متى يمكن للفن الرقمي أن يحظى بثقة المستثمرين؟
مقال بقلم فابيان ريتر، مسئول التواصل المجتمعي في CAST Studios
لا شك أن الطريقة التي يتم بها خلق وبيع وامتلاك الأعمال الفنية سوف تتغير إلى الأبد، إنها ليست نبوءة وإنما حقيقة نعيشها. ومع ذلك، يظل السؤال مطروحاً: هل يستحق العمل الفني الرقمي الاستثمار؟ للإجابة على هذا السؤال، دعونا نلقي نظرة فاحصة على العنصرين الأساسيين: الفن والرقمنة.
مفاهيم الفن الرقمي الحديث
لقد ساهمت الثورة التي حدثت في الفن الرقمي إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على سوق الأعمال الفنية وبداية عصر جديد لم يزل حدود الإبداع عند الفنانين فحسب، بل غير أيضاً سوق الفن وفرص الاستثمار بشكل جذري. فقد ساعد الفن الرقمي في الانتشار وإثبات مرونة وموثوقية عن الفن العادي العديد من الابتكارات التكنولوجية الحديثة، مثل بلوكتشين، التي منحته القدرة على إنشاء أعمال فنية لا يمكن أن توجد في العالم المادي. وقد أدى هذا التطور إلى إمكانية وصول وتفاعل غير مسبوقين، وتحدي المفاهيم التقليدية للفن وتسويقه.
إن السمة الرئيسية للفن الرقمي هي سهولة الوصول إليه. حيث يمكن للفنانين تسويق أعمالهم عبر الإنترنت وبالتالي الوصول إلى جمهور غير محدود حول العالم. وهنا، يتمكن الفنانون من بيع أعمالهم مباشرة لهواة الاقتناء دون الحاجة إلى الوسطاء التقليديين، وهذا لا يفتح مصادر دخل جديدة للفنانين فحسب، بل يوفر أيضاً لهواة الاقتناء فرص استثمار فريدة. وفضلاً عن سهولة الوصول لتلك الأعمال الفنية، يتميز الفن الرقمي بالابتكار والتفاعلية، مما يخلق سوقاً فنية جديدة تماماً.
بالطبع، هناك أيضاً تحديات، مثل حقيقة أن سوق الفن الرقمي متقلب وهو ما قد يخلق تقلبات عنيفة في الأسعار. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يستوعبون ويختارون الفن والتكنولوجيا التي تقف وراءها بعناية يمكنهم تحقيق أرباح كبيرة. وتتمثل مفاتيح النجاح في البحث والتنويع والفهم العميق للمشهد المتطور بسرعة للفن الرقمي والتكنولوجيا.
الفن التقليدي مقابل الفن الرقمي
يختلف الفن الرقمي عن التقليدي في عدة جوانب رئيسية. ففي حين تعتمد الأعمال الفنية التقليدية على الوسائط المادية، فإن الفن الرقمي غالباً ما يوجد فقط في شكل إلكتروني. وهذا يثير تساؤلات حول أصالته وقابليته للتحصيل، حيث يمكن إعادة إنتاج الأعمال الفنية الرقمية إلى ما لا نهاية دون فقدان الجودة، على عكس الأعمال المادية. وغالبًا ما يستخدم سوق الفن الرقمي منصات عبر الإنترنت وشهادات رقمية مثل الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) للتحقق من الأصالة وحقوق الملكية، وهو ما تفتقر إليه تجارة الفن التقليدي.
كما يقدم الفن الرقمي فرصاً جديدة ومثيرة للمستثمرين. ولكن على الرغم من كل شيء، لا يزال العديد من المستثمرين المهتمين يفتقرون إلى شيء واحد قبل كل شيء: الثقة.
لم يصبح الفن الرقمي حقًا أداة استثمارية موثوق بها إلا بفضل العملات المشفرة مثل Castello Coin. كما تمنح تقنية بلوكتشين أيضاً فرص لامركزية لا مثيل لها، إذ توفر NFT المعتمدة على تكنولوجيا بلوكتشين فرصة للتعامل مع الأعمال الفنية الرقمية كأصول فريدة من نوعها، وهو ما يبشر بعصر جديد في عالم الفن. أما في الوقت الحالي، نسبة ضئيلة جدا من سكان العالم قد استثمروا في العملات المشفرة. والسبب يكمن في أربعة تحديات رئيسية:
- كونه سوق حديث لا يوجد به الكثير من المصادر التي نعتمد على مشورتها
- التكنولوجيا معقدة ويصعب فهمها
- غياب الثقة بين البائعين والمشترين
- غياب التعامل الحسي بين عناصر عملية التداول
ويرى الخبراء أنه من أجل تعزيز الثقة في المكون الرقمي للفن، لابد من وجود جسر بين هذا العالم الجديد والعالم الحسي المألوف. وقد قدمت ستوديوهات كاستيلو الحل لتلك المشكلة، عن طريق عملة كاستيلو التي تكسب ثقة العملاء باستخدام عمل فني مادي كسفير لعلامتها التجارية. وهي أول عملة في العالم تستخدم سفيرًا للعلامة التجارية، الذي هو عبارة عن عمل فني مصنوع من الذهب عيار 24 قيراط، مما يضمن الثقة للعملاء.
الخاتمة
نحن على أعتاب تحول جذري في الاستثمار في الفن، والذي صار الآن أكثر شفافية وسهولة في الوصول وتنوعاً من أي وقت مضى. في النهاية، يظل السؤال ما إذا كان الأمر يستحق الاستثمار في الفن الرقمي، أو بالأحرى: هل يمكن للفن الرقمي بأن يحظى بالثقة المطلقة من جانب الفنانين والتجار؟ ولكن بالنسبة لأولئك المستعدين لسلوك طريق الثورة الرقمية، فإن عملة كاستيلو مع منصة كاست لا تقدم فرصًا للاستثمار في الفن الرقمي فحسب، بل توفر أيضًا تغييرًا في المنظور حول كيفية تقديرنا للفن وتجربته. ثورة الفن الرقمي جارية، ولا شك أنها تستحق نظرة أعمق.