لكل حاجة إنسانية روبوت
قد لا تحكم الروبوتات العالم (على الأقل ليس في وقت قريب) ولكنها تبرع يوماً بعد يوم في عدد من المهام التي يقوم بها الإنسان عادة مثل مساعدة المسؤولين عن الموارد البشرية في العثور على المرشحين المناسبين للوظائف الشاغرة في شركاتهم وتقديم أطباقكم المفضلة في المطعم أو تسجيل دخولكم إلى فندق. الخيارات لا تحصى. وسواء كانت هذه الروبوتات تحل مكان الإنسان في وظائفه أو تخلق وظائف لنفسها، فإنها هنا لتبقى ولتقلّص التكاليف وتزيد الإنتاجية.
ومن الأمثلة على كيفية دعم الروبوتات للشركات ولقطاع الخدمات، الشركة الناشئة "إنوفا روبوتيكس" Enova Robotics التي تتخذ من تونس مقراً لها.
أسس الشركة أنيس صحباني عام 2014، وهي تصنّع الروبوتات للعديد من القطاعات من التعليم والأمن مروراً بالرعاية الصحية وصولاً إلى التسويق. وقبل أن يؤسس "إنوفا"، عمل صحباني، وهو أيضاً محاضر في جامعة "بيار وماري كوري"، على الروبتات الجراحية. وحينها أدرك غياب المنصات الجيدة لتعليم الأفراد كيفية برمجة الروبوتات فقرر إطلاق "إينوفا".
ومن بين منتجات الشركة، "ميني ـ لاب" Mini-Lab وهو روبوت يساعد الناس على تعلّم برمجة الروبوتات. ويقول "في تونس، ليس لدينا برامج تعليمية للروبوتات، لذلك قررنا البدء بروبوت ميني ـ لاب". والأخير مبرمج على أساس الذكاء الاصطناعي ويباع بـ4000 يورو وهو يستخدم حالياً في العديد من المختبرات والجامعات في فرنسا وجامعة الملك سعود في الرياض.
الحماية والخدمة
استهدف صحباني أيضاً شركات الأمن حيث كلفة تركيب كاميرات مراقبتها وصيانتها قد تكون مرتفعة جداً.
ويقول "نريد نشر كاميرا متحركة (روبوت) يمكنها أن تنتقل لمسافة 12 كيلومتراً في الساعة والعمل لثماني ساعات متواصلة. نتعامل مع شركات تؤمّن 500 مصنع لذلك نحتاج إلى روبوت لكل منها".
تم تطوير روبوت حارس يحمل اسم "بيرل غارد" PearlGuard وتسعيره بـ68 ألف يورو في أيلول/سبتمبر 2015 لمساعدة الحراس الأمنيين في العمل. ويوضح أن "الطريق المثالي لضمان الأمن هو وضع البشر في مواقعهم الصحيحة وإعطاء المهام المتكررة للآلات".
يمكن للحراس الأمنيين البقاء في مقر القيادة والمراقبة بينما الروبوتات تجول وتسجّل وترصد وجود أية أجسام أو نشاطات غريبة.
والروبوت قادر على تفادي العقبات وهو مجهّز بنظام عالمي لتحديد المواقع (GPS) ومجسّات لايزر وكاميرات حرارية. ويمكن للحراس رؤية محيط الروبوت وسماعه والتحدث عبره. ومن ثم تنقل البيانات إلى مركز القيادة عبر أجهزة لاسلكية تستطيع أن تبلغ حتى مسافة 5 كيلومترات.
يعمل صحباني وفريقه المؤلف من 20 مهندساً على روبوتين جديدن ـ "إي تاتش ـ بوت" eTouch-Bot و"هيللو بوت" HelloBot. الأول يساعد المسنّين الذين يعيشون بمفردهم على البقاء على تواصل مع عائلاتهم عبر السماح لهم بإجراء مكالمات فيديو معها، في حين يستخدم "هيللو بوت" لمساعدة منظّمي الفعاليات والمعارض.
سيزوّد "إي تاتش ـ بوت" بكاميرات تنقل تحرّكات الشخص الذي تتم مراقبته لضمان عدم سقوطه أو في حال حصول مكروه معه، ضمان حصوله على مساعدة طارئة. ويمكن أن ينطوي الروبوت الجديد على خاصية طبية لقياس مستوى السكر في الدم عبر إجراء مسح لبصمة الإصبع.
طور الإعداد
جمع صحاني 1.6 مليون دولار من شركة "كابسا كابيتال" Caspa Capital الاستثمارية التي تتخذ من تونس مقراً لها في وقت سابق من أيلول. ستستخدم شركة "إينوفا" المال لتوسيع فريقها إلى 35 مهندساً، وتحسين عملية الابتكار، وإجراء مزيد من الأبحاث، وتطوير خوارزميات جديدة وتطبيقات أمنية.
تتطلب عملية تصنيع الروبوت، تصميمه بثلاثة أبعاد، وإرساله إلى قسم هندسة الميكاترونيات لوضع اللمسات النهائية على المفهوم والتصميم، ثم اختيار مكونات النظام والعمل بشكل وثيق مع قسم علوم الكمبيوتر لتطوير ذكائه الاصطناعي. ثم يقوم الفريق بطلب الأجزاء المطلوبة من أوروبا والولايات المتحدة وتصنيع الروبوت محلياً قبل إجراء اختبارات ضمان الجودة.
تغطي أسعار الروبوت 40 في المائة من التكلفة، وعادة ما يستغرق التصنيع ما بين ثلاثة وأربعة أسابيع حسب الصحباني. ومع جولة الاستثمار الجديدة، يعتزم الأخير خفض مدة هذه العملية إلى 62 ساعة بحلول أيلول 2019.