ما هو إنترنت الأشياء الذي يشكّل سوقاً واعدةً في المنطقة؟ [إنفوجرافيك]
آلات إعداد القهوة التي تستطيع طلب مستلزماتٍ جديدةً لك؛ الآلات الإلكترونية لإطعام الحيوانات الأليفة، التي يمكنها أن تحدّد وقتاً وتقوم بإطعام كلبك؛ السيارات التي يمكنها أن ‘تتحدّث‘ مع شركة التأمين الخاصّة بك...
هذه الآلات المتّصلة بالإنترنت التي يمكنها أن ‘تتحدّث‘ مع بعضها البعض وتتناقل البيانات وتنفّذ المهامّ دون تفاعلٍ بشريٍّ، هي ما يُطلَق عليه "إنترنت الأشياء" Internet of Things (IoT)، وهي لا تنفكّ تلقى شعبيةً متزايدةً بين المولعين بالتكنولوجيا وبين الشركات التي تبحث عن هوامش جديدة.
وفي حين يشكّل "إنترنت الأشياء" IoT مصطلحاً عامّاً يرتبط بالمنتَجات الاستهلاكية، فإنّ "الإنترنت الصناعيّ" the Industrial Internet، المصطلح الجديد الذي صاغته "جنرال إلكتريك" GE، يشير إلى مفهوم الاتّصال نفسه ولكن ضمن المجال الصناعيّ: تكامل أجهزة الاستشعار والبرمجيّات مع التكنولوجيا المتقدّمة والآلات المعقّدة.
وفقاً لتقريرٍ صادرٍ عن شركة المحاسبة العالمية "ديلويت" Deloitte، فإنّ أكبر الإمكانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تكمن في الإنترنت الصناعي. ويمكن أن يشمل هذا الأخير المدن الذكية، والمصانع التي ترصد وتراقب انبعاثاتها الكربونية، وتحليل البيانات والبرمجيات الذي يساعد في جعل الطاقة المتجدّدة أكثر كفاءة، أو محرّكات الطائرات التي تقوم بإخبارك متى تحتاج إلى الصيانة.
ويشير التقرير أيضاً إلى أنّ هذه المنطقة التي تشكّل سوق إنترنت الأشياء فيها ما نسبته 3% من السوق العالمية، سيتجاوز فيها نموّ إنترنت الأشياء على المستوى الاستهلاكي، والإنترنت الصناعيّ على المستوى الصناعي، سويّاً، المتوسّط العالميّ بنسبة تصل من 10 إلى 20 في المئة مع حلول نهاية عام 2015. وهذا ما سيضيف قيمةً سوقيةً على المفهومَين، في وقتٍ سوف تصل فيه خدمات العملاء الإضافية المطلوبة لتشغيلها إلى ما يقارب مليارَي دولارٍ أمريكيّ.
ويمكن الاطّلاع على مخطّط المعلومات البيانيّ [الإنفوجرافيك] أدناه، للتوضيح كيف أنّ المنطقة التي يصل عدد سكّانها إلى 355 مليون نسمةٍ ينتشر الإنترنت بينهم بنسبة 116%، يُتوقّع أن تصل أجهزة إنترنت الأشياء فيها إلى 70 مليون جهازاً عام 2015. وبينما يُتوَقَّع أن تصل قيمة سوق إنترنت الأشياء نهاية هذا العام إلى نحو مليارَي دولار كما ورد سابقاً، تقول شركة "ديلويت" إنّنا "سنركّز على الآلات أكثر من الناس،" وتشير شركة "فيريزون" Verizon إلى أنّه "عندما ينضج إنترنت الأشياء بشكلٍ كبير... نكون بالكاد خطونا خطوةً صغيرة."
ولكن في الوقت الراهن، لا يوجد سوى عدد قليل من الشركات الناشئة التي تعمل بالفعل، سواء في مجال إنترنت الأشياء أو الإنترنت الصناعي، بالإضافة إلى أنّ الكثير من منتَجاتها لا تزال كنماذج أوّلية.
ففي مجال إنترنت الأشياء، نجد شركاتٍ مثل "يلو ديستريبيوتد تكنولوجيز" Yellow Distributed Technologies، و"فريلانسر" Freelancer، و"MIH، و"بلايند نافيجايشن" Blind Navigation، من لبنان؛ و"مدفوعات" Madfou3at من الأردن؛ و"سيمبلي أردوينو" Simply Arduino، و"إنتجريت" Integreight (رائد الأعمال عمرو صالح)، و"بيقولك" Beyollak (رائد الأعمال جمال صادق)، و"جافنا" Javna من مصر؛ و"شيفكو" Chifco (رائد الأعمال أمين شعيب) من تونس وباريس؛ و"كريم" Careem من الإمارات.
وفي مجال الإنترنت الصناعي، يوجد شركاتٌ مثل "طاقة سوليوشن" TakaSolutions (رائد الأعمال شارل بلاشكه) و"سام تك" SamTech من الإمارات؛ و"ستاك نت" Stachnet (رائد الأعمال فراس عبيد) من الأردن؛ و"فارمينال" Farminal (رائد الأعمال وليد سرور) من مصر، و"إل إس إس" LSS من السعودية؛ و"موبينت إس" MobinetS من لبنان.
وهذا يعني أنّ الفرص المتاحة أمام روّاد الأعمال هائلة - فالبيانات الكبيرة من أجل التحليل الهادف، سواء كانت على صعيد المستهلِك أو على الصعيد الصناعيّ، تدلّنا على كيفية عملنا في المستقبل.
يبقى أنّ بعض التحدّيات
التي تواجه الشركات الناشئة في المنطقة هي نفسها التي تواجه الشركات
الأكثر إنتاجاً ومرونةً مالية، ويمكن إيجازها بالتالي:
أمن البيانات ومعالجة مخاوف العملاء
المحتَمَلة حول الخصوصية؛ والحاجة إلى إنشاء بنية تحتية مادّية لدعم
جمع البيانات وتحليلها؛ وعدم وجود معايير مشتركة بين الشركات التي
تطوّر البرمجيات لهذه الأجهزة؛ وعمر البطّاريات القصير نسبياً والذي
يؤثّر قد في فعّالية الأجهزة؛ والكلفة العالية لإنشاء البنية التحتية
اللازمة لإنترنت الأشياء.