمكّن الزبائن من رفع سقف بطاقاتهم الا أن الواقع مختلف. لا يوجد تفسير واضح لهذه العملية التي غالباً ما تتطلب وقتاً ومجهوداً أكثر مما يلزم. حتى وإن تمت الاستجابة سريعاً وجيداُ للطلب، تشكل هذه العملية مرحلة إضافية في عملية الشراء وتزيد من احتمال تخلّي المستخدم عن العملية برمّتها.
لا شكّ ان مساعدة المستخدمين على رفع سقف بطاقاتهم من خلال تفسيرات أو مواكبة خلال كل المراحل ليس حلاً قصير الأمد. ولا يمكن تحسين الوضع الا من خلال المصارف ورفع تلقائي لسقف البطاقة.
وبالتالي، ها نحن نعود الى النقطة السابقة: النفوذ بين أيدي المصارف التي يجب أن يعمل معها التجار على الانترنت.
دفع إلكتروني إلزاميّ
وتبقى الخطوة الأولى دائماً الأصعب. ويملك كلّ من المشاركين فكرة خاصة لدفع المغاربة الى اجراء أوّل دفع على الانترنت. يقترح الطاهر العلمي مؤسس وكالة "آب ويب" حلاً جذرياً يجب أن تفرض بعض المؤسسات الحكومية طريقة الدفع الالكتروني بشكل إلزامي." لا شك أن التأثير الايجابي واضح ولكن، من سيخطو الخطوة الأولى؟
بالنسبة لياسين الكشاني، مؤسس "لاكارت بليز" laCartePlz ، يصبح الأمر ممكناً بفضل اقتراح عروض ليعجز المغاربة عن رفضها؛ بفضل أسعار تنافسية أو محتوى حصري.
ودافعت مجموعة صغيرة من المشاركين عن فكرة أن تكون المنتجات ملائمة للسوق المغربية. بالنسبة لفاطمة زهرة-باز، يجب تطوير حلول محلية تلبّي مشاكل المغاربة وتأخذ بعين الاعتبار عاداتهم الشرائية. بالنسبة ليونس القاسمي، يجب "اعتماد اللغة العربية في المواقع الالكترونية لتصبح بمتناول الجميع."
غرّد يوسف أنه يجب إدخال اللغة العربية إلى مواقع التجارة الإلكترونية.
"Il faut aussi arabiser les sites de commerce" @yqassimi #WamdaDebate
— Wamda Community (@WamdaCommunity) 14
Février 2014
في كلّ الأحوال، من أجل تطبيق بعض هذه الاقتراحات، يجب التحاور بشكل فعّال مع مركز النقديات CMI والمصارف. وحتى لو أن التجار على الانترنت اعتادوا الاتصال، بشكل دائم، بالمركز للابلاغ عن المشاكل الا أنهم نادراً ما يجدون من يسمعهم. وكما اقترح أمين عزريز، المؤسس الشريك لـ"جريندايزر" Greendizer، من الضروري أن يضافر اللاعبون الأساسيون جهودهم وأن يرصّوا صفوفهم للتحاور مع مركز النقديات والمصارف.
هل توافقون على هذه الاقتراحات؟ ما رأيكم؟ هل لديكم اقتراحات اضافية؟ ندعوكم الى مواصلة الحوار وتقديم الاقتراحات في قسم التعليقات أو على تويتر عبر #WamdaDebate.