وأنتم تحمون حواسيبكم لا تنسوا هواتفكم!
منذ هجوم فيروس الفدية "وانا كراي" WannaCry في منتصف شهر أيار/مايو، تزايد الحديث عن الأمن السيبراني ومكامن الضعف فيه. وأصبحت حماية الحواسيب الشخصية أو الخاصة بالعمل أمراً أساسياً للمهتمّين بالمجال التقني. وكُتبت الكثير من المقالات في هذا الشأن، وغيّر الناس كلمات المرور الخاصة بحساباتهم الإلكترونية وثبّتوا برامج لمكافحة الفيروسات. ولكن في ظلّ هذه الاندفاعة إلى حماية حواسيبنا، تجاهلنا هواتفنا المحمولة.
تضم منطقة الشرق الأوسط 140 ملبون مستخدم للهواتف الذكية، وهو رقم يتوقع أن يرتفع إلى 173 مليون مستخدم بحلول العامين المقبلين. وهذا يعني أن المزيد من الناس سيحملون بعضاً من أهم بياناتهم الشخصية في جيوبهم، ولن يفعلوا الكثير لحمايتها.
يعدّ بعث الرسائل المباشرة عبر منصات الإعلام الاجتماعي أكثر أشكال التواصل الرقمي انتشاراً في المنطقة، حيث يقول 93% من الناس إنّهم يستخدمون هذه الطريقة للتراسل مقارنة بـ84% يستخدمون البريد الإلكتروني. أما تطبيق التراسل المفضل لمختلف الأجيال فهو "واتساب" Whatsapp يليه "فايسبوك" Facebook.
يعمل عدد قليل من اللاعبين المحليين في المنطقة على شق طريقهم في هذه السوق، ومنهم تطبيق "آب محل" Appamahl الفلسطيني الذي انطلق في مطلع هذا العام مستهدفاً المتحدثين باللغة العربية، والشبكة الاجتماعية المصرية "تشينو" Chaino التي تريد معالجة مسألة الخصوصية.
ورغم أنّ هذه البدائل المحلية لا تزال حديثة بعض الشيء، ورغم أنها تحقق بعض الشعبية، لا يزال من المبكر توقع ما إذا كانت ستتمكن من اختراق سوق مشبعة بالفعل.
رغم الانتشار الواسع لتطبيقات التواصل الاجتماعي، ما زال بعض المستخدمين يحذرون من التعبير بحرية عليها. كما أنّ هناك ارتباطاً كبيراً بين شعور المستخدمين بالراحة في التعبير عن آرائهم السياسية على الإنترنت ومدى استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، حتى على منصات مثل "واتساب" التي تسوّق نفسها على أنّها مشفرة وآمنة تماماً.
هذا التحفّظ مبرّر، فالعملاء في الشرق الأوسط، كما في أي مكانٍ في العالم، معرّضون لاختراق هواتفهم وبياناتهم الشخصية بمعدلات أكبر مما يتوقعون. يعود ذلك إلى كون القراصنة واسعي الحيلة ويستخدمون طرقاً مختلفة لاختراق الهواتف. ونتيجة لذلك، يصبح الاتصال بشبكات الوايفاي Wifi العامة أمراً خطراً للغاية، مثله مثل فتح رابط من رقم غير معروف، أو تنزيل ملف من مصدر مجهول قد يتحوّل إلى فيروس "حصان طروادة" Trojan Horse.
أساسيات الحماية
نظراً إلى أن هذه المخاوف محقّة، إليكم بعض المنتجات والتدابير لحماية البيانات الشخصية.
-
هواتف غير قابلة للاختراق. ظهر في الأعوام الأخيرة عدد من الهواتف الذكية التي يقول منتجوها إنّها غير قابلة للاختراق. هذه الهواتف التي تضم ميزات مثل تشفير الأجهزة hardware encryption والتدمير الذاتي self-destruct، تبدو وكأنها جاءت مباشرة من فيلم لجيمس بوند كما أنّ ثمنها مرتفع بعض الشيء. آخر هذه الهواتف كان هاتف "سولارين" Solarin من "بلاك بيري" Blackberry الذي يمتلك "منطقة آمنة" secure zone توقف كل الميزات ما عدا الاتصالات والنصوص المشفرة.
-
التراسل الآمن. تطبيق "واتساب" يفي بالغرض وهو يتبع خاصية التشفير من الند إلى الند end-to-end encryption، غير أنّ التطبيق الذي يمكن أن يقال عنه تطبيق تراسل خاص هو "سيجنال" Signal. في حين يستخدم "واتساب" بعض الرموز المصدرية source code الخاصة بتطبيق "سيجنال"، فإنّ هذا الأخير، بعكس "واتساب"، لا يسجل البيانات الوصفية metadata لمستخدميه ولا يخزن نسخة من رسائلهم. ومن الخيارات الأخرى في السوق، "ويكر مي" Wickr Me الذي يستخدم خاصية التدمير الذاتي للرسائل، و"تشات سيكيور" ChatSecure الذي يستخدم البصمة كرمز مرور، و"جليف" Gliph الذي يوفر ميزة الرسائل الجماعية الآمنة.
-
تعلم بعض الحيل. بالنسبة لمن لا يشعرون بالقلق على خصوصيتهم الرقمية، فإنّ بعض النصائح، إذا اتبعناها عند الحاجة، يمكن أن تبعدنا عن الاختراق. ومن الخطوات المفيدة في هذا المجال، تحديث البرمجيات باستمرار، والتدقيق بالتطبيقات التي تريد تنزيلها، وعدم استخدام خاصية الدخول التلقائي لجميع معلوماتك الشخصية الرئيسية. بشكلٍ عام، يجدر بك التحقق من الإعدادات الخاصة بك، خصوصاً تلك المتعلقة بشبكات الوايفاي، فحماية نفسك هو أمر يستحقّ العناء.
الصورة الرئيسية من "بيكسيلز" Pexels.