'رايد بلوك' يسجّل كلّ حركاتك على لوح التزلج
باتت الأجهزة القابلة للارتداء تحظى باهتمام المعنيّين باللياقة البدنية والرعاية الصحّية، من رياضيين يريدون تحسين أدائهم إلى مبرمِجين ومصنّعين.
في هذا السياق، جمع الشريكان المؤسِّسان لـ"فليب تكنولوجيز" Flip Technologies بين حبّ التزلج على الألواح وريادة الأعمال، وعملا طوال الأشهر الأخيرة من أجل تقديم نموذجٍ أوّلي لجهاز "رايد بلوك" Ride block الذي يساعد الهواة على مواصلة تحسين أدائهم.
هذا النموذج الأوّلي الذي صمّمه كلٌّ من جيبين جوزي وأبيمانيو ناير، تمّ بفضل الحصول على تمويل منٍ مستثمرٍ تأسيسيٍّ في الهند ومن مسرّعة النموّ "فلات6 لابز" Flat6Labs في أبوظبي.
يوضع هذا الجهاز مكان الرافع المطّاطي بين اللوحة والعجلات. (الصورة من باميلا كسرواني).
بداياتٌ متواضعة
يخبرنا جوزي أنّ "القصّة بدأت قبل عام حيث كنّا نرتاد الجامعة ذاتها، ونتبادل الاهتمام ببيئة الشركات الناشئة الحاضنة في الهند."
ويضيف أنّه "بعد تخرّجنا، أردنا تصميم جهازٍ، ووجدنا أنّ القاسم المشترك بيننا هو هواية التزلّج على الألواح skateboarding التي لا تُعتَبر هوايةً شعبيةً في الهند. وبالإضافة إلى ذلك، رأينا أنّ الجميع يستخدم الأجهزة القابلة للارتداء الخاصّة باللياقة البدنية الشخصية وقياس الحركات والأداء، ولم نجد جهازاً للوحات التزلّج، فصمّمنا ‘رايد بلوك‘ Ride block."
يتولّى جوزي منصب الرئيس التنفيذي فيما يهتمّ ناير بشقّ التكنولوجيا، وقد انضمّا مؤخّراً إلى "فلات6لابز" أبو ظبي، حيث تعرّفوا إلى روّاد أعمال ومرشدين من مختلف أنحاء العالم.
ما هو جهاز "رايد بلوك"؟
هذا الجهاز الذي لا يزال نموذجاً أوّليّاً، عمل المؤسّسان عليه لستّة أشهر. ويشرح لنا جوزي أنّه يوضع مكان "الرافع المطاطي" rubber riser بين العجلات واللوح، من أجل تعزيز القفزات؛ أي بكلماتٍ أخرى، من أجل تحسين الأداء.
ويقول: "نستبدل إذاً ‘الرافع المطاطي‘ بآخر ذكيّ يضمّ جهاز استقبال sensor متصّلٍ بتطبيقٍ على هاتفك المحمول الذكي، من أجل تزويدك بكلّ المعلومات عن القفزة التي قمتَ بها، وأدائك، والتحسّن الذي تنجزه؛ حتّى أنّه يسمح لك بمقارنة أدائك بأداء الآخرين من أجل المزيد من الحوافز."
"بكلمةٍ أخرى،" يضيف جوزي، "إنّه جهاز إفيت بِت‘ Fit bit لهواة التزلّج على الألواح."
صُمّم "رايد بلوك" ليكون مقاوماً للصدمات والماء، في حين أنّ التطبيق سيكون متوفّراً لنظامَي "أندرويد" Android و"آي أو إس" Ios. وسيبلغ سعره نحو 79 دولاراً أميركياً، بينما سيتمّ التصنيع في الصين لأنّ اليد العامل أكثر مهارةً وأقلّ كلفةً من أيّ مكانٍ آخر.
يشير جوزي إلى أنّه "في البداية، عندما حضرنا الى أبو ظبي، كنّا نريد استهداف الزبائن في شمال أميركا وأوروبا فقط، حيث يوجد أكبر عددٍ من هواة التزلج على الألواح. ولكن، وجدنا أنّ البلاد تضمّ هواة تزلّجٍ أيضاً، بالإضافة إلى وجود منتزهٍ لهذا الغرض في أبو ظبي، وثلاث فرق للتزلّج على الألواح؛ وهؤلاء سيكونون في طليعة من يختبر الجهاز."
ويعتبر الرياديّ الهنديّ أنّ الإمارات العربية "أفضل مكان لتجربة الجهاز، لاسيّما أنّه يضمّ أناساً من كلّ أنحاء العالم ممّا يسمح بالحصول على مختلف وجهات النظر، بالإضافة الى أنه موقع جيّد للتوسّع."
جيبين جوزي يستعرض "رايد بلوك" خلال تخرجه من "فلا6لابز".
ومن أجل الترويج لـ"رايد بلوك"، سيطلق الفريق حملة على "كيك ستارتر" Kickstarter في الأشهر القليلة المقبلة. وهذه الحملة ستقدّم عروضاً خاصّةً للزبائن الأوائل، وتسمح بالحصول على ردود الأفعال، وتحسين الجهاز، من أجل إطلاقه في الأسواق بعد نحو 6 أشهر، حيث سيُطلَق أوّلاً في أوروبا.
يقول جوزي إنّ التحدّيات التي واجهوها تواجهها أيّ شركةٍ تريد تطوير الأجهزة، بدايةً مع تحديد مصدر المواد وبناء النموذج الأوّلي. ويتابع "أنّ بناء 10 نماذج أوّلية أمرٌ بغاية الصعوبة، ومكلفٌ جداً. فإذا أردت تحديث برنامجٍ ما software، تستطيع أن تغيّر بضعة أسطر في التشفيرة code، أمّا إذا أخطأت في بناء الجهاز hardware سيجدر بك البدء من الصفر."
لم ينسَ هذا الشاب أن يذكر أنّ التمويل أمرٌ صعبٌ أيضاً، لاسيّما أنّ المستثمِرين يشكّكون عادةً في تمويل الشركات الناشئة المتخصّصة في الأجهزة والتي ما زالت في أولى المراحل.
في هذا الوقت، ما زالت سوق الأجهزة القابلة للارتداء الخاصّة بالتزلج على الألواح خصبةً وحديثة العهد، بحسب جوزي الذي يقول إنّ المنافسين الوحيدين لـ"رايد بلوك" هم الشركات التي تصمّم أجهزةً مماثلة، وإنّما لألواح التزلّج على الثلج snowboard، أو المياه surf.
إلّا أّنه يشدّد على أنّ جهازهم لن يقتصر على لوحات التزلّج العادية، لا سيّما أنّه يمكن تعديله ليتناسب مع سوقٍ أكبر. ويشرح لنا قائلاً إنّ "قيمة الإنفاق السنويّ في سوق التزلّج على الألواح، في أمريكا الشمالية وأوروبا، تبلغ 10 مليارات دولار. أمّا حجم اللاعبين والهواة في هذا النوع من الرياضة التي تنطوي على المخاطرة extreme sports، فيصل إلى 17 مليوناً في أوروبا وأمريكا الشمالية، ومليونَي دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا."
هذه الأرقام، على حد قول جوزي، تحّثهم على التوسّع خصوصاً وأنّ "المنصّة جاهزة وليس علينا إلّا أن نغّير أجهزة الاستكشاف وإضافة ميزةٍ معيّنةٍ على تطبيق المحمول."
لا ينوي جوزي وشريكه مغادرة الإمارات بعد، إلّا أّنه لا يستبعد فكرة الانتقال إلى بلدٍ يكون أقرب إلى السوق المستهدَفة، حيث يجدان أكبر عددٍ من المستهلكين وتمويلٍ إضافي. وبشأن تطوّر قطاع الرياضة، يتحلّى جوزي بالكثير من التفاؤل، لاسيما أنّ الكثير من الرياضات تشرع إلى إدخال عنصر التكنولوجيا إليها.