تطبيق مقطوعة! يسمح للمستخدم إدخال معلومات عن أوضاع الطرقات في لبنان
خلال أزمة الكهرباء الأخيرة في لبنان في تموز/يوليو الماضي، تلقى مهندس الكومبيوتر المتدرّب في الجامعة الأميركية في بيروت ومطوّر البرامج محمد طه، اتصالاً طارئًا من زوجته. فقد كانت تقود السيارة مع طفلهما الصغير في أحد أحياء بيروت حين قام متظاهرون غاضبون من الانقطاع الأخير للتيار الكهربائي بإطلاق رصاص على الزجاج الأمامي للسيارة. وكانت هذه المأساة العائلية بمثابة ناقوس خطر لمحمد، حيث تمنّى لو كان هناك طريقة لتلقّي تحديثات فورية عن أماكن الخطر، ما دفعه إلى اختراع واحدة.
"مقطوعة" Ma2tou3a! هي تطبيق على الـ "آندرويد" Android والـ"آيفون" iPhone، يأخذ المعلومات من الجمهور حول انقطاع في الطرق أو مظاهرات أو حوادث سير، أو أي شيء قد يشكل خطراً أو مضايقة على الطرقات الفرعية أو الرئيسية في لبنان، وقريباً في المنطقة العربية.
بإمكان المستخدمين أن يبلّغوا فوراً عن أي اضطرابات عبر التطبيق، وهو أمر يتحقق منه على الفور فريق "مقطوعة!" قبل أن يُنشر على خريطة التطبيق على المحمول والموقع الإلكتروني. ومن أجل التأكّد من مصداقية المعلومات التي تُستمدّ من الجمهور، قمت بإدخال معلومات غير صحيحة على التطبيق ولم يتمّ نشرها على "مقطوعة!"، ما يؤكّد صحة ما ينشر.
ونظراً إلى سمعة لبنان السيئة من حيث المظاهرات السياسية منها إغلاق طرقات وحواجز وإحراق دواليب، شهد التطبيق شعبية متوقعة وواسعة. وعلى الرغم من أن الشركة الأم "لا روش" LaRoche لم تسوّق للتطبيق، أشار طه إلى أن الظهور على وسائل إعلامية مثل المؤسسة اللبنانية للإرسال والجزيرة، دفع عمليات تحميل التطبيق من 200 في اليوم بعد إطلاقها في الأول من آب/أغسطس العام الماضي إلى حوالي 1600 في أيام الذروة.
وكان اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء وسام الحسن في 19 تشرين الأول/أكتوبر في الأشرفية في بيروت نقطة محورية للتطبيق. فمباشرة بعد انفجار سيارة الحسن، لاحظ "مقطوعة!" أن عدد عمليات تحميل التطبيق يومياً تضاعف ومن ثم ازداد ثلاث مرات حيث أصبح الناس مهووسين بالاطلاع على التحديثات المحلية قبل التوجه إلى أي مكان في المدينة.
واليوم قام 67 ألف مستخدم بتحميل التطبيق، أي واحد من كل تسعة مستخدمين للهاتف المحمول، وذلك بحسب البيانات التي وصلت إلى طه من وزارة الاتصالات اللبنانية.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حظي التطبيق بشهرة دولية، بعد أن فاز بلقب الوصيف في مسابقة "الابتكار العالمي في العلوم والتكنولوجيا" 2012 التي تطلقها وزارة الخارجية الأميركية، وحصل الفريق على 15 ألف دولار وتدريب لمدة ثلاثة أشهر في وادي السيليكون.
نقطة التحوّل
واليوم من أجل التوسّع إلى خارج السوق اللبنانية، يقوم فريق "مقطوعة!" بتعديل رؤيته للتركيز حصرا على الأخبار وتحديثات الطرق. وإنّ التطبيقات الخاصة بالطرق التي تعتمد على مساهمات الجمهور قد أثبتت نجاحها في الولايات المتحدة عبر شركة "وايز" Waze التي قد تسعى شركة "أبل" Apple لشرائها. وفي حين أسست "وايز" نفسها في الولايات المتحدة عبر توفير تحديثات بالوقت الحقيقي على مواقع التواصل الاجتماعي، تسعى "مقطوعة!" لتكون رائدة لهذا النموذج في مصر والسعودية والإمارات.
وفي مصر سيجد تطبيق "مقطوعة" نفسه في منافسة مع "بيقولّك" Bey2ollak، وهي خدمة تقدم معلومات حول أوضاع الطرق تقوم على مساهمات الجمهور أيضاً، وتساعد مستخدمي هواتف "نوكيا" Nokia و"بلاكبيري" Blackberry و"ويندوز" Windows على سلوك الطرق في القاهرة والإسكندرية، وتطبيق "وصلني" Wasalny وهو تطبيق مشابه جداً حول حركة المرور يعتمد على مساهمات الجمهور، ومصمم أيضاً للـ "آيفون" و"آندرويد" و"بلاكبيري" و"نوكيا"، والذي أصدر للتو نسخة جديدة. وقد تواجه التطبيقان في منافسة "إبدأ" من "جوجل" العام الماضي والتي حقق فيها تطبيق "بيقولّك" الفوز الذي اعتبر مثيراً للجدل.
أما في الخليج حيث حركة المرور ليست فوضوية كما في القاهرة، قام "جوجل" بتفعيل خدمة التحديثات المباشرة حول أوضاع الطرق على "خرائط جوجل" Google Maps، في الإمارات والسعودية (في جدة) والعاصمة الكويت.
ويأمل فريق "مقطوعة!" في الاستفادة من توسّع "جوجل"، ليبيع المعلومات المستمدة من الجمهور حول الطرق في بيروت ولبنان والخرائط التوضيحية للعملاق التكنولوجي. وعلى الرغم من أنّ التطبيق مجاني حتى الآن، إلاّ أن الفريق يخطط لتقديم إمكانية الإعلان على المحمول بناء على الموقع الجغرافي في النسخة الثانية، التي سوف تطلق خلال أربعة إلى ستة أسابيع.
والنسخة الجديدة (المعروضة في الأعلى والأسفل) التي لا تزال طور الاختبار والتطوير، تضيف خاصيات تفاعلية، من شأنها إشراك الناس بشكل شخصي أكثر في تأكيد أو نفي التطورات على الطرقات أثناء حصولها.
يبدو أن "مقطوعة!"، بناء على معدل نموه حتى الآن، سيجتاح المنطقة كالعاصفة. غير أنه مع إطلاق النسخة الجديدة سيكون على الشركة الناشئة أن تثبت قدراتها على ترجمة النجاح خلال النزاعات، إلى خدمة تبليغ ممتازة عن أوضاع الطرق. وسيثبت العام المقبل ما إذا كانت "مقطوعة!" سيواصل نجاحه كما كان في الأشهر الستة الماضية.
شاهد صورًا عن التطبيق أدناه: