خوسيه بيرينجيريس: هذا ما أعرفه عن الاستثمار في الروبوتات
للحصول على الدكتوراه في علم الروبوتات المستوحاة من البيولوجيا من "معهد طوكيو للتكنولوجيا" Tokyo Institute of Technology، درس الدكتور خوسيه بيرينجيريس حركة حيوان البَرْص (أو أبو بريص) لتصميم روبوته.
وبعد حصوله على الدكتوراه في عام 2007 عمل على مشاريع روبوتات في مختلف أنحاء العالم، حيث عمل مستشاراً لشركاتٍ متعدّدة الجنسية من بينها "آبل" Apple، كما ألّف كتاباً عن التفكير التصميمي وهو من بين الكتب الأكثر مبيعاً على "أمازون" Amazon.
والآن في إطار عمله كأستاذٍ مساعد لتعليم الروبوتات وتجربة الاستخدام والتفكير التصميمي، في كلية المعلوماتية في "جامعة الإمارات العربية المتحدة" UAE University، فإنّ د. بيرينجيريس يتولّى أيضاً مسؤولية مختبر الروبوتات. وبالإضافة إلى ذلك، يقوم فريقه بإرشاد الشركات المحلّية حول تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي AI.
مؤخراً ، وفي ردٍّ على صديقٍ جاء يطلب المشورة، نشر د. بيرينجيريس قائمةً تضمّ الأسئلة التي يمكن أن يطرحها مستثمرون مهتمّون بالروبوتات قبل القيام بالصفقة المحتملة. وها هو حديثه مع "ومضة" يتعمّق أكثر في هذا الموضوع، مناقشاً وضع علم الروبوتات في المنطقة على وجه الخصوص.
الروبوتات هي ثورة [جديدة]. إذا أردتَ أن تعرف ما الذي سيحصل، عليك النظر في ثورة الكمبيوتر وثورة السيارات وماذا فعل كلٌّ منها في زمانه. أوّل جهاز كمبيوتر كان صُنِع من أجل الجيش، ثمّ للشركات الكبرى، ثم وصل إلى أيدي الهواة، حتّى عام 1984 حيث قدّم ستيف جوبز حاسوب "ماك" Mac إلى السوق. إذا نظرتَ إلى الروبوتات، فالأمر مشابه. بدءاً من الطائرات بدون طيار للجيش، مروراً باستخدامها في المصانع، وصولاً إلى الاعتماد حالياً على مساحات الصناع وفعالياتٍ مثل "بيرننج مان" Burning Man حيث يَصنع الهواة روبوتاتٍ خاصّة بهم. أمّا الآن، فنحن في الجزء الذي يتمثّل فيه حاسوب "ماك" [أوّل ظهوره] بـ"تسلا" Tesla مع سيارةٍ ذاتية القيادة.
الذكاء الاصطناعي هو العقبة الأخيرة في وجه الروبوتات. مثلما هناك توجّهات في عالم الأزياء، فإنّ في عالم الروبوتات توجّهات أيضاً وآخرها الذكاء الاصطناعي. لقد بنينا روبوتاتٍ للاستخدام الصناعي، ولأغراض الترفيه، والأنشطة الرياضية والاجتماعية. إذاً فالأمر لا يتعلّق بالأجهزة - هذا قد أُنجِز. المشكلة تكمن في كيفية جعل هذا الهيكل الميكانيكي ذكياً.
البرمجيات ستكون ساحةً للاستثمارات. لهذا السبب تقوم شركاتٌ مثل "أوبر" Uber و"جوجل" Google و"فايسبوك" Facebook بتوظيف ألمع علماء الذكاء الاصطناعيّ. يمكن لأيّ مهندس ميكانيك يحبّ الأشياء الميكانيكية، ومن دون أن يمتلك خبرةً في البرمجيات، أن يطلق شركةً ويصنع روبوتاً. ولكنّه في المقابل سوف يصنع علبةً من دون ذكاء، مثل أيّ غسالةٍ حديثة أو جهاز تلفزيون حديث، فكلاهما لا يزال بحاجةٍ إلى الأزرار كي يعمل. شركات الميكانيك الناجحة هي تلك التي تبني برمجيات جيدة.
سيكون هاتفك الشخصيّ دماغ روبوتك المقبل. في الوقت الحالي، يمكنك مع الهاتف أن تتعلم اللغة أو أن تحدّد مذكّراتك. شركة "أبل" تريد قطعةً من هذا، "سوفت بنك" Soft Bank يريد قطعةً أيضاً، لذا لا يُفاجئنّك إطلاق شركة "جوجل" على هاتفها اسم "أندرويد" Android (أي الإنسان الآلي) لهذا السبب.
أسعار الروبوتات في انخفاض. في الوقت الذي تنخفض فيه تكلفة تصنيع الروبوتات بشكلٍ مستمرّ، نرى أنّه يتمّ توكيل هذه الروبوتات بمهام أكثر من خارج الأعمال الخطيرة والمثيرة للاشمئزاز والمملّة DDD zone. ومن الأمثلة على ذلك، "بال روبوتكس" PAL Robotics المموّلة من أبوظبي والكائنة في برشلونة، والتي طوّرَت روبوتاً يستخدم موجات الراديو لتحديد الهوية RFID، يمكنه التنقّل بين مختلف طوابق المتجر. ففي كلّ ليلة، بعد يومٍ طويل من المبيعات وبعدما يُغلِق المتجر ويفرَغ من الزبائن، يتبع الروبوت كلّ الممرّات في المتجر ويفحص بطاقات تحديد الهوية بموجات الراديو RFID للمنتَجات الموضوعة على الرفوف أو المنتَجات المعلّقة، علماً أنّ الأمر مكلفٌ جداً في حال أردت تكليف إنسان للقيام بهذه المهمّة.
يوجد نموٌّ كبير في المنطقة. لم تتوقّف الاستثمارات بل ارتفعت بشكلٍ هائل. وكما هي الحال في كثيرٍ من الأماكن، هناك اهتمام بالروبوتات من الناحية العسكرية. في الإمارات العربية المتحدة، هناك شركاتٌ مثل "بال" PAL و" شركة أبوظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية" Adasi تعتبر من اللاعبين البارزين، وهناك الكثير من العمل الذي يُنجَز في المجال التربوي، إضافةً إلى الطلب الكبير من الحكومة الذي يعد رائعاً لأنّه سوف يساهم في بناء الخبرات في المجتمع.
استثمروا في المناطق التي ستكون مراكز لتصنيع الروبوتات. اشتروا عقاراتٍ حيث توجد الشركات جميعها، لأنّ هذه الثورة إذا حصلَت سيكون هناك الكثير من الثروات. لن تعرفوا مَن الذي سيصبح ثرياً، ولكنّهم سيحتاجون لاستئجار المنازل. واليوم يوجد منطقتان نشيطتان للروبوتات، الأولى في بوسطن وتسمّى "روبوتكس آلي" Robotics Alley، وبسبب التحولّ نحو الذكاء الاصطناعي تكون المنطقة الثانية هي وادي السيلكون. فات الأوان بالنسبة إلى وادي السيلكون [بحيث أنّ الكثير من الأمور حدثت وتحدث هناك]، لذا استثمروا في بوسطن.
استثمروا في الشركات التي تعمل على جعل الروبوتات أكثر ذكاءً. ليس تلك التي تصنع الروبوتات؛ ينبغي على الشركات الناشئة أن تطوّر أشياء يحتاجها الناس - مثل نظام رؤية أو نظام فرعيّ للروبوت أو الذكاء الاصطناعيّ. دعوا الآخرين يخاطرون، دعوا روّاد الأعمال يُطلقون شركات السيارات الخاصّة بهم، وإذا أردتَ أن تصبح مثل شركات "ميشلان" Michelin أو "جود يير" للسيارات فهذا رهانٌ أكثر أماناً.
المنطقة العربية هي مكانٌ ممتازٌ للروبوتات. البيئة الطبيعية القاسية هي المكان المثالي للروبوتات. على سبيل المثال، يموت الكثير من الناس بسبب الحرّ الشديد في مختلف أنحاء العالم، وهذا مثاليّ للروبوتات لأنّ الروبوتات لا تموت. كانت الروبوتات مكلفةً جداً في الماضي، والحالة الوحيدة التي يجد المستخدمون مبرّراً لاستخدامها هي إذا كان العمل قذراً أو خطيراً أو مملاً، مثل العمل مع المواد السامّة أو النار أو الأعمال الرتيبة. وبالتالي، في حين يصبح الروبوت أرخص ويمكن خفض تكاليفه بشكلٍ أكبر، سوف يشيع استخدام الروبوتات من أجل هذه الأعمال ما سيجعل المنطقة قاعدةً للروبوتات.