جيني غنيمة: هذا ما أعرفه عن إلغاء الأطر في عالم ريادة الأعمال
توحي السيرة الذاتية لجيني غنيمة، بأنّها لم تنَم يوماً واحداً طيلة السنوات الـ15 الماضية، غير أنّها تضجّ طاقة وجرأة.
بدأت غنيمة مسيرتها الريادية في الثامنة عشرة من عمرها حين أسّست شركتين: "برو آي دي" Pro ID التي أنشأتها لتوسيع نشاطها كوكيل لمشاريع ثماني مجموعات دولية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، و"باي إنفيستمنتس" Pi Investments التي تقدم استشارات لصفقات الاندماج والاستحواذ في البلدان الناشئة. ولكنّ أبرز خطواتها كانت تأسيس شركة "باي سلايس" Pi Slice للتمويل الجماعي متناهي الصغر في العام 2013، والتي تسمح للأفراد والشركات بإقراض مؤسّسات تمويل رواد الأعمال الذين يطلقون مشاريع صغيرة في المنطقة.
تركّز غنيمة في الوقت الحالي على شركتها الرابعة "مايند كلاود اكاديمي" Mind Cloud Academy التي تستعد لإطلاقها في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وأصبح مشروع الشركة هذه الذي يتخذ من دبي مقراً له، في المرحلة التجريبية النهائية، وقد صادقت عليه "هيئة المعرفة والتنمية البشرية" Knowledge and Human Development Authority. يقدّم المشروع دليلاً شاملاً إلى ريادة الأعمال، ويتضمّن مجموعة متنوّعة من الدروس التي تتناول مواضيع مثل تصميم نموذج العمل وأساسيات توسيع الأعمال وتقنيات التسويق.
لا يتوقّف نشاط غنيمة هنا بل هي أيضاً مشاركة في "كلية لندن للأعمال" London Business School بصفتها محاضرة زائرة ومرشدة لريادة الأعمال، وهي من منظّمي سلسلة Disruptive CEOs Talks Series، ومن المتحدثين في "غرفة تجارة وصناعة دبي".
في حوارها مع "ومضة"، تحدّثت غنيمة عن كيفية التخلّص من التصنيفات الشخصية، وتأثير ذلك على تنمية الأعمال وتغيير الأولويات عند الحاجة.
اعرف نفسك. قبل البدء بإنشاء شركتك، عليك إجراء تقييم شامل لشخصيتك ومهاراتك ومميزاتك ومكامن الضعف لديك. فمن خلال هذا النوع من التحليل المعمّق فقط، يمكنك فهم ما الذي يحرّكك، ومعرفة كيفية تسويق نقاط قوتك والاحتراس من نقاط ضعفك. فمعرفة ذاتك، ستتيح لك إحاطة نفسك بالفريق المناسب والشركاء المؤسّسين الذين يشجّعونك ويقومون بالأعمال التي تعصى عليك.
دوّن أهدافك. اكتب ما هي أهدافك وارجع إليها دائماً في كلّ ما تفعله. فأن يكون لديك اتجاه واضح مهم وضروري بقدر معرفتك لذاتك، وأيّ شخص يريد الاستمرار في ريادة الأعمال عليه أن يوفّق ويوازي بين هذين العنصرين.
أصقل مهارات التواصل لديك. الأشخاص الذين يتقدّمون في عملهم هم من يمتلكون مهارات ممتازة في التواصل مع الآخرين في العمل. تعلّم كيف تجعل الناس يشعرون بأنّهم يقدمّون أفضل ما لديهم؛ ويعتبر هذا الأمر من أصعب ما يمكن تعلّمه، خصوصاً لأنّه عادة ما يأتي بالفطرة. ولكنّ هذا الأمر مهم جداً لتحفيز الناس من حولك وتنمية مهاراتهم، كما يعزز من ولاء فريقك بشكلٍ كبير. وحتى أولئك الذين يفتقرون إلى المعرفة التقنية، يمكنهم الاستفادة كثيراً من تحسين مهارات التعامل مع الآخرين.
التغيير ضروري. من الأمور التي تدخل في صميم العقلية القيادية هي معرفة كيفية تحقيق التغيير وتوقيته. فإعادة تشكيل نفسك أو عملك، حتّى بعد سنوات من الجهد والعمل الجاد، ليس علامة على الفشل. ومعظم الرياديين يعرفون أنّ هذا الفشل ضروريّ في بعض الأحيان وينبغي استيعابه والتعامل معه. فإطلاق شركة ناشئة يُعتبر عملاً غير مستقر، وبالتالي عليك أن تكون مستعداً للتعامل مع الأمور عندما تتدهور.
امتنع عن تصنيف نفسك. كلنا رواد أعمال، ولا يوجد شيء اسمه ’رائدة أعمال أنثى‘، أو ’رائد أعمال اجتماعي‘ أو أي فئة أخرى، فالعمل تحت تصنيف ما يجعل الأمر محدوداً، ويؤطّر نظرة الناس إليك وإلى عملك. اعتمدتُ هذه الفلسفة عندما كنتُ أدرّس، حيث كانت النساء يشكّلن 90% من الطلاب وقدّمت النصيحة التي أقدمها دائماً: ثقي بنفسك، ثقي بمهاراتك ولا تقدمي الأعذار، ودعي شركتك تتحدث عن نفسها.
ريادة الأعمال فعل متوازن. ريادة الأعمال ليست برّاقة كما قد يبدو، بل هي مرهقة في الواقع. ولكن إدمان العمل لتحقيق النجاح على المدى الطويل ليس طريقة صحيحة، وما عليك فعله هو تعلّم الموازنة بين حياتك الخاصة والمهنية والشخصية والجسدية والروحية لكي تصبح قائداً أفضل للأعمال وشخصاً أكثر سعادة عموماً. ووجود شريك مؤسّس جيد هو من الوسائل الرائعة للحدّ من المسؤوليات والحصول على رؤى قيّمة.
الإرشاد أساسي. جميع المدرّبين في ’مايند كلاود أكاديمي‘ هم رواد أعمال. فالتحدث إلى شخصٍ سبق له خوض هذه التجربة هو من أهم الأشياء التي يجب القيام بها قبل تأسيس شركتك. ويُعتبر هذا أكثر أهمية في البيئة الريادية الناشئة في الشرق الأوسط، بحيث يجب على القادة أن يساعدوا الشباب والقادمين الجدد لكي تزدهر المنطقة حقاً.
الصورة الرئيسية لـجيني غنيمة.