خطط البحرين الطموحة للشركات الناشئة
مروة الحجيري، المدير الأول لعلاقات المشتركات في برنامج «ريادات»، تناقش كيف يقوم مركز احتضان الأعمال بإعداد رائدات أعمال ناجحات في البحرين
ليس من الغريب أن تضع مملكة البحرين خططًا طموحة لمنظومة ريادة الأعمال فيها؛ فقد شقّت هذه الجزيرة الخليجية الصغيرة طريقها الصعب الذي يفوق إمكاناتها على مر التاريخ في قطاعات الخدمات والمعارف، حاملة في جعبتها موروثًا قويًا من الخدمات المالية المميّزة. وتُعدّ البحرين اليوم واحدة من أكثر الاقتصادات المتنوّعة في المنطقة، حيث تُمثّل الصناعات الهيدروكربونية أقل من خمس الناتج المحلي الإجمالي السنوي للمملكة.
وفي هذا الصدد، يقول سعادة السيد خالد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية البحريني: «نطمح أن تكون البحرين مركزًا لروّاد الأعمال في المنطقة ككل وليس فقط لروّاد الأعمال البحرينيين، لأنه شكل من أشكال الاستثمار الأجنبي المباشر. كما أننا نؤمن أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تُشكّل عاملًا مهمًا لتحفيز التنمية الاقتصادية... وجميع الدول في العالم تدرك ذلك.»
أشرف الرميحي على تطوير الكثير من البرامج الحكومية التي تهدف لتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب مطالبته بوضع أنظمة داعمة لهذه المؤسسات وتقليل التكاليف المطلوبة لتأسيس المشاريع الناشئة بالإضافة إلى تأسيس صندوق بين القطاعين العام والخاص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ومع أن مؤسسة «تمكين» العريقة تعتبر أفضل برنامج حكومي لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين، فقد ركّزت المملكة جهودها مؤخرًا على المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تقودها النساء وذلك بتأسيس مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية «ريادات»، وهو أول مركز لاحتضان الأعمال مخصّص للنساء في جزيرة البحرين.
صُمّم المقر الرئيسي المُبهر لمركز «ريادات» على طراز مجمع تجاري معاصر في المنامة، لتتمكّن صاحبات الأعمال الناشئات من عرض منتجاتهن للعامة والتواصل مع غيرهن من صاحبات المشاريع في المركز.
يهدف برنامج «ريادات»، الذي أُسّس بالتعاون مع مجموعة بنك البحرين للتنمية والمجلس الأعلى للمرأة، إلى دعم رائدات الأعمال في عدة قطاعات مثل التجارة بالتجزئة والخدمات والأزياء والأطعمة والمشروبات.
ويوفّر نظام احتضان الأعمال، الذي يتبناه مركز «ريادات»، للمشتركات فرصة الحصول على الدعم اللازم من برنامج احتضان الأعمال ولفترة قياسية مدتها ثلاث سنوات، قبل تخرجهن إلى سوق العمل مع نهاية البرنامج. وتتلقى المشتركات خلال فترة الاحتضان مساعدات مادية واستشارية وترويجية لمنتجاتهن.
وقد طُوّر نموذج «ريادات» لدعم رائدات الأعمال من أولى مراحل تصوّر فكرة المشروع وصولًا إلى التوسّع بالأعمال طيلة مراحل نموّه. وتُركّز هذه المبادرة على تقديم الإرشاد والتدريب والإيجارات المدعومة والتمويل لإطلاق المشاريع.
وفي هذا السياق، تقول السيدة مروة الحجيري، وهي مدير أول لعلاقات المشتركات في مركز «ريادات»: «تهدف الحاضنة إلى تزويد رائدات الأعمال بمنصة شاملة من المنتجات والخدمات تحت سقف واحد. ونعمل بصفة الجهة المحفّزة التي تدعم وتشجّع القيادة والابتكار وريادة الأعمال بين جميع النساء في المجتمع البحريني».
وتشير الحجيري إلى أن مركز «ريادات» يعمل بصفة أساسية على تبسيط عملية تأسيس المشاريع الناشئة من خلال مساعدة رائدات الأعمال في وضع خطط مُحكمة خلال المراحل الأولى من دورة الأعمال لدعمهن في إنشاء شركة ناجحة وتنميتها.
وتقول: «تُعتبر البحرين دولة رائدة في المنطقة العربية من حيث الدفاع عن حقوق المرأة، حيث تطالب بتمكين المرأة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا بصورة أكبر على كافة الأصعدة، سعيًا لتعزيز دور المرأة ومشاركتها لتكون عنصرًا أساسيًا في تقدم المملكة وتطوّرها».
وتضيف الحجيري قائلةً: «تتمتّع النساء البحرينيات بقدرات وكفاءات عالية، ويُمكنهنّ تأدية دور مهم في توفير الراحة داخل منازلهن وتعزيز الازدهار في كافة أرجاء المملكة أمام العالم بأكمله.»
يُذكر أن مركز «ريادات» ساهم في تخريج عدة شركات بنجاح، وهي الآن موجودة ونشطة في السوق البحريني، مثل الندى وأمينة جاليري وبليسفل تيمبتيشنز (Blissful Temptations) وشركة جرين بار (Green Bar) وريفولت فيتنس (Revolt Fitness) و(D for Diamonds). وقد حقّق مركز احتضان الأعمال نجاحًا بنسبة 59% من أصل 51 شركة تخرّجت من برنامج الاحتضان خلال الفترة ما بين 2014 و2017.
وتختم الحجيري حديثها قائلةً: «لقد كان لمركز «ريادات» دور أساسي في تشكيل منظومة ريادة الأعمال من خلال تشجيع التوظيف الذاتي وتوفير فرص العمل والمنتجات والخدمات اللازمة لتعزيز التكامل الاقتصادي المحلي والإقليمي والعالمي».
تمثل مبادرة "حوار الشرق الأوسط" منصة لتبادل الأفكار والتطلعات والابتكارات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، بهدف تحفيز وتشجيع الحوار الصريح والشفاف والبنّاء حول قضايا التنمية في المنطقة في وقتنا الحاضر.
وقد تم إطلاق مبادرة "حوار الشرق الأوسط" كجهد مشترك بين مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس.