الأجهزة القابلة للارتداء تنطلق في المنطقة ولكن هل تأخّرت؟
بذة رياضية ليلية.
(الصورة من "هاموند")
توقّعَت إيفون ماثير Yvonne Mather، الرئيسة التنفيذية والمؤسِّسة الشريكة لـ"معرض الأجهزة القابلة للارتداء" Wearable Tech Show أنّ هذه الفعالية ستتحوّل إلى موعدٍ سنوي. فالمعرض الذي نُظِّم في 13 و14 من الشهر الجاري في فندق "ياس فيسروي" Yas Viceroy بأبو ظبي، هو الأوّل من نوعه في المنطقة العربية المتخصِّص بشكلٍ كاملٍ بالأجهزة القابلة للارتداء. وأكّدَت ماثير أنّ "العام المقبل، سنُنظِّم المعرض في كانون الثاني/ يناير 2016 ولا شكّ أنّ الأمور ستكون مختلفةً لاسيما أنّ الكثير من الشركات أبدَت رغبتها ونيّتها في المشاركة."
لا يزال هذا النوع من الفعاليات نادراً على الصعيد العالمي. فنجد معرضاً في لندن وبعض الفعاليات في الولايات المتحدة وفعاليةً واحدةً في الشرق الأقصى. وعن أهداف المعرض، أشارت ماثير "أردنا أن نضع المبتكرين وروّاد الأعمال والشركات وأخصائيّي هذا القطاع في مكانٍ واحد لتبادل الخبرات والتعارف." وتابعَت قائلةً: "حظينا بدعمٍ من "لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا" The Abu Dhabi Technology Development Committee بالإضافة الى تواجد شركة ‘بروتيك‘ Protech التي تتّخذ من دبي مقرّاً لها والتي تجلب إلى المنطقة أحدث التكنولوجيا على غرار كرسيّ ‘أويو‘" Oyo أو حتّى الطباعة الثلاثية الأبعاد."
لاقى المعرض دعماً كبيراً من مختلف اللاعبين محلّياً وعالمياً. وعلى الرغم من اشتمال الفعالية على أجندةِ متنوّعةٍ من النقاشات بالإضافة إلى عرض أزياءٍ لمختلف الملابس التي دمجَت التصاميم المعاصرة والتكنولوجيا، لم تنجح باستقطاب الزوّار على مدار اليومين توالياً. لا بل حظي اليوم الأوّل بحصّة الأسد، في حين خلَت أروقة الفعالية إلّا من بعض الفضوليين في اليوم الثاني مما دفع المنظمين إلى الغاء المحاضرات التي كانت مقرّرة.
على الرغم من هذه العقبة التي قد تُعزى أسبابها إلى حداثة الفعالية، فاز المنظّمون بالرهان إذ نجوا في جمع شركاتٍ ناشئةٍ أجنبيةٍ ومبتكرين شباب من المنطقة في مكانٍ واحد.
مجوهرات أنتجتها الشركة الإماراتية "ويرينكات" بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. (الوصرة من باميلا كسرواني)
دعم المبتكرين الشباب
لعلّ أبرز ما ميّز هذه الفعالية يبقى تقديمها لمجموعةٍ من المبتكرين الشباب الذين لم يتخطّوا بعد عتبة العشرين من العمر، والذين يقيمون في الإمارات العربية المتّحدة ليكشفوا عن ابتكاراتهم التي قد تتطوّر إلى منتَجٍ فعّالٍ إذا حظيَت بالاهتمام والدعم اللازمَين حتّى لو أنّها ما زالت في مراحلها الأولى. وكان من بين الذين التقيناهم صهيب مصعب الترك، شابّ سوري يقيم في الشارقة وهو في السابعة عشرة من عمره. ويقول هذا الشاب الذي ابتكر سترة مبرّدة cooling jacket وهو ما زال تلميذ مدرسة: "أردتُ أن أبتكر منتَجاً يحوّل مشكلة الحرّ ودرجات الحرارة المرتفعة هنا إلى جزءٍ من الحلّ." فالسترة التي ابتكرها تضمّ مروحتَين صغيرتَين تعملان بفضل دينامو مدمج بحذاءٍ رياضيٍّ يعمل هو الآخر من خلال حركة السير أو الركض ويولّد الطاقة لتعمل المروحة. (ما من موقعٍ أو صفحةٍ على فيسبوك بعد).
شمالاً - محفظة "باغاغرام" متعدّدة الاستعمالات
أما "باغاغرام" Bagagram الحقيبة متعدّدة الاستعمالات، فهي وليدة ابتكار مجموعةٍ من 5 شبان وفتاتَين من جنسيات آسيوية، في 17 من العمر، ولا تزال في مراحلها الأولى. تتميّز "محتويات" هذه الحقيبة، على حدّ قولهم بأنّها مصنوعة من أجزاءٍ قاموا بإعادة تدويرها: ألواح شمسية، مكبّرات صوت للموسيقى وجهاز للطاقة يمكنه شحن 4 أجهزة في الوقت نفسه.
مبتكِرون أجانب
نجحَت الفعالية في دعوة روّاد أعمال أجانب لمشاركة تجاربهم والكشف عن منتجاتهم. وقد اعتبروا أن هذا المعرض يشكّل فرصة مهمّةً ليتعرّفوا إلى نظرائهم في المنطقة وليكتشفوا، ربّما، أسواقاً جديدةً لابتكاراتهم.
من بين هذه الشركات الناشئة، التقينا بجوهانس شيكلينغ Johannes Schickling وإمانويل جوبستل Emanuel Jobstel من ألمانيا ومنتَجهما "أوبتونوت" Optonaut. شرح لنا شيكلينغ أنّ هذا الجهاز يريد أن يكون "إنستاجرام الواقع الافتراضي" بطريقةٍ بسيطةٍ وسهلة تُختَصَر بثلاث مراحل: التقط صورة "بانوراما" بهاتفك الذكي لتقوم خودام "أوبتونوت" الحاسوبية servers بتحويلها إلى صورةٍ ثلاثية الأبعاد، لتتمكّن من الاستمتاع بمشاهدتها من خلال أيّ زجاجةٍ خاصّةٍ بالواقع الافتراضي على غرار Google Cardboard بالإضافة الى مشاركتها مع الأصدقاء.
أما كارل توماس من لندن، فكشف لنا "أوديو وينغز" Audiowings التي تشبه "سماعات الرأس" العادية تقدّم تجربةً مختلفةً لأنّها متّصلةٌ مباشرةً بالإنترنت، وتسمح لك بالنفاذ إلى حسابك على "سبوتيفاي" Spotify مثلاً والاستماع إلى الموسيقى في كلّ مكان. واختصر توماس هذا الجهاز الذي ما زال في مرحلة التطوير والأبحاث، بالقول إنّه "يسمح بأخذ الموسيقى الخاصّة بك إلى كلّ مكان بفضل تكنولوجيا معاصرة لتعزيز تجربة الاصغاء لأجمل الأغاني."
اهتمام خاصّ بالموضة
لا شكّ أنّ الأجهزة القابلة للارتداء الخاصّة بالموضة حظيَت بالكثير من الاهتمام في هذه الفعالية التي أرادَت أن تكشف كلّ الإمكانيات المتوفّرة والمستقبلية لدمج التكنولوجيا بملابسنا.
فمن جهتها، كشفَت المسؤولة عن التسويق في شركة "بولين فان دونغين" Pauline Van Dongen الهولندية التي تسعى لدمج التكنولوجيا الحديثة بالأزياء، بولين روتس، عن آخر التصاميم التي تهدف إلى جمع الأناقة بحلّ مشكلة شحن الأجهزة الإلكترونية والذكية في كلّ مكان. وتضمّ هذه الملابس ألواحاً شمسيةً متّصلةً بشكلٍ خفيٍّ بسلكٍ رفيعٍ يمكن توصيله لأيّ جهازٍ محمول لشحنه. كما عرضَت روتس أيضاً ملابس رياضية تضمّ "أضواء" LED من أجل ممارسة رياضة الركض أو المشي ليلاً من دون الخوف من أن تدهسك أي سيارة.
أمّا مؤسِّس شركة "مون-برلين" Moon Berlin الألمانية المتخصّصة بالملابس والأكسسوارات المبتكرة، كريستان برنز، فشرح أنّ شركته تدمج أضواء "إل إي دي" LED داخل ملابس وحقائب تتضمّن بطارياتٍ تصلح للعمل حتّى 15 ساعة، قام بتصميمها عددٌ من الأخصائيين في برلين وميلانو.
ومن المنطقة، أطلّت شركة "ويرينكات" Weareuncut التي تتّخذ من الإمارات مقرّاً لها وتلجأ إلى الطباعة الثلاثية الأبعاد من أجل تصميم مجموعاتٍ من المجوهرات بأشكالٍ دقيقةٍ ومتنوّعة وبحلّةٍ معاصرة.
يكشف تنوّع الحاضرين في معرض الأجهزة القابلة للارتداء
في أبوظبي إمكانيات هذه التكنولوجيا التي لا تقتصر على الرياضة
واللياقة البدنية أو نظارات "جوجل"، بل تتخطّاها لتطال قطاعاتٍ
مختلفةً على حدّ قول سينا ترابي Sina Torabi، المؤسّس الشريك
لـ"موزايكس" Mosaikx، أوّل
شركةٍ ناشئةٍ خاصّة بالأجهزة القابلة للارتداء في الإمارات.
وتسعى "موزايكس" لإطلاق "هيبو"Hipo، جهازٌ أشبه بقلادةٍ يسجّل
كلّ ما تقوله ليعود وينظّمه كتابياً لئلّا يفوتك أيّ تفصيل.
لقد حان الوقت لتطوير هذه التكنولوجيا لتطال الإنتاجية والأمن على سبيل المثال، على حدّ تعبير ترابي الذي اعتبر أنّ المنطقة العربية قد تكون متأخّرةً عن الولايات المتحدة وأوروبا في ما يتعلّق بالأجهزة القابلة للارتداء، لكنّ هذا القطاع ما زال حديثاً في كلّ أنحاء العالم ويحتاج إلى بعض الوقت لينطلق. وبدورها تشير ماثير إلى أنّ الفرص في المنطقة كبيرة لاسيّما مع استخدامٍ قياسيٍّ للهواتف الذكية وتوَفّر الأموال والمهارات.