المؤثّرون الصغار آخر صيحات التسويق في المنطقة
يشتهر المؤثرون على شبكات الإعلام الاجتماعي في المنطقة العربية بأنهم يطلبون رسوماً لقاء خدماتهم هي الأعلى في العالم، ولكن قد يكون تأثيرهم في حالة تراجع لصالح ما يسمّون بالمؤثرين المتناهي الصّغر Micro influencers الذين يظهرون انخراطاً أفضل مع متابعيهم. يشرح ماورو رومانو، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لـ"عرب كليكس" ArabClicks، التي تعمل مع المؤثرين، أهمية شبكات الإعلام الاجتماعي بالنسبة إلى العلامات التجارية.
منذ ظهور شبكات الإعلام الاجتماعي، يشهد أسلوب إدارة الشركات والترويج لها تغييراً سريعاً ومستمراً. ويترافق ذلك مع تغيير في استراتيجيات التسويق التي تركز الآن على مليارات مستخدمي مواقع التواصل. وقادت هذه التطورات إلى ولادة قطاع جديد بقيمة مليارات الدولارات يقوم على التسويق عبر المؤثرين حيث يُدفع لشخصيات مشهورة تتمتع بشعبية على الإنترنت لكي تروّج لمنتجات وخدمات على حساباتها على القنوات الاجتماعية.
وتحوّل المؤثرون الاجتماعيون في منطقة الخليج اليوم إلى أحد أهم أدوات التسويق للشركات من أي نوع كانت. وباتت معظم العلامات التجارية والمنتجات والخدمات تستخدم المؤثرين للوصول إلى جمهور أوسع وللترويج لنفسها.
في المنطقة العربية وحدها مثلاً، ثمة 164 مليون مستخدم نشيط لفيسبوك. وتشير آخر التقارير إلى أن في المنطقة أكثر من 200 قناة على يوتيوب في المنطقة يتجاوز عدد المشتركين فيها مليون شخص. كما هناك 30 ألف شخص على يوتيوب في المنطقة لديهم أكثر من 10 آلاف متابع.
أما سنابشات فيبلغ عدد مستخدميه اليوميين في الخليج 12 مليوناً بينهم 9 ملايين في السعودية وحدها ومليون في الإمارات، ما يجعل هذه المنصة تحشد جمهوراً هائلاً لترويج السلع أو الخدمات. ولم يعد بإمكان الشركات أن تتجاهل أكثر من ثلثي الشباب العربي الذين يتحققون أولاً من فيسبوك وتويتر للإطّلاع على آخر الأخبار. وحتى إنستاغرام الذي يعتبر نسبياً لاعباً جديداً بين الشبكات الاجتماعية، تجاوز مؤخراً المليار مستخدم عالمياً، لذلك لم يعد بالإمكان التغاضي عنه عند وضع خطط التسويق.
ولكن ليس من السهل أن تُفرد لنفسك حضوراً واضحاً في العالم الإفتراضي كما قد يبدو ذلك للوهلة الأولى. وهنا يبرز دور المؤثرين. فأهمية هؤلاء ترتبط مباشرة بحاجات التجارة الإلكترونية حيث يمكننا أن نرصد اليوم منافسة عالية للوصول إلى العملاء بمبيعات وتكتيكات تسويق جديدة. وبالطبع، تعتبر هذه المجموعة من المؤثرين بقدرتهم على الوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور على مستويات مختلفة، أحد أفضل الوسائل للوصول إلى الجمهور المقصود على الفور تقريباً.
يأتي المؤثرون الاجتماعيون بـ"أشكال وأحجام" مختلفة ويستهدفون شرائح مختلفة. ويتصدّر اللائحة أولئك الذين لديهم ملايين المتابعين على مختلف حساباتهم الاجتماعية ويعتبرون مشاهير وفقاً لمعايير هذا المجال ولديهم قاعدة معجبين حقيقيين وشغوفين. بعد ذلك يأتي المؤثرون الصغار الذين لديهم جمهور كبير غالباً يبلغ المليون شخص كحد أقصى أو مئات الآلاف. أما المؤثرون المتناهو الصغر فلديهم 10 آلاف إلى 100 ألف متابع. ولكن أصبحت المزيد من الشركات تلجأ إليهم لا سيما الشركات الناشئة والشركات ذات الميزانيات المنخفضة. ومن المثير للإهتمام أن الخبراء يعتبرون أن هذه الفئة من المؤثرين لديها إمكانية أكبر للتسويق للشركات بشكل مناسب نظراً إلى أن معظم متابعيهم فريدون ويعرفونهم شخصياً. وفي هذه الفئة، يعتبر مستوى الثقة والتواصل المباشر أعلى.
وهنا يأتي السؤال الذي يطرحه معظم الناس وهو كلفة التسويق عبر المؤثرين. ولكن للأسف، لا يوجد إجابة حاسمة لأن عناصر عدّة تتحكم بالسعر. ويعتبر عدد متابعي المؤثر/ة، أبرز المقاييس لتحديد أسعار التسويق ولكن بالطبع يجب أن يؤخذ في الاعتبار مستوى تواصل المؤثرين مع متابعيهم. وهذا المقياس قد يجعل مدوّناً لديه 50 ألف متابع أكثر قيمة من مدوّن لديه 20 ألف متابع.
ويقرر معظم المؤثرين أسعارهم الخاصة إلاّ في حال كانوا يستخدمون منصات مثل "تاب إنفلوينس" Tapinfluence أو "آسباير آي كيو" AspireIQ، التي تحدد الأسعار لهم. وتشير تقارير صدرت مؤخراً إلى أن المؤثر الذي لديه 100 ألف متابع يطلب ألف دولار. وبشكل عام يطلب المؤثرون على سنابشات 500 دولار للحملة في 24 ساعة. أما مستخدمو يوتيوب الذين لديهم 10 آلاف متابع فيبدو أنهم يطلبون أعلى سعر وهو 2000 دولار. أما المؤثرون المتناهو الصغر فتبدأ أسعارهم بـ5 دولارات في اليوم.
وإذا كانت العلامة التجارية تسعى للعمل مع المؤثرين المتناهي الصغر في قطاع معيّن، فثمة إمكانية بأن يكون لدى المؤثر علاقات مع منافسيها أيضاً. لذلك فإذا أرادت أن تكون الشراكة مع المؤثر حصرية فمن المرجح أن يطلب الأخير رسوماً أعلى. ولكن، لا توجد أسعار نهائية بعد لأن القوى الفاعلة في السوق لا تزال تضع قواعد اللعبة، بما في ذلك الجزء المالي لهذا القطاع الجديد نسبياً ولكن سريع النمو.
يتصدر المؤثرون على الشبكات الاجتماعية في المنطقة القائمة عندما يتعلق الأمر بإضافة أصالة وثقة إلى العلامة التجارية. وفي المقابل، يحاول المعلنون ـ الذين يعتبر 81% منهم المؤثرين مهمين للتسويق ـ الاستفادة من شهرة الشخصيات المؤثرة على الشبكات الاجتماعية للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم. كما أن المزيد من الشركات الناشئة تلجأ إلى المؤثرين. وبعبارة بسيطة، تفيد الشبكات الاجتماعية جميع أصحاب المصلحة عبر جمعهم من خلال منصات مختلفة.