الشركات الناشئة الصديقة للبيئة في الشرق الأوسط على السكّة الصحيحة
في السنوات الأخيرة، أدرك القطاع التقني حول العالم أهميّة الحفاظ على البيئة، وحتّى ضرورتها.
ولا يعدّ الشرق الأوسط غريباً عن هذه المبادرات، فالحكومات ورجال الأعمال والشركات الناشئة يعتمدون حلولاً بيئية كلّ يوم، وينتقلون إلى اعتماد مصادر بيئية للطاقة. في العام الماضي، ضاعفت المنطقة الاستثمارات في الطاقة المتجددة ثلاث مرّات. وفي الربيع الماضي، أطلقت الإمارات أوّل سندات خضراء green bond في الشرق الأوسط جامعةً أكثر من 500 مليون دولار.
ومع ازدياد التصحّر على المستوى العالمي، من المرجّح أن تواجه بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شحّاً في المياه. واليوم، تحتوي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أكثر من نصف البلدان التي تعاني من ضائقة مائية في العالم. وبالتالي، يجب على المنطقة الاستثمار في الحلول البديلة، بخاصةٍ مع تناقص احتياطات النفط التي يتوقّع أن تنفذ في السنوات الخمسين المقبلة.
ومن أجل معالجة هاتين المشكلتين الملحّتين، تقوم الشركات الصديقة للبيئة بتخفيف آثارها البيئية وإيجاد مشاريع جديدة تجعل المنطقة من متصدّري التقنية النظيفة.
ستكون الشركات الناشئة البيئية والعاملة في التقنية النظيفة محور تركيز فعالية "جيتكس فيوتشر ستارز" GITEX Future Stars التي ستعقد من الثامن إلى الثاني عشر من تشرين الأوّل/أكتوبر في دبي. تُنظّم هذه الفعالية بالتعاون مع "ومضة" ويمكن التسجيل لحضورها هنا.
فيما يلي قائمة بشركات ناشئة تحاول تحسين القطاع البيئي في الشرق الأوسط بمبادراتها الصديقة للبيئة:
1- "بلينك ماي كار" Blink My Car (لبنان): تحاول هذه الشركة الناشئة معالجة شحّ المياه بتقديم خدمة غسيل سيارات بكوب واحد من المياه فقط وعند الطلب. وباستخدام تطبيق الشركة، يمكن لأيّ شخص طلب خدمة غسيل السيارة أينما كان، فترسل الشركة أحد موظّفيها على درّاجة ناريّة ليغسل السيارة، بمنتجات صديقة للبيئة وباستخدام القليل للمياه. وبعد تلقّيها استثماراً بقيمة 1.2 مليون دولار (غالبيته من صندوق "فينيسيان فاندز" Phoenician Funds) في مطلع حزيران/يونيو 2017، تطمح الشركة إلى التوسّع.
2- "إيكو دوم ماروك" Eco-dôme Maroc (المغرب): تعتمد هذه الشركة الناشئة على المواد التقليدية لبناء المساكن الجديدة وترميم القديمة. فتستخدم خليطاً من التربة (90%) والإسمنت (10%) لبناء قبب صديقة للبيئة ومقاومة للكوارث الطبيعية. وتكون هذه القبب عازلة للحرارة، وكلفتها أقلّ بنسبة 50% من الحلول الأخرى، كما أنّ الوقت الذي يستغرقه بناؤها أقلّ.
3- "ريسايكلوبيكيا" Recyclobekia (مصر): تسعى هذه المؤسسة إلى تغيير طريقة التخلّص من النفايات الإلكترونية في بلدها. انطلقت هذه الشركة الناشئة في العام 2011 على أيدي مجموعة من الطلاب المصريين الشغوفين، وهي اليوم من الشركات القليلة التي توفّر هذه الخدمة في المنطقة. تقوم "ريسايكلوبيكيا" بشراء أو جمع النفايات الإلكترونية مجاناً من الشركات والأفراد، وتعيد بيع ما يمكن صيانته وتجديده، فيما يتمّ تغليف ما تبقّى وبيعه إلى مصانع إعادة تدوير في الخارج.
4- "صافون" Saphon (تونس): هذه الشركة التونسية تولّد الطاقة من الرياح. استوحت هذه الشركة الناشئة اسم منتجها "الصافوني" The Saphonian من اسم إله الرياح عند قدماء القرطاجيين "صافون". وهذا المنتج هو عبارة عن توربين رياح يعمل من دون شفرات وفعاليّته ضعف فعاليّة النماذج التقليدية، بالإضافة إلى أنّه يكلّف نصف السعر. لا يسبب هذا المنتج تلوثاً سمعياً بسبب الضجيج، وخلوّه من الشفرات يجعله غير خطير على الطيور على عكس منافسيه، كما أن تصميمه أنيق.
5- "طاقة سوليوشنز" Taka Solutions (الإمارات): أطلق هذه الشركة في أواخر العام 2014 مهندسان أميركيان يعيشان في دبي، وقد بدأت بتحقيق النجاح. تعدّل "طاقة سوليوشنز" مباني دبي لتقليص هدر الطاقة. وللقيام بذلك، تستخدم الشركة عقوداً تعتمد على الأداء، فتحدد الخدمة التي تقدّمها ومن ثمّ تتلقى مقابلها قسماً من الأموال التي ساهمت في توفيرها للمبنى.
6- "زيرو ماس ووتر" Zero Mass Water (الأردن): مع تغير المناخ، بات شحّ المياه مشكلةً كبيرة في الشرق الأوسط. وهذه الشركة الناشئة الأردنية وجدت حلاً مبتكراً لها، فألواح "زيرو ماس ووتر" الشمسية تستخرج، وتجمع، وتنقّي المياه من الهواء. وبفضل منح من منظّمات على غرار "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" USAID، بدأت "زيرو ماس ووتر" تتوسّع وتعمل في كلّ أنحاء المنطقة.
الصور الرئيسية من "بيكساباي".