المبتكرون في المنطقة يزرعون الريح ليحصدوا الطاقة [إنفوجرافيك]
في شهر شباط/فبراير الماضي، اجتاحَت عاصفةٌ رمليةٌ قويةٌ قادمةٌ من الصحراء الكبرى كلّاً من مصر ولبنان والأردن وأغرقتهم بالغبار. وصلَت سرعة الرياح آنذاك إلى نحو 60 كيلومتراً في الساعة وفقاً لخبراء في الأرصاد جوية من لبنان، وحملَت على متنها ما جعل الناس يشعرون وكأنّهم في الصحراء. وهذه الريح هي حتماً ليسَت من النوع الذي يفضّله مزارعو الرياح كمصدر طاقة، ولكن يمكن لها أن تجعل أجزاءً واسعةً من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مناسبةً لتوربينات الرياح.
وفيما تقوم الحكومات في البلدان الممتدّة من المغرب حتى السعودية بصرف المال على مزارع الرياح الكبيرة، لا يزال روّاد الأعمال في المنطقة لا يعون أهمّية التعامل مع التقنيات التي تشغّل هذه التوربينات.
وبما أنّ اليوم العالمي للرياح ينطلق في يوم 15 حزيران/يونيو، وهو يدلّ على النموّ الهائل الذي يشهده هذا القطاع في العالم، قامَت "ومضة" بإلقاء نظرةٍ على روّاد الأعمال الذين بات يُحسَب لهم حساب في هذا القطاع.
في المخطّط البياني أدناه [إنفوجرافيك]، يمكن ان نرى كيف تمّ استثمار 100 مليار دولار في قطاع توليد الطاقة من الرياح عالمياً، ما يعني زيادةً بنسبة 230% عن العقد السابق. وفيما تكلّف التوربينات التي تركّب في المزارع 1500 دولار للكيلوواط الواحد، فإنّها تكلّف 3 آلاف دولار لوحدات الاستعمال الشخصي. أمّا كلفة توليد الطاقة عبرها فيكلّف 5 سنتات للكيلوواط في الساعة، بينما يكلّف مولّد الديزل في المناطق النائية 35 سنتاً للكيلوواط في الساعة.
أمّا البلدان التي يوجد فيها أكبر الإمكانات فهي مصر والمغرب وعمان، تليها كلٌّ من الجزائر وتونس وليبيا وسوريا والعراق والإمارات والسعودية في مرحلةٍ متقدّمة نسبياً، ثمّ في الختام تأتي الأردن والعراض وقطر والكويت واليمن التي لا تزال اقتصاديةً نوعاً ما تجاه هذا القطاع.
مؤسّسا الشركة الناشئة التونسية "سافون إنرجي" Saphon Energy، أنيس عويني وحسين لبايد، ابتكرا نوعاً جديداً من التوربينات. لقد تخلّصا من التوربينات التقليدية ثلاثية الشفرات، وصنعا شراعاً غير قابلٍ للدوران ويتبع حركة عقدة ثلاثية الأبعاد.
هناك أيضاً الشركة الناشئة الأردنية "طاقتنا" Taqetna التي أعادَت بناء التوربين ليصبح على شكل عامودٍ يصل ارتفاعه إلى مترٍ واحد. ويقول المؤسِّس محمود شتل إنّ هذا النموذج فعّال أكثر من النماذج التقليدية مرّتين إلى أربع مرّات، كما يأمل أن يتمكّن من جعله أرخص ليصبح التوربين بمتناول العامّة للاستعمال الشخصيّ.
ومن جهةٍ أخرى، يوجد "رياح الاستقلال" Independent Wind في فلسطين، التي تأتي بطاقة الرياح إلى الضفة الغربية كأوّل مزودٍ بطاقة الرياح على صعيدٍ واسع في الأراضي الفلسطينية. من جهةٍ ثانية، تسعى "چرينيوبل" GREENewable في مصر، بقيادة الطالب في جامعة عين شمس خالد البحتتي، إلى وضع توربينات على أعمدة الكهرباء بجانب الطرق السريعة للاستفادة من طاقة الرياح التي أنشأَتها السيارات المسرعة.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد تكون طاقة الرياح لا تزال حكراً على الشركات الطاقة الغنية والحكومات والمؤسَّسات البحثية الغنية، ولكنّ روّاد الأعمال في المنطقة يعملون على إيجاد سبلٍ جديدةٍ لتغيير الأساليب التقليدية لتوليد الطاقة ووضع طاقة الرياح في متناول العامّة.