قل لي ماذا ترتدي من أجهزة، أقل لك من أنت
تحدث الأجهزة الذكية القابلة للارتداء ثورةً تكنولوجية في القرن الواحد والعشرين ليست غريبة عن المنطقة العربية. فالشركات هنا تستثمر بشكل متزايد في هذا النوع من التكنولوجيا، الذي رغم كثرة العقبات والتحديات سيزدهر في السنوات المقبلة بحسب المحللين.
وتتوقّع "مؤسسة البيانات الدوليّة" أن ينمو سوق الأجهزة القابلة للارتداء بنسبة 21% تقريباً في الشرق الأوسط وأفريقيا بحلول العام 2017.
تسجّل شركات تطوير الأجهزة القابلة للارتداء زيادة في الطلب في قطاعات الصحة والسفر وغيرها في الشرق الأوسط والعالم.
ما هي الأجهزة القابلة للارتداء
تأتي الأجهزة القابلة للارتداء في جميع الأشكال والألوان، وتؤدّي وظائف مختلفة. ويختلف تصميم الجهاز القابل للارتداء بحسب وظيفته والبرنامج الذي يستخدمه. وتلعب الموضة دوراً ثانوياً في تحديد شكل الجهاز. وفي هذا العام، من المتوقّع أن تظهر أجهزة جديدة قابلة للارتداء هذا العام في المنطقة بينها تشكيلة جديدة مطوّرة من الساعات الذكيّة، وأجهزة واقع افتراضي قابلة للاعتمار والجينز الرجراج المتّصل بالإنترنت. وبعض من هذه الأجهزة التي تدخل ضمن فئة التكنولوجيا الاستهلاكية ستعرض في فعالية "جيتكس فيوتشر ستارز" GITEX Future Stars التي ستعقد من 8 إلى 12 من تشرين الأول/أكتوبر في دبي، من تكنولوجيا المحمول إلى الروبوتات والواقع الافتراضي والأجهزة الرياضية القابلة للارتداء. تعقد هذه الفعالية بالتعاون مع "ومضة" وأبواب التقدم إليها ما زالت مفتوحة.
تساعد الأجهزة القابلة للارتداء الناس على الاتصال بالإنترنت حتّى أثناء تحرّكهم. ولهذا السبب، حظيت بشهرة بين مواليد الثمانينات وأوائل التسعينات. فهي ليست جميلة فحسب، بل خفيفة وسهلة الحمل، وهي مناسبة لتأدية المهام المتعددة من دون استخدام اليدين.
تحسّن إنتاجيّة الموظّفين
يعتبر كثيرون أنّ الأجهزة القابلة للارتداء تزيد من إنتاجية مستخدميها ومن راحتهم في شركات القطاع التجاري في الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال، يمكن لأي شركة الاستثمار في نظارات الواقع المعزز لكي يتمكّن موظّفوها من تصفّح الرسائل الإلكترونية بشكل أفضل؛ كما يمكنها اختيار جهاز مسحٍ قابل للارتداء يعفي الموظّف من استعمال يديه لأداء هذه المهمة. وبالفعل بدأت بعض الفنادق بتقديم أساور ذكيّة لنزلائها لدخول الغرف بدلاً من البطاقات والمفاتيح، وتسمح هذه الأساور بإضافة النفقات (كالوجبات الغذائية مثلاً) إلى حسابهم.
اعتمدت شركات أخرى مساراً مختلفاً إلى حد ما إذ سمحت لا بل شجّعت موظّفيها على إحضار أجهزتهم التقنية الخاصة من بينها القابلة للارتداء وتصلها بشبكة الإنترنت في مكان العمل. يجدر بذلك زيادة إنتاجية الموظّف والمساعدة في بناء بيئة ذكيّة، بالإضافة إلى مساعدة الشركة على تحديد مدى مرونة تكنولوجيا المعلومات لديها ومدى محدوديتها.
التحدّيات والنجاحات
لا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير قادرة على تطوير تطبيق سهل الاستخدام وآمن للأجهزة القابلة للارتداء. فمن المهم حماية أنظمة تكنولوجيا المعلومات في الشركات وبناء جدار حماية قويّ للبيانات. وبالرغم من الانتشار الواسع للهواتف الذكية، يبقى تطوير تطبيقات للأجهزة القابلة للارتداء في مراحله الأولى في المنطقة.
ولكن ثمة قصص نجاح لاستخدام الأجهزة القابلة للارتداء في المنطقة من بينها قصّة شرطة دبي التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015 باستخدام نظارات "جوجل" Google Glass لتحديد سائقي الدراجات الذين لديهم مخالفات أو غرامات غير مدفوعة. بالإضافة إلى ذلك، تقتضي الخطة الاستراتيجية لشرطة دبي والتي تشمل تقديم خدمات ذكية، بناء مراكز شرطة ذكية في كلّ أنحاء الإمارة بحلول العام 2018.
القطاعات التي ستعتمد هذه التكنولوجيا
يعتبر مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء واعداً جدّاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وستظهر منفعة هذه التكنولوجيا بشكل ملحوظ في مجالات الرعاية الصحية والطيران والقطاع المصرفي والقطاع العقاري وأعمال البناء. ومع دخول ابتكارات جديدة إلى السوق كلّ بضعة أشهر، قد تصبح الأجهزة القابلة للارتداء مستخدمة من قبل العاملين في جميع المجالات تقريباً.
الصورة الرئيسية من "ستوك فولت" Stockvault.