عشر خرائط مستمدّة من مساهمات الجمهور تزيد الشفافية في المنطقة
منذ أن تمّ إطلاق "أوشاهيدي" Ushahidi في كينيا لمراقبة وتتبّع أعمال الشغب التي أعقبت الانتخابات، باتت الخرائط المستندة من مساهمات الجمهور وسيلة شائعة لتوثيق البيانات المهمّة وعرضها بالصور.
كما اتّسعت قاعدة "أوشاهيدي" بسرعة لتغطّي التسرُّب النفطي في خليج المكسيك والانتخابات النيجيرية والزلزال الذي ضرب اليابان في العام 2011. تمّ استخدام منصة التقنية المفتوحة المصدر هذه التي ترتكز على خرائط "جوجل" في مجموعة متنوعة من الخرائط حول العالم، لتتبّع كلّ شيء من الانتخابات إلى الكوارث الطبيعية ومراعاة الدساتير والأعمال التجارية الصغيرة والفساد.
أمّا في المنطقة العربية، فظهرت منصات عدّة على مدى السنوات القليلة الماضية وفي هذا العام بشكل خاص، تعمل على تعزيز الشفافية وقدرة الحصول على معلومات فورية عن أيّ شيء، من العنف السياسي إلى الكوارث الطبيعية. إليك نظرة إلى عشر منصات تعمل على مساعدة المواطنين في التعبير عن آرائهم وبناء مجتمعات أفضل:
اشتهر "مقطوعة!" Ma2too3a! الذي أُطلق في آب/أغسطس المنصرم بتتبّع حلقات العنف في لبنان، وبالأخص بعد اغتيال اللواء وسام الحسن. والآن، يحاول التطبيق التركيز على ازدحام السير فيما يبحث فريقه على إمكانية التوسّع في مصر والخليج.
أُطلق تطبيق "حارات" 7arat الذي يستند إلى "أوشاهيدي" في الوقت المناسب لمواكبة انتخابات الأردن النيابية في الشهر الماضي، فيسمح للمواطنين بالتبليغ عن أيّ تزوير انتخابي أو أيّ أخبار أو حوادث مرتبطة بالانتخابات، من خلال الرسائل القصيرة و"تويتر" والاتصالات الهاتفية والبريد الإلكتروني. والآن، يقول مطوّر التطبيق، سعيد عمر، إنّه قد يتوسّع ليغطّيَ أيضاً العنف ضد المرأة والفساد.
"ظبطّك" Zabatak هي خريطة لمحاربة الجريمة ومكافحة الفساد في مصر، حازت على جائزة القمة العالمية للشباب في العام 2011 لعملها الطموح وغير السياسي بهدف تنقية مصر من الفساد. تمكّنت الخريطة حتى اليوم من تتبّع أكثر من ألفي حادثٍ، بما فيه في العراق والسعودية.
ازدادت أهمية تطبيق HarassMap (خريطة للإبلاغ عن التحرّش الجنسي) أكثر مع اندلاع أعمال العنف الجنسي في شوارع مصر. تأمل هذه المنصة المستندة إلى "أوشاهيدي" والتي أُطلقت في العام 2010، أن تساعد النساء على مقاومة التحرّش الجنسي في مصر عبر السماح لهنّ بالتبليغ عن الحوادث والشعور بالتضامن مع الآخرين.
يعمل تطبيق Women Under Siege Syria، (أي نساء تحت الحصار في سوريا) مثل HarassMap، على تزويد النساء في سوريا بمنصة للتبليغ عن أعمال العنف الجنسي إبّان الصراع الدائر. تعمل هذه المنصة المستندة إلى "أوشاهيدي" والتي تندرج ضمن مشروع "نساء تحت الحصار" التابع لـ "مركز إعلام المرأة" في نيويورك، على جمع التقارير من الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني و"تويتر" وتصنيفها تحت وسم (هاشتاغ) #RapeinSyria (أيّ الاغتصاب في سوريا).
صُممت خريطة "سوريا ديبلي" SyriaDeeply (أي سوريا بعمق) المستندة إلى "أوشاهيدي" لمن يرغب في الحصول على لمحة عن وقائع الصراع السوري بشكلٍ دقيق. وصُمِّم موقع الأخبار على يد المراسلة الأرمينية الأميريكية، لارا سيتراكيان، ليقدّم أنباءً متعمّقة بشأن الصراع المعني، جامعاً ما بين التحديثات الفورية من "تويتر" إضافة إلى لمحات تاريخية وتقارير طويلة. أمّا الخريطة نفسها، فهي تتابع أعداد اللاجئين والوفيات وشرائط الفيديو الأكثر رواجاً في سوريا والبلدان المجاورة. (يُعرض تطبيق "سوريا تراكر" SyriaTracker أيضاً على الخريطة مجموعة واسعة من الحوادث بفضل مساهمات الجمهور، إنّما في سوريا لا غير).
"وصّلني" Wasalny تطبيق مصري يركّز مثل Ma2too3a! على معلومات حركة المرور، ولكن، خلافاً للمنصة اللبنانية أو منافسه في القاهرة، "بيقولك" Bey2ollak، يقدّم هذا التطبيق مخطّطاً حرارياً يصوّر ازدحام السير في القاهرة في الوقت الحقيقي. ويتوفّر تطبيق الجوّال الأنيق هذا الذي يسمح للمستخدمين بحفظ شوارعهم المفضّلة وتفقّدها، على هواتف "آندرويد" Android و"آي فون" iPhone و"بلاكبيري" Blackberry و "سيمبيان" Symbian.
يضيف تطبيق "متويت" Metwit عاملاً اجتماعياً على تحديثات أحوال الطقس عبر الكشف عن مشاركات وصور عن أحوال الطقس المحلية المستمدة من "إنستاجرام" Instagram و"تويتر" والتحديثات المباشرة. كما يُتوقّع أن تساعد هذه الشركة التي تخرجت من "سيد ستارتب" SeedStartup في دبي، المستخدمين على الاتّصال بالآخرين عندما يسافرون بفضل تطبيقه على الويب والـ "آي فون".
"خارطة البحرين" Bahrain Map هي خريطة على الهواتف المحمولة، متوفّرة على "آندرويد"، تعرض أخبار وحوادث مستمدّة من مساهمات الجمهور، بما فيها المظاهرات والاعتقالات ونقاط التفتيش ومواقع الشرطة. كما يبدو أن الخريطة تتابع أيضاً حالة الطرقات، بشكل مشابه لـ Ma2too3a!، كونها صُمّمت في سياق احتجاجات البحرين المستمرّة مطالبةً بالإصلاح.
قدّم تطبيق "احتاجات في اليمن"
Protests in Yemen نظرةً على الاحتجاجات التي برزت في اليمن عام 2011،
غير أنّه ذهب في سبات عميق الآن، مع أنّ موقعه الإلكتروني ما زال يجمع
الأخبار. ربّما يمكن تعديل مثل هذه المنصة لتتبّع الأخبار المحلية بما
يحافظ على استمرارية الموقع حتى بعد انتهاء حدثٍ معيّنٍ.