دامو وينستون: هذا ما أعرفه عن الذكاء الاصطناعي
بدأ ولع دامو وينستون بتكنولوجيا المستقبل منذ أن شاهد فيلم "ستار تريك" Star Trek في صغره.
ووينستون هو مغترب أميركي قَدِم في أيلول/سبتمبر 2015، إلى الإمارات العربية المتحدة وتحديداً دبي حيث أسس شركة "يونيفيرسال لينغويستيكس" Universal Linguistics – ULIQ ويتبوأ منصب رئيسها التنفيذي.
تعمل هذه الشركة الناشئة كصلة وصل حية ومباشرة بين مستخدميها ومترجمين ومترجمين فوريين ممن يتكلمون اللغة الأجنبية التي يرغب المستخدم في فهمها أو تحدثها. ومن بين الحالات التي يمكن فيها اللجوء إلى هذه الخدمة، التواصل مع السكان المحليين أثناء السفر، أو طلب الأكل في مطعم، أو أي موقف آخر يحتاج المرء فيه لاستخدام لغة أجنبية.
واليوم بعد أن عمل في حوسبة البرمجيات في شركة "آي بي إم" IBM في الولايات المتحدة، دخل وينستون عصر الذكاء الاصطناعي من خلال عمله الحالي كمؤسس لشركة ناشئة.
من المقرر أن تنهي "يونيفيرسال لينغويستيكس" المرحلة التجريبية هذا الصيف. وينصب تركيزها حالياً على تجربة اللغات الخمسة التالية من ضمن 20 لغة يأمل المؤسس أن تتضمنها منصته: العربية والإنجليزية والهندية والروسية والفارسية. ويعمل في "يونيفيرسال لينغويستيكس" التي تأسست في نيسان/أبريل 2016، 312 مترجماً مستقلاً من أكثر من 30 دولة. وتتواجد القاعدة الأكبر من مستخدمي الشركة في دولة الإمارات والولايات المتحدة والهند والصين.
تتعدد أشكال الذكاء الاصطناعي وأنواعه. بغية فهم ماهية الذكاء الاصطناعي، علينا أولاً تعريفه بأبسط أشكاله: برمجية تكتب برمجيتها الخاصة. أما ما يميّز بين أشكاله المتعددة فهو نوع الذكاء. يُقسم مجال الذكاء الاصطناعي عادة إلى فئتين، "الذكاء الاصطناعي المحدود" (الضعيف)، و"الذكاء الاصطناعي العام" (القوي). يمكن تصنيف أدوات الذكاء الاصطناعي المحدود كأنظمة تعلم إحصائية، مثل الأنظمة التي تفهم كلام البشر، وتترجم من لغة إلى أخرى، وتتعرف إلى الوجوه، وحتى السيارات ذاتية القيادة. ولأنها مدرّبة لإنجاز مهام معينة، لا تصنّف على أنها تمتلك ذكاء اصطناعياً فعلياً. أما الذكاء الاصطناعي بمفهومه العام فهو المستقبل لأنه قادر على التحلّي بقدرات الإنسان الإدراكية.
الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً كبيراً خلف الكواليس. عرّف العديد من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي الذكاء كمجموعة أبعاد بينها الإدراك والتعلم والتجريد والتفكير المنطقي والتخطيط والتواصل، تتكامل جميعها لتحقيق نتائج. قد تتساءل: ما شأني بذلك؟ وهذا سؤال جيد. فإذا كنت تشعر بأنك ناجح في مجالك وأن عملك آمن وثابت لكن جزءاً منه يبدو مملاً أو مكرراً أو دورياً، فعلى الأرجح أن هناك حلاً مبنياً على الذكاء الاصطناعي يمكنه أداء هذه المهام كلها اليوم، وحتى بشكل أفضل منك. فهناك شركات ناجحة اليوم تستخدم برمجيات ذكاء اصطناعي تؤدي 80% من عملها. والجانب المشرق في الأمر أن من صنع هذه البرمجيات هو الإنسان. بدأت شركات مثل "ميدوات" Medwhat و"فاندانغو" Fandango التي تتخذ من لوس أنجلوس مقراً لها، بالفعل بالتحول إلى استخدام الروبوتات بشكل كبير.
سيفتح الذكاء الاصطناعي المجال أمام المزيد من الإبداع. نعيش في "عصر المعلومات" حيث تهدف التطورات التكنولوجية إلى إراحة الإنسان من الأعمال المملة وزيادة فاعليته. وقد تحدّث إيلون ماسك مؤخراً عن مستقبل يزداد فيه تعزيز عمل البشر بالآلآت وتنتشر فيه فكرة الحاجة إلى أن تصبح البشرية جنساً يسكن كواكب عدة، مثلما انتشرت فكرة الواقع المعزز والواقع الافتراضي. وفي عالم تساعد فيه الآلآت الإنسان في كل خطوة من خطوات حياته، يمكن للذكاء الاصطناعي منح الإنسان الحرية للإبداع والاكتشاف أكثر وقد يغير نمط حياتنا بشكل جذري. ومن وجهة نظر فلسفية، قد يستطيع إحداث ثورة في نظرتنا لتطور الأجناس على الأرض.
يمكنك الإسهام في نمو الذكاء الاصطناعي. لا تظن أن عليك البدء من الصفر، فالأمر كله يتعلّق بالمصادر المفتوحة. ويعتبر موقعا "فيسبوك" Facebook و"جوجل" Google من كبار داعمي هذا التوجه، إذ إن أغلب مصادرهما مفتوحة ومجانية. لكن الأمر يتطلب منك أن تتمتع ببعض المهارة في البرمجة عبر أوكتاف/متلب Octave/Matlab، بايثون Python، يوفوريا Euphoria، إلخ. أما شركات "آي بي إم" IBM و"جوجل" Google و"مايكروسوفت" Microsoft فتحتل الصدارة بتقديمها خدمة الوصول للذكاء الاصطناعي الخاص بها. ويستفيد هذا الأسلوب بالطبع من خدماتها المعدّة مسبقاً، وبالتالي فهو يتطلب مهارات تقنية أقل. إذن، فالفرصة أمامك.
الصورة الرئيسية من دامو وينستون.