جهاز استشعار سريع الاستجابة للطوارئ يفوز في ماراتون أفكار اللاجئين
فريق "كويك ريسبونس" إلى جانب منظّم الفعالية مايك كلارك [إلى أقصى اليسار]. (الصورة من "المفوضية العليا للاجئين")
الحرائق والبرد القارس قد تكون من الأمور التي تتسبّب في موت اللاجئين، ولكن هذه الأخطار يمكن أن تنتهي مع الحلّ الذي تقدّمه شركة "كويك ريسبونس" Kwik Response الناشئة متمثّلاً بجهاز استشعار لحالات الطوارئ، والتي فازت في ماراتون الأفكار "إنوفايتنج ريسبونس" Innovating Response في بيروت.
ماراتون الأفكار هذا الذي أقيم في نهاية الأسبوع الماضي، بين 3 و5 زيران/يونيو، نظّمته "شبكة العمل مفتوحة المصدر" Open Source Action Network ("اوسان" OSAN)، بالتعاون مع منظّماتٍ أخرى مثل "مفوضية الأمم المتّحدة للاجئين" UNHCR، و"مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" UNOCHA و"منظّمة الأمم المتحدة للطفولة" UNICEF.
يقوم الحلّ الذي تقدّمه "كويك ريسبونس" على تزويد خيم اللاجئين بخمسة أجهزة استشعار يمكنها الكشف عن الحرائق وانخفاض درجات الحرارة والفيضانات وتخلخل هياكل الخيم، وذلك لمساعدة المنظّمات غير الحكومية على رصد حالات الطوارئ. وبالتالي، فازَت الشركة الناشئة بـ3 آلاف دولار، وإقامةٍ لمدّة 12 شهراً في "منطقة بيروت الرقمية" BDD، بالإضافة إلى الحصول على التوجيه والإرشاد.
وقال الشريك المؤسِّس، جورج نجار، إنّ المنظّمات التي تدير كلّ مخيّمٍ للّاجئين يمكنها أن ترتبط بمنصّةٍ على الإنترنت من شأنها أن تنبّه المنظمات غير الحكومية ومقدّمي الخدمات عن حالات الطوارئ عبر الرسائل القصيرة.
لجنة التحكيم التي تألّفت من 11 عضواً يعمل أكثر من نصفها مع الأمم المتحدة، احتاجت إلى أكثر من 30 دقيقةً لاتّخاذ القرار بشأن الفائز. (الصورة لـ ميسا عجان)
مشاركة الأمم المتّحدة
طوّر مؤسّس "شبكة العمل مفتوحة المصدر" ("أوسان")، مايك كلارك، مربّع دردشةٍ على "فايسبوك" Facebook يُدعى "صديقي" Sadiki، بعد الفوز في المركز الأوّل في مسابقة "الهاكاثون الدولي الخامس للعمل الاجتماعي في العالم العربي" International Hackathon for Social Good in the Arab World 2016 الذي نظّمته "جامعة نيويورك في أبو ظبي" NYUAD، وهو قيد الاختبار حالياً من قبل فريق "مفوضية الأمم المتّحدة للّاجئين" في بيروت.
وفي هذا الشأن، قال كلارك: "عندما كنّا في المرحلة التجريبية، بدأنا الحديث [مع الأمم المتحدة] حول الكثير من القضايا التي يمكن لـ’صديقي‘ التصدّي لها، مثل قضايا الصحّة والدعم البنيوي وفرص العمل وخلافه. وبالتالي توصّلنا إلى إقامة ماراتون الأفكار هذا".
التركيز على إيجاد حلولٍ للمشاكل التي راحت تزداد مع ازدياد عدد اللاجئين في لبنان، والذين وصل عددهم إلى أكثر من 1.5 مليون في نهاية عام 2015، هو من الأمور التي تحرص الأمم المتحدة على الإضاءة عليها. وفي هذا الصدد، قال مسؤول العاقات العامة والتواصل في "مفوضية الأمم المتّحدة للّاجئين"، ماثيو سالتمارش، في حديثٍ مع "ومضة"، إنّ ما بدأ كونه استجابةً قصيرة المدى لحالات الإغاثة قبل ستّ سنوات، بات الأن في حاجةٍ إلى حلولٍ طويلة الأجل.
وأضاف أنّ "اللاجئين باتوا في حاجةٍ إلى مزيدٍ من الاحتياجات الإنسانية الأكثر تعقيداً من مجرّد تأمين البطانيات والملاجئ. فاللاجئون باتوا الآن بحاجةٍ إلى اللقاحات وإلى بنيةٍ أقوى للمساكن في الشتاء، وغيرها. وعليه، فنحن نرى كيف يمكن للحلول التكنولوجية أن تساعد في معالجة هذه التحدّيات".
قدّم ماراتون الأفكار 12 فريقاً عملوا على إيجاد حلولٍ لتسعة تحدّيات وضعتها وكالات الأمم المتّحدة المشارِكة، ومن بينها مراقبة الظروف المعيشية في الوقت الحقيقي (كما تناولتها الشركة الناشئة "كويك ريسبونس")، والمنصّات النامية التي تعزّز التواصل وتبادل الآراء بين اللاجئين والمنظّمات غير الحكومية، وبرامج التعليم عبر الإنترنت.
فريق "بروسيد" يستعرض أمام لجنة التحكيم.
أمام "كويك ريسبونس" سنةً كاملةً من أجل تطوير فكرتهم، قبل عرضها أمام الأمم المتّحدة وغيرها من المنظّمات غير الحكومية من أجل عقد شراكةً معها.
وذكر نجّار لـ"ومضة" أنّهم يريدون "إطلاق المنتَج في شهر أيلول/سبتمبر - أي قبل حلول فصل الشتاء - كما نريد استهداف 100 خيمةٍ في هذا الشهر. والآن نبحث عن تمويلٍ بقيمة 35 ألف دولار أميركي من أجل منتَجنا التجريبيّ، ما يكفي لـ350 خيمةً في المرحلة التجريبية".
أمّا بالنسبة إلى المركز الثاني في ماراتون الأفكار، فقد ذهب لتطبيق "صِلة آب"Silah App الذي فاز بألفي دولار، وهو شبكة اجتماعية تحاول سدّ الفجوة بين أصحاب المهارات المهنية واليدوية بين اللاجئين، وفرص العمل والطلبات، والمواد التجارية مثل الملابس والمواد الغذائية.
والنموذج المالي لهذا التطبيق سيكون عبر جمع 'التحليل الدلالي‘semantic analysis ومقارنته، ومن ثمّ إمكانية بيعه بعد ذلك للمنظّمات غير الحكومية.
أعضاء فريق "صلة" يعملون بجهد.
أمّا الحلول المقترَحة من قبل الفرق الأخرى فيمكن تقسيمها إلى أربع فئات: تطبيقات العمل، والتطبيقات التعليمية، وتطبيقات الاستجابة لحالات الطوارئ، وتطبيقات تتبّع أرقام الهاتف:
"جلسية" Jaleesa: تطبيقٌ يجمع بين النساء السوريات في سنّ العمل مع الأمّهات اللبنانيات العاملات اللواتي يحتجنَ إلى مربِّيات، وذلك مقابل رسمٍ يبلغ 15 دولاراً للساعة الواحدة.
"باب" Bab: تطبيقٌ يعمل على التوفيق بين مهارات اللاجئين وفرص العمل المتاحة في أماكن قريبة، كما يسمح للناس بالتبرّع بالملابس والسلع في فصل الشتاء.
"لقاحي" LouKahi: تطبيقٌ يعمل على تذكير اللاجئين بمواعيد اللقاحات اللازمة لأطفالهم، بعد تحميل تاريخ الولادة إليه، كما يعمل على توجيههم إلى أقرب مستشفى.
"فاكسينايشن" VaxyNation: تطبيقٌ آخر للّقاحات يتتبّع أرقام هواتف اللاجئين لتذكيرهم بمواعيد تلقيح الأطفال.
"إيديه" Aidee: هذا التطبيق الذي يشبه "فاكسينايشن" يعتمد على تقنية التعرّف على الوجوه ويسمح بتشارك رقم الهاتف الواحد بين اللاجئين.
"ساعدني" a3edni$: تطبيقٌ يعلّم اللاجئين على كيفية إدارة الحسابات التي أنشئَت من أجلهم على الإنترنت من أجل القسائم التي يحصلون عليها من الأمم المتحدة، باستخدام مساعدٍ بصريّ بسيط.
"بياناتي" Bayanati: تطبيقٌ لتتبّع أرقام هواتف اللاجئين.
"مجموعة إعانة" I3ana group: تطبيقٌ يتتبّع أرقام هواتف اللاجئين المتغيّرة باستمرار، من خلال تقديم حوافز ماليةٍ لهم.
"أمان" AMAN: تطبيقٌ غير متّل بالإنترنت يتلقّى الإخطارات عن حالات الطوارئ في مخيّمات اللاجئين، ويربط اللاجئين مع المنظمات غير الحكومية القريبة التي توفّر الخدمات اللازمة (مثل المواد الغذائية والبطانيات وطفايات الحريق).
"بروسيد" Proceed: وهو تطبيقٌ تربويّ يعتمد على مفهوم التلعيب gamification لتعليم الأطفال موضوعاتٍ تشمل مهارات الحياة مثل الصحّة والسلامة واللغة الإنجليزية.
استمرار أزمة اللاجئين في المنطقة يعني تزايد عدد الناس الذين يبحثون عن مزيدٍ من الحلول التي تنطوي على التكنولوجيا.
ففي شهر أيار/مايو 2015، قامت "تيكفيوجيز" Techfugees في لبنان، بالتنسيق مع "شبكة نوايا" Nawaya Network، و"آلت سيتي"Altcity ، و"منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسيف)، بتنظيم مؤتمرٍ في منطقة الحمرا في بيروت لمناقشة كيف يمكن للحلول التكنولوجية أن تساعد في حلّ أزمة اللاجئين.
ومنظّمة "جسور" Jusoor الدولية التي تعمل مع السوريين لتزويدهم بمنح دراسية وخياراتٍ للتطوير الوظيفي، نظّمَت عدّة مسابقاتٍ ريادية سنوية للشركات الناشئة السورية في "منطقو بيروت الرقمية"، كان آخرها "مسابقة جسور لريادة الأعمال" Jusoor Entrepreneurship competition 2016.