شهدت قيمة الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعًا هائلاً خلال شهر أيار/مايو 2024. حيث تمكنت 40 شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من جمع تمويلات بقيمة 282 مليون دولار، محققةً زيادة مذهلة بنسبة 413٪ مقارنة بتمويلات شهر نيسان/أبريل البالغة 55 مليون دولار. وقد كان العامل الرئيسي المحفز لهذا النمو هو عمليات تمويل الديون التي شكلت ما يقارب من 140 مليون دولار من إجمالي المبلغ الذي تم جمعه.

بالرغم من ذلك، شهدت قيمة الصفقات انخفاضًا كبيرًا بنسبة 58% لدى مقارنتها على أساس سنوي، حيث انخفضت من أصل 445 مليون دولار تمت في 39 صفقة.

وحصلت شركة Property Finder خلال الشهر الماضي على شريحة التمويل الأكبر بجولة تمويل ديون قيمتها 90 مليون دولار. وتمكنت Huspy أيضًا من الحصول على صفقة مهمة تجاوزت قيمتها تلك التي حصدتها في عام 2022 بقيمة 37 مليون دولار خلال جولة تمويل من السلسلة "أ". وحصلت Keyper على 34 مليون دولار في جولة التمويل الأولي من السلسلة "أ"، أمنت 30 مليون دولار منها عن طريق تمويل الديون.

استحوذت الشركات الناشئة في دولة الإمارات العربية المتحدة على غالبية الاستثمارات في المنطقة، حيث حصدت 189 مليون دولار أمريكي موزعة على 23 صفقة. وجاءت الشركات الناشئة السعودية في المركز الثاني بمجموع أقل بكثير بلغ 56 مليون دولار تم جمعها عبر 10 صفقات، واحتلت الشركات الناشئة المصرية المركز الثالث، حيث تمكنت من جمع 24.5 مليون دولار موزعة على أربع صفقات، منها 16 مليون دولار ذهبت إلى OneOrder خلال جولة تمويل من السلسلة "أ"، والتي تقسمت بين تمويل الديون والأسهم.

واحتل قطاع التكنولوجيا العقارية مركز الصدارة بوصفه القطاع الأكثر تمويلًا خلال شهر أيار/مايو - حتى مع استثناء صفقة Property Finder - حيث بلغت قيمة التمويلات في هذا القطاع 167.2 مليون دولار تم جمعها في سبع جولات. وتخلف قطاع التكنولوجيا المالية عن الركب، حيث تمكن من حصد استثمارات بقيمة 32.7 مليون دولار موزعة على 12 شركة ناشئة، ليكون ثاني أكبر قطاع ممول. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت ثلاث شركات ناشئة في قطاع الخدمات اللوجستية من الحصول على تمويلات بقيمة إجمالية 25.3 مليون دولار.

وظهرت على قطاع التكنولوجيا الزراعية علامات الانتعاش خلال الربع الثاني من هذا العام، حيث بلغ إجمالي حجم الاستثمار في القطاع 23 مليون دولار في شهر أيار/مايو، موزعة على ثلاث شركات ناشئة، ذهب 16 مليون دولار منها إلى شركة iyris في جولة تمويل من السلسلة "أ". كما استردت الشركات الناشئة في قطاع البرمجيات كخدمة (SaaS) عافيتها بعض الشيء، حيث تمكنت من حصد ما مجموعه 27 مليون دولار موزعة على ثلاث صفقات.

من الجلي أن قطاع رأس المال الاستثماري في المنطقة قد أولى اهتمامًا أكبر لجولات تمويل مراحل التأسيس اللاحقة خلال الشهر الماضي، حيث جمعت خمس شركات ناشئة 59.3 مليون دولار لمرحلة السلسلة "أ"، وذهب ما مجموعه 44 مليون دولار إلى أربع شركات ناشئة خلال جولة التمويل الأولي من السلسلة "أ". أما عندما يتعلق الأمر بعدد الصفقات، فلا تزال جولات التمويل للمراحل البذرية هي الأعلى، بإجمالي سبع صفقات حصلت على حوالي 11 مليون دولار.

وكانت GrubTech الإماراتية هي الشركة الناشئة الوحيدة التي تمكنت من إغلاق جولة من السلسلة "ب" بمبلغ 15 مليون دولار، في حين سجلت شركة Merit السعودية الناشئة المختصة بإنتاج البرمجيات كخدمة صفقة بقيمة 12 مليون دولار خلال جولة تمويل أولي من السلسلة "ب".

يذكر أن هناك سبع شركات جمعت ما يصل إلى 42 مليون دولار دون الكشف عن أي مرحلة جمعت التمويل من أجلها.

وشكل نموذج الأعمال الموجهة للمستهلك (B2C) 62% من إجمالي التمويل خلال شهر أيار/مايو، حيث تمكن من حصد 174 مليون دولار موزعة على 13 صفقة، في حين جمع نموذج التعاملات بين الشركات (B2B) ما يقرب من 100 مليون دولار في نفس الفترة.

على الرغم من استمرار هيمنة المؤسسين الذكور في جذب غالبية الاستثمارات، حيث جمعوا 89% من إجمالي مبلغ التمويل، إلا أن شهر أيار/مايو شهد ارتفاعًا في عدد الصفقات المغلقة لصالح الشركات الناشئة التي تأسست بمشاركة من رجال ونساء، حيث حقق ضعف عدد الصفقات الأربعة المسجلة في شهر نيسان/أبريل. وفي المقابل، تمكنت أربع شركات فقط أسستها نساء من الحصول على تمويل بقيمة 800 ألف دولار.

أبرز التطورات

شهد الشهر الماضي نشاطًا ملحوظًا في صفقات رأس المال الاستثماري، حيث تم إطلاق العديد من صناديق الاستثمار في المنظومات الرئيسية العاملة في المنطقة، تركز معظمها على المنظومة السعودية، منها على سبيل المثال صندوق بقيمة 100 مليون دولار أطلقته شركة BIM Ventures بالاشتراك مع شركة SBI Holdings اليابانية، وصندوق Afiyah Fund LP بقيمة 250 مليون دولار الذي أطلقته شركة TVM Capital Healthcare في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصندوق 1957 Ventures الذي أطلقته شركة الرياض المالية. وعلى صعيد آخر، تعهدت الشركة السعودية للاستثمار الجريء بتخصيص 30 مليون دولار لشركة General Atlantic ومقرها الولايات المتحدة للاستثمار في شركات ناشئة سعودية.

كما أغلقت شركة إنفستكورب البحرينية Investcorp Technology Partners V (ITP V)  بقيمة 570 مليون دولار، وأطلقت شركة شروق بارتنرز وشركة IMM Investment Global (IMMG) الكورية صندوقًا بقيمة 100 مليون دولار.

وأطلقت الشركة المختصة باستثمارات راس المال الاستثماري Golden Gate Ventures ومقرها سنغافورة صندوقًا مخصصًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقيمة 100 مليون دولار، في حين عقدت شركة HRtech Qsalary ومقرها السعودية شراكة مع إتقان كابيتال لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 80 مليون دولار.

وشهدت مصر إطلاق صندوقين خلال الشهر الماضي، يشملان تحالفًا بين Beltone  و Microfinanza للبدء بمشروع قيمته 2.4 مليون دولار لدعم قطاع الشركات الناشئة، وصندوق Glint II بقيمة 3 ملايين دولار.

ومن الجدير بالذكر أن شركة المملكة القابضة السعودية التي يملكها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال شاركت في جولة التمويل من السلسلة "ب" وقيمتها 6 مليارات دولار لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "xAI" التي أسسها إيلون ماسك، على أساس تقييم سوقي للشركة بلغ 24 مليار دولار.

تصدر هذه التقارير الشهرية بالتعاون بين ومضة والموجز الرقمي.