من تقليد عائلي إلى شركة متخصّصة بتصميم مجوهرات اللؤلؤ
استوحت سلامة محمد شركتها المختصة باللؤلؤ من عائلتها وجذورها.
فقد كان جدّها الراحل، موسى القبيسي، صيّاد لؤلؤ في الأربعينات، ولطالما كانت هي من محبّي وجامعي اللؤلؤ. وتخبرنا سلامة محمد أنّها كانت تختبئ في غرفتها وتلعب بـ"مندوسه"، وهي علبة تقليدية في الإمارات استخدمت لحفظ اللؤلؤ. و"كنت دائماً ما أقع في ورطة جراء اللعب بحبّات اللؤلؤ".
وبالرغم من الصعوبات الكثيرة المرتبطة بتأسيس الشركات الناشئة، سعت محمد السعي إلى تحقيق أحلامها وسلك طريقها الخاصة، ولو لم يكن لديها نموذج عمل واضح.
وتقول لـ"ومضة" إنّها استيقظت ذات يوم ووجدت أنّ لديها اللؤلؤة المناسبة لتصميم الخاتم المثالي. و"تطلبني الأمر يومين للانتقال من هذه الفكرة، إلى حمل الخاتم في يدي. وبعد أسبوع و500 درهم إماراتي (136 دولار) وقطعتين من المجوهرات، أطلقت حساباً على ’إنستجرام‘ باسم ’بيرل باي أس‘ Pearl by S “. وكانت محمد تصمّم مجوهراتها من أبوظبي، فيما يقوم الصائغ الذي تتعامل معه بتنفيذ التصميم.
بيع اللؤلؤ عبر "واتس آب"
تعترف محمد بأنّ أكبر تحدّ واجهته كان البيع. وتشرح أنّه "عندما تطلق مشروعاً مبنياً على حلم، يكفّ عن كونه حلماً وعليك دخول مجال العمل والبدء بالبيع".
تبيع محمد اللؤلؤ عبر "واتس آب" وتسوّق لمجموعتها عبر "إنستجرام" Instagram، حيث تحظى بأكثر من 40 ألف متابع، ومن خلال السمعة الحسنة وأحاديث الناس عن مجوهراتها.
يطلب العملاء المجوهرات عبر "واتس آب" ويدفعون عبر "الأنصاري للصرافة" Al Ansari Exchange. ويقوم عامل التوصيل الذي يعمل لديها بتوصيل القطع المطلوبة خلال خمس أيّام عمل.
كما تبيع محمد منتجاتها في الخليج وعالمياً، وترسل القطع إلى نيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة وإندونيسيا وغيرها، ويجري التوصيل عبر "فيديكس" FedEx. ولجعل هذه العمليّة أكثر سهولة، هي تعمل على بناء موقعٍ متوقّع إطلاقه بعد شهرين، سيسمح للعملاء من حول العالم بشراء مجوهرات "بيرل باي أس"، والدفع عبر الإنترنت.
فضلاً عن البيع عبر الإنترنت، تبيع محمد تصاميمها في "اوش بوتيك" Ush Boutique في دبي، وفي "توقا بوتيك" Toga Boutique في الرياض، مقابل 20% من الأرباح.
في أكثر الأشهر طلباً على منتجاتها، تبيع ما بين 100 و150 طلباً، ولديها الكثير من العملاء الدائمين. تفاجأت محمد بأن الكثير من عملائها الدائمين هم من الرجال فضمّت قطع مجوهرات لهم في مجموعتها.
تقول محمد إنّها جنت الأرباح منذ اليوم الأوّل، غير أنّها استثمرت إيراداتها كلّها في شراء اللؤلؤ.
تضمّ مجموعة محمد قطع مجوهرات للرجال. (الصورة من "إنستجرام")
تعتبر محمد أنّ الفضل في تأسيس شركتها يعود لعائلتها. فبفضل دعم زوجها خالد وأختها مهرة التي تدير أعمالها، تحوّلت "بيرل باي أس" إلى حقيقية. وتضيف محمد أنّه "لولاهم، لما أطلقت ’بيرل باي أس‘".
وعن تعزيز الثقة بالنفس وتمكين النساء تقول: "كلّ لؤلؤة هي فريدة من نوعها، تماماً مثل كلّ امرأة وفتاة".
المنافسة والتوسّع
لا تعتبر محمد أنّ مشروعها منافس جديد في السوق. وتشرح بأنّها "لا أحاول أن أتصدّر المنافسة لأنّني لا أنافس. بالنسبة إليّ، طالما إني أقدّم سلعة لا تتأثر بالوقت فسأتخطّى أيّ تحدٍّ أواجهه".كونها زوجة وأمّ لولدين، تعترف بأنّ التوفيق بين مسؤولياتها على المستوى العائلي والعملي هو أمر صعب، غير أنّ تنظيم الوقت والأولويات يساهمان في إنجاح ذلك.
لا تبحث محمد عن دعم صندوق استثمار مخاطر أو طرف ثالث في الوقت الحالي. غير أنّها قد تنظر في ذلك في المستقبل إذا تقدّمت لها الفرصة. وقد يكون تأسيس متجرها الخاصّ من خططها المستقبلية أيضاً.