استفادة 7% فقط من شركات الشرق الأوسط من السوق البالغ قيمته 575 مليار دولار
بقلم: إكزافير أنجلادا، العضو المنتدب ورئيس أكسنتشر ديجيتال بالشرق الأوسط
في عالم الأعمال الحالي، يُعد الابتكار مصدراً للقوة ويظل هذا المبدأ الذي أثبت نجاحه بمرور الوقت ركيزة أساسية للشركات الناجحة. ونشهد حالياً تأكيداً غير مسبوق على الاستعانة بالابتكار لمساعدة المؤسسات في تحقيق أقصى استفادة من إمكانياتها في مجال الأعمال.
وبحسب تقرير مؤشر أكسنتشر لنضج الابتكار في الشرق الأوسط الذي استهدف ما يزيد عن 275 شركة على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، لم تحقق سوى 7% من الشركات الاستفادة من الفرص التي تُقدر بقيمة 575 مليار دولار الناشئة عن تقنيات الابتكار الرقمية.
وعلاوة على التعرف على سبل التمحور الذكي للاعتماد بشكل أكبر على البيانات ومواكبة احتياجات العملاء، يستعين رواد الابتكار بالنماذج الرقمية الحديثة مع السعي لتحسين عملياتهم الأساسية والقيادة من خلال طرح أمثلة يحتذى بها للتعجيل بعملية التحول الجوهري في كيفية إدارة الأعمال.
وببساطة، يسعى رواد الابتكار إلى اغتنام إمكانية توافر البيانات لتغذية الدورة المتطورة للنمو المستدام. وفي سبيل ذلك، يتخذون خطوات رئيسية للحفاظ على تفردهم واستمرارية نجاحهم وذلك من خلال:
1- إرساء أساس راسخ للبيانات: نحو 64% من رواد الابتكار على معرفة شاملة بالبيانات التي لديهم ومكانها ووجهاتها ومستخدميها وكيفية استخدامها. فهم يقومون بدمج البيانات على صعيد مؤسساتهم على نحو منظم من خلال إنشاء منصة قوية للبيانات وإعداد الشكل التنظيمي المناسب والاضطلاع بدور فعّال في إرساء الإمكانيات الأساسية ذات الصلة بحسن إدارة البيانات الخاصة بمجالات البيانات المهمة. وهو الأمر الذي يتيح لهم سرعة الوصول إلى البيانات الموثوقة التي يمكن استخدامها في طرح الرؤى ودعم عملية اتخاذ القرارات الآنية.
2- تفعيل حوكمة البيانات: يسعى رواد الابتكار إلى وضع حوكمة البيانات موضع التنفيذ من خلال التركيز على إدارة البيانات الوصفية ودقة البيانات. فعلى سبيل المثال، يتبنى 71% منهم الإرشادات والمعايير وغيرها من تدابير الحوكمة للتأكد من مدى مطابقة البيانات والتبادل الفعّال للأنظمة الخاصة بهم. ويمكنهم من خلال مراقبة البيانات وإدارتها على نطاق واسع تعزيز تلك البيانات لتصبح أصولاً استراتيجية على صعيد المؤسسة.
3- تحويل البيانات في رؤى وإجراءات: يعمل رواد الابتكار على صياغة الرؤى التحليلية لإنشاء مؤسسات قائمة على الرؤى ودمج البيانات في عملية صناعة القرار وذلك على صعيد مهام الأعمال، كما يسعون لتطوير استراتيجيات تحليلية متطورة واستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي. وأرسى أكثر من ثلثيهم أهدافاً محددة لاستراتيجياتهم التحليلية إضافة إلى نموذج تشغيلي قوي تستعين به فرقهم التحليلية.
4- خلق القيمة من البيانات: يحرص رواد الابتكار على ضمان قابلية إدرار بياناتهم واستراتيجياتهم التحليلية لمنافع الأعمال وتحقيق إيرادات مستدامة. وفي سبيل خلق القيمة من البيانات، فهم يستعينون بنماذج الأعمال القائمة على البيانات ويقومون بإدارة أداء البيانات بفاعلية ويطبقون أنظمة تتبع قيمة البيانات. وأوضح بحث أكسنتشر أن نحو 65% من رواد الابتكار تزيد احتمالية أولائهم الأهمية للبيانات عن الغريزة عند اتخاذ القرارات بواقع 42% أكثر من الشركات الأخرى.
والأكثر غرابة في الأمر وما يدق ناقوس الخطر واقع أن نحو 71% من بين كبار المديرين التنفيذيين الخاضعين للاستقصاء أكدوا على افتقارهم للثقة في قدرة بروتوكولات شركاتهم الحالية على الصمود أمام الابتكار المزعزع الذي يقترب بخطى حثيثة. وعلاوة على ذلك، فهنالك نحو 79% من الخاضعين للاستقصاء أجابوا بأن شركاتهم لا تخطط لزيادة استثماراتها الحالية في مجال الابتكار خلال الخمسة أعوام القادمة.
وعلى الشركات في منطقة الشرق الأوسط التصرف بسرعة وبذكاء للاستفادة من القيمة المحتجزة للأعمال البالغة 575 مليار دولار على صعيد المنطقة وعلى الشركات التمحور بذكاء للتغلب على بعض الصعاب وتحديداً:
1- ضعف جودة البيانات: بحسب الإحصائيات وبغض النظر عن قطاع الصناعة، يقضي العلماء المعنيون بالبيانات نحو 80% من أوقاتهم في تمحيص البيانات وإعدادها وترتيبها للاستخدام. وعلى الشركات في الشرق الأوسط تبني منهج مشابه وتصنيف بياناتهم وغرس الثقة بين مديريهم للاستعانة بالأرقام الواردة بالتقارير وإجراء التعديلات الضرورية.
2- بطء حركة البيانات وتخصيصها: عادة ما تجد الشركات نفسها عاجزة عن التحكم في البيانات وإدارتها على نطاق واسع وهم في حاجة إلى تطبيق البروتوكولات لتفعيل البيانات وتعزيزها استراتيجياً وأمنياً.
3- غياب ثقافة البيانات والاستراتيجية: ليس بمقدور البيانات وحدها الإفراج عن القيمة المحتجزة وفي سبيل إرساء ثقافة تتيح لهم تسييل البيانات، يتعين على الشركات تطوير استراتيجية لتطوير أو اكتساب المهارات الأساسية لتحليل البيانات ومساعدة الموظفين في ذلك.
وبتحليل جميع هذه النتائج يتبين حقيقة واحدة أن الأرقام لا تكذب. ولا شك أنه من شأن ايلاء اهتمام خاص بحالات الابتكار المزعزع الرئيسية الحالية وتطبيق أهم الممارسات أن يؤتي بفوائد اقتصادية جوهرية. وفي ختام الأمر، تكون الشركات التي تعتمد على الابتكار ليكون مصدراً3 للابتكار المزعزع هي الشركات التي تنجح في الانتقال بكامل استراتيجيتها ليزداد تركيزها على المستقبل.
وفي ضوء ذلك، نولي عناية الشركات بالشرق الأوسط أنه في حال لم يجدوا وسيلة للإفراج عن قيمتهم المحتجزة سيقوم آخرون بذلك وسيُمنى بالفشل أولئك الذين يعجزون عن استيعاب قدرة مخاطر الابتكار على إحداث تغيير.