ماذا بعد أن تحولت علامة دوبيزل إلى أوليكس؟
[تحديث: 17 أيلول/سبتمبر - "دوبيزل" تستثمر مليون دولار في تطبيق الموضة "شيد" Shedd]
طالعتنا شاشات التلفاز في المنطقة العربية منذ بضعة أسابيع بإعلانٍ يقول إنّ "دوبيزل" Dubizzle، منصّة بيع الأغراض المستخدمة على الانترنت، غيّرت علامتها التجارية إلى "أوليكس" OLX.
يأتي هذا الخبر في إطار صفقة استحواذ، لم يرد عبد الله طوقان، مدير أول العلاقات العامة في "دوبيزل"، الكشف عن تفاصيلها خلال حواره مع "ومضة".
عبد الله طوقان في حفل إعلان استحواذ "أولكيس" على "دوبيزل"
الصورة لإيمان مصطفى)
يترافق إعلان الاستحواذ مع استبدال العلامة العالمية لـ"دوبيزل" في 10 أسواق عربية – باستثناء الإمارات، السوق الأقدم للمنصة حيث و40% من السكان يدخلون الموقع اسبوعيًا ويمكثون على صفحاته 20 دقيقة في المتوسط، "ما يجعل من تغيير العلامة هناك أمرًا صعبًا"، يضيف طوقان.
يأتي الإعلان بعد عامَين على بداية ظهور عبارة "دوبيزل إحدى شركات أوليكس" على موقع "دوبيزل" سابقًا، "في محاولة للتمهيد للمستخدم تغيير الاسم"، وفقًا لطوقان.
القاسم المشترك: "ناسبرز"
كان الأمريكيّان جاي سي باتلر وسيم واتلي قد أسّسا "دوبيزل" في الإمارات منذ 10 سنوات، ثمّ تنحّيا عن منصبَيهما وعادا إلى الولايات المتحدة في 2013، بعدما استحوذت MIH على 51% من الأسهم، وهي شركة فرعية تابعة لشركة "ناسبرز" Naspers متعدّدة الجنسيات في جنوب إفريقيا. وتعمل "دوبيزل" الآن في كلِ من مصر والجزائر والبحرين والسعودية ولبنان والأردن والكويت وعُمان وقطر وتونس.
أما "أوليكس" فهي منصّة إعلانات مبوبة عالمية، لبيع الأغراض المستعملة، تملكها "ناسبرز" أيضاً، وقد تأسّست عام 2006. ويصل عدد المستخدمين الناشطين على "أوليكس" إلى 240 مليون مستخدم مع أكثر من 17 مليار عملية تصفح شهرياً. كما وتتواجد في 106 بلد حول العالم كالهند والبرازيل وكينيا وبولندا وإندونيسيا.
"تسعى "أوليكس" العالمية لدخول المنطقة منذ وقت طويل، وبرغم أنها تعمل مع "دوبيزل" منذ عامَين، إلا أنّها قررت الإعلان الآن عن الاستحواذ، "بعدما أثبتت لنا دراسات الأسواق العربية العشرة أنها مستعدة لعلامة جديدة وأن ثقافة بيع الأغراض المستعملة أصبحت تتمتع بأرض صلبة، إذ شريحة من العرب تنظر لمسألة بيع الأغراض المستعملة كأمر مخزٍ،" يقول طوقان.
كما ويرى القائمون على "أوليكس" أن نشر ثقافة بيع الأغراض المستعملة نجح بشكل كبير في خدمة الهدف الأكبر للشركة وهو خلق حالة من الرواج الاقتصادي المحلي بين قاطني دول المنطقة، فيما يُعرف بالاقتصاد التعاوني.
مصر أكبر أسواق
"دوبيزل"
تشهد المنصة شهريًا 3 ملايين إعلان، و90 مليون عملية بحث. وفي 2014، بلغت معدلات الإعلانات على المنصة من مصر فقط 3 ملايين و700 ألف إعلان، منهم مليون و500 ألف إعلان بقسم السيارات. زهذا ما دفع التخطيط الحالي للشركة في مصر للتركيز على قسم السيارات باعتباره الأكثر رواجًا.
ويأتي 8 ملايين زيارة شهرية لمنصة "أوليكس" من مصر
فقط، من إجمالي 13,5 مليون زيارة من المنطقة بأكلمها،" كما يقول
طوقان. وبرغم عدم وجود دراسة قاطعة حول حجم المعاملات التي شهدتها
"دوبيزل" في السوق المصرية، نظرًا لإتمام جميع عمليات البيع "أوفلاين"
[بدون إنترنت]، إلا أنّ طوقان يقدّرها بـ21 مليار جنيه مصري (حوالي
ملياري دولار أميركي) خلال العاميّن
الماضييّن.
لعلّ التحدّيات الاقتصادية للمستهلك المصري، المتمثلة في انخفاض الرواتب والغلاء المستمر في أسعار السلع الجديدة، هي السر وراء نجاح فكرة وجود منصّةٍ لعرض الأغراض المستعملة للبيع.
من جهةٍ ثانية، ثمّة تركيز كبير على أن تكون كلّ الخبرات والكوادر المستعان بها في مكتب "أوليكس" مصر من أبناء البلد. هذا ما أكّده طوقان، مشيرًا إلى أن الخبرات العالمية لن تتمكّن ابدًا من تحديد احتياجات المستخدم والتعامل معها، وأنّ المهمّة تحتاج إلى أبناء البيئة والثقافة نفسها.
أمّا على صعيد المنطقة، ستولي "أوليكس" اهتمامًا أكبر للتطبيق بنظامَي التشغيل "أندرويد" و"iOS"، مستندةً في ذلك إلى دراسة أجرتها "جوجل" العام الماضي، تشير إلى أنّ نسبة استخدام الهواتف الذكية في عمليات البحث بين المستخدمين في دول الخليج قد ارتفعت بشكلٍ ملحوظ، لتصل إلى 42% من إجمالي عمليات البحث في المنطقة. كما أنّ 55% من عمليات البحث على "أوليكس" تتمّ عبر المحمول.
عبد الله طوقان، مدير أول علاقات عامة في "أوليكس"، في حوارٍ مع
"ومضة".
منهجية "أوليكس" في التسويق والتخطيط
يؤكد أحمد جهيني مدير التسويق لدى"دوبيزل" أنّه بالرغم من إتاحة العمليات على "أوليكس" مجانًا لجميع مستخدمي المنطقة، يعتزم القائمون على الشركة التحوّل تدريجيًا إلى نظام العمولة على الإعلانات، على أن تكون البداية من خلال معارض السيارات. ولكن قد يستغرق ذلك عامًا أو أكثر، علمًا أن سياسة التسعير ستكون محفّزةً للمستخدمين، ومبنيةً على دراسات متأنية لأوضاع السوق المحلية في كل بلد.
وتابع جهيني قائلاً إنّ "منهج التسويق في الشركة يأخذ زاوية 360 درجة، إذ نكثّف دائمًا حملاتنا على شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إعلانات التلفزيون والراديو وإعلانات الشارع، لنضمن الوصول لكل الشرائح والثقافات".
وعلى ما يبدو، فإنّ فوبيا الدفع الإلكتروني لاتزال تسيطر على سكان المنطقة. إذ أكد طوقان أن نموذج العمل لن يتحول أبدًا إلى التجارة الالكترونية بشكلها التقليدي. "لن نغير منهجيتنا ولا مسارنا، ولن نفتح مجال الدفع الالكتروني، سنظل نعرض الإعلانات أونلاين [عبر الإنترنت]، على أن تتم عملية الدفع أوفلاين [بدون إنترنت]".
كيف أصبح المناخ الاستثماري بالمنطقة؟
"قد يكون استحواذ شركة عالمية على شركة عربية أمرًا عاديًا في القطاع الريادي، ويحدث باستمرار ضمن استراتيجيات صفقات البيع exit التي يضعها مؤسّسو أيّ شركةٍ ناشئة. وقد سمعنا في السنوات الأخيرة عن أرقام ضخمة استثمرتها شركاتٌ عالميةٌ في قطاعات التجارة الإلكترونية والإعلانات المبوّبة في المنطقة". هكذا علّق محمد خرطبيل، خبير التسويق الإلكتروني، والشريك المؤسّس لقمّة "أفيلييت العرب" السنوية، والمستثمر في "عربي أدز" Arabyads للحلول الإعلانية، على استحواذ "أوليكس" على "دوبيزل".
وإذ يرى خرطبيل أنّ السوق العربية أصبحت جاذبًة للاستثمارت العالمية، وصف مصر بأنّها "أهمّ الأسواق العربية في قطاعات التقنية والتجارة الإلكترونية في الوقت الحالي". كما أشار إلى استحواذ "أوليكس" بأنّه "أحد أبرز المحطات الفارقة في ضخ الاستثمارات إلى المنطقة، ولاسيما أنه يأتي من شركة عالمية تدخل السوق العربية للمرّة الأولى، وهي الآن تحظى بمكاتب في 10 بلدان عربية مختلفة دفعة واحدة".