‘صافون‘ أعلنت عن بدء ثورة طاقة الرياح التونسيّة
توربين الرياح من "صافون": سعر أقلّ، فعاليّة أكبر، وأمان أكثر. (الصورة من "صافون" )
عملت الشركة التونسيّة "صافون" Saphon في السنوات الأربعة الأخيرة على إيجاد حلّ لأكثر مشاكل العالم إلحاحاً، الطاقة، وها قد أصبح الحلّ جاهزاً للإطلاق.
منذ أكثر من خمس سنوات، خطرت على بال أنيس عويني فكرة إنشاء توربين رياح يعمل من دون شفرات وتكون فعاليّته، حسبما يشرح، أكثر من توربينات الرياح السابقة بـ2.3 مرّات، بالإضافة إلى كونه أكثر أماناً للبيئة. حينئذٍ، تواصل عويني مع حسين لعبيد وحصلا على دعم من "مايكروسوفت" Microsoft لصناعة النموذج الأوّلي.
يوم الجمعة المضي، قدّما عرضاً لصحافيين عالميين ووزراء تونسيين ومسؤولي "مايكروسوفت" عن النموذج الصناعي الأولي لهما، "ذا صافونيان" The Saphonian، في فيلا على شاطئ روّاد، في مدينة تونس، حيث تمّ تركيب نسخة شغّالة من هذا المنتج.
أمل جديد
قبل العرض التجريبي، قال عويني لـ"ومضة" إنّ "هدف هذه الفعاليّة يكمن في الكشف عن النسخة الصناعيّة لمنتَجهم، والتي تنقلهم من مرحلة البحث والتطوير R&D إلى مرحلة التسويق والنموّ."
وكان "ذا صافونيان" منذ إطلاقه عام 2012، قد جذب اهتمام عددٍ كبير من الخبراء والوكالات الإعلامية مثل "بي بي سي" BBC و"إن بي أر" NPR و"فرانس 5" France 5 و"ذا كريستشين ساينس مونيتور" The Christian Science Monitor، لكنّ "صافون" تجنّبت قدر المستطاع الإفصاح عن تكنولوجيّتها التي كانت قيد التطوير.
ومع هذا العرض الأخير، أظهر فريق "صافون" أنّهم فعلاً طوّروا تكنولوجيا ثوريّة تقدّم حلولاً لعددٍ كبيرٍ من المشاكل التي واجهتها توربينات الطاقة.
وقد أشار لعبيد إلى أنّه بفضل علم الحركة المجرّدة أو الكينماتيكا الثلاثية الأبعاد 3D Kinematics (وهي الحركة في فضاء ثلاثي الأبعاد بغضّ النظر عن القوى التي تسبّبها)، فإنّ فعالية هذا المنتَج تفوق بمرّتين فعاليّة توربينٍ تقليديٍّ بالحجم نفسه.
كذلك، يساوي سعر هذا المنتَج الجديد نصف سعر توربين الرياح الذي يعمل مع الشفرات، إذ أنّهم استبدلوا المكوّنات العالية السعر، مثل الشفرات ومضاعف السرعة، بشراعٍ ونظام هيدروليكي، كما جعلوا عملية التصنيع أكثر بساطة.
من جهةٍ أخرى، لا يؤدّي هذا المنتج إلى التلوث الضوضائي (أو التلوّث بالضجيج)، ولا يشكّل خطراً على الحياة البريّة كونه لا يحتوي على شفرات. فضلاً عن ذلك، يتفوّق هذا المنتَج الحديث على ذلك التقليدي من حيث الجماليّة.
وبحسب لعبيد، فإنّ حركة ’ذا صافونيان‘ الموضوع على سارية بطول 8.5 أمتار تبدو وكأنّها "قهقهة، مثل قرص متأرجح. ويمكننا حتّى تسميته ’القرص الراقص‘."
فضلاً عن الحساسات القويّة، يجمع هذا المنتَج البيانات ويراقبها في وقت حصولها. هذا وطوّر الفريق تطبيقاً باسم "مرايا" Maraya App يسمح للمستخدمين بإنتاج التحليلات التنبؤية وإدارة مزرعة الرياح الخاصّة بهم.
جاهزون لتلقّي الطلبات
حصلت هذه الشركة الناشئة حتّى الآن على تمويلٍ من مستثمرين تأسيسيين في دبي، لكّنهم يحتاجون إلى جمع التمويل من صناديق الاستثمار المخاطر لإكمال مسيرتهم.
وفي حين كان الفريق سابقاً بعيداً عن الأعين، غير أنّه كان يستثمر كلّ طاقته لتنفيذ هذا المنتَج الذي لحظته الوسائل الإعلاميّة الفضولية من دون أن يقوم بتسويقٍ إعلامي. ونتيجةً لذلك، حصل هذا الفريق على التسويق، وتواصل معه بعض العملاء، وبالتالي أصبح لديه بعض المعارف لتحقيق مبتغاه.
والآن أصلح من عملائه المحتملين مطارٌ في الولايات المتّحدة، ومصرفٌ للبنى التحتية في الهند قام بشراء 50 توربيناً ويخطّط لافتتاح أوّل مزرعة رياح "صافونيّة".
في هذا السياق، قال لعبيد: "كوننا لم نكشف بعد عن المنتَج وكيفيّة عمله، فقد تأجّلت أمور عدّة. لكنّنا على ثقةٍ بأنّ هذا الفيديو والتغطية الإعلامية سيؤديان إلى محادثاتٍ جديّة مع الشركاء للانتقال إلى المرحلة التالية."
من بين هؤلاء الشركاء نذكر "مايكروسوفت" التي بدأت بدعم هذا المشروع منذ أكثر من عام، والتي تستطيع تقوية دعمها له.
لكنّ الفريق ليس في عجلة، إذ يضيف لعبيد أنّه "بعد أربع سنوات من العمل المكثّف في البحث والتطوير، نريد أن نرتاح قليلاً لكي ننطلق في المرحلة التالية بنشاط وإيجابيّة."