ويل هاتسون: هذا ما أعرفه عن إطلاق شركة ناشئة في دبي
تعرّف ويل هاتسون المولود في فلوريدا على الشرق الأوسط لأوّل مرّة أثناء عمله على إحدى الحملات العالمية لشركة "ديزني" Disney على منصات الإعلام الاجتماعي. وأثناء التخطيط للتسويق لفيلم "ديزني": "ترون: الإرث" Tron:Legacy، على تلك المنصات، صدمه ارتفاع مستوى استهلاك المحتوى الاجتماعي وسائل التواصل في المنطقة.
من "ديزني" انتقل إلى وكالة رقمية في نيويورك، ليقيم فيما بعد شراكة مع رئيسها التنفيذي لتأسيس مشروع مشترك في دبي. لم يستمرّ المشروع، غير أنّ هاتسون قرّر البقاء في دبي للعمل على وكالة رقمية خاصة به حملت اسم "إل إم تي دي" LMTD وانطلقت في العام 2012.
تمثّل كلمة "إل إم تي دي" باللغة الإنجليزية اختصاراً للمعادلة الفيزيائية ’متوسط فرق درجة الحرارة اللوغاريتمي‘ (log mean temperature difference)، وهي معادلة مستخدمة لتحديد درجة المبادلة الحرارية بين نظامين. يرى هاتسون أنّ هذا التشبيه هو الأفضل لنوع الاتّصال الذي تقيمه شركة "إل إم تي دي" بين العلامات التجارية وجمهورها لعملاء مثل "الاتحاد للطيران" Etihad Airways و"كريم" Careem و"أدنوك" ADNOC.
يشارك هاتوسن كمرشد في فعاليات "ومضة" "ميكس أند منتور" Mix N’ Mentor منذ فترة طويلة، ويؤمن أنّه من الضروريّ "إتاحة الفرص للجميع بشكل عادل" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليحصل رواد الأعمال المحليون أيضاً على فرصةٍ لتنمية أعمالهم. تحدّثنا إلى هاتسون الذي يمتلك خبرة تناهز خمسة أعوام في تأسيس شركة في سوق تنافسية، ليخبرنا عن أساسيات إطلاق شركة في دبي ويجيب عن الأسئلة الأكثر شيوعاً بين رواد الأعمال في مراحل مبكرة ومتوسّطة.
استهدف علامات تجارية تريد التوسع عالمياً. لا يمكنك منافسة وكالات هنا ما لم يكن لديك "عرض قيمة" يستطيع التميّز في المنطقة. من جهتنا، قام عرضنا للقيمة على تزويد العلامات التجارية الموجودة في الإمارات بالقدرة على الوصول إلى السوق العالمية من دون أن تغادر المنطقة. لم نستطع منافسة وكالات قائمة هنا لذلك فكّر أن المنافسة تكون على مستوى الاستراتيجية والإبداع والعثور على فجوات في السوق.
سافر إلى مختلف بلدان المنطقة. ينبغي أن تزور الأسواق التي تريد التأثير فيها، فهذا لن يساعدك فقط على فهم جمهورك، بل يجعلك أيضاً تدرك الفرص الموجودة وتقدرها.
اختبر منتجك ولا تكذب على نفسك. يروي العديد من رواد الأعمال في جلسات الإرشاد قصصاً حول الجمهور المثالي لمنتجهم، ولكن في بعض الأحيان قد لا يكون الجمهور المثالي هو الجمهور الصحيح. على سبيل المثال، قد ترغب في استهداف جمهور من الإداريين لحثهم على استخدام منتجك، غير أنّ جمهورك الحقيقي يمكن أن يكون من طلاب الجامعات. لذلك لا تطرح الكثير من الفرضيات، واختبر نظرياتك.
التمويل ليس كلّ شيء. يُصوّر التمويل في البيئة الريادية على أنّه شيء فاتن، وهناك أغلفة مجلّات تنشر صوراً لشباب يبتسمون وتتحدّث عن كيف أمّن رائد الأعمال خمسة ملايين دولار من أجل إطلاق فكرته الحُلم. ولكن هل يكمن هدفك في إطلاق الفكرة ـ الحلم وحسب؟ على العكس، يجب أن يكون هدفك توسيع نشاطك التجاري ليكون ناجحاً.
إجمع الأموال التي تريدها. يمكن أن يكون لديك شركة تتوسّع بسرعة وتجمع الكثير من الأموال، وهذا رائع. غير أنّ الأمر لا يقتصر على جمع الأموال، بل يقوم أيضاً على كيفية إثبات فكرتك. لذلك عندما تحصل على تمويل، احرص على جمع التمويل الصحيح، وإنفاقه في المكان المناسب، والتأكّد من عدم الإفراط في جمع التمويل. لا يجب أن تصل إلى وضعٍ لا تكون فيه السوق المستهدفة كبيرة كفاية لتبرير التمويل الذي جمعته، وينتهي بك الأمر معلّقاً بين يدي المستثمر المخاطر أو المستثمر العادي.
دبي سوق باهظة التكلفة. الفرص في دبي لا يعلى عليها، وجميع رواد الأعمال في المنطقة يريدون الانتقال إليها مع فريقهم. ولكن عندما أخبرهم بأنّ نفقاتي العامة تناهز 250 ألف دولار شهرياً يصابون بالصدمة. العقارات مكلفة هنا أيضاً: عندما يصل أعضاء فريقك إلى دبي سيقولون "هذه هي الحياة التي أريدها"، ولكن هل تستطيع شركتك أن تُبقي الفريق هنا؟
إذا لم تكن تستطيع ذلك، أخبر أعضاء فريقك بأنّ عملية الانتقال هذه مكلفة للغاية، وذلك لكي لا تخسر الوقت والمال وأعضاء الفريق كذلك.
وظّف المرشّح على أسلوبه في العمل وليس دوره. يمكن للتوظيف بناء على الدور الذي سيلعبه الموظّف أن ينجح في الأعمال التجارية. إلا أنّك في الأعمال الذاتية للغاية تحتاج إلى شخص يضيف الكثير إلى الفريق ويكون على استعداد للعمل مع فريقٍ يضمّ أشخاصاً مبدعين وطموحين. توظيف شخص منشغل بتسجيل وقت مجيئه إلى العمل ووقت مغادرته لا يضيف قيمة فعلية إلى ثقافة الشركة، فهو قد يتركك من أجل المال، خصوصاً وأنّ كلّ الحديث يتمحور حول المال في سوق مثل دبي.
لا تخف من المستشارين. توظيف أشخاص ذوي خبرة ودرجات وظيفية عالية كاستشاريين، هو وسيلة رائعة ليرى أعضاء فريقك ما هي الإمكانيات وليعملوا مباشرة معهم. فالفريق الذي يمتلك أسلوباً مناسباً سيتعلّم كلّ شيء من الزملاء ذوي الخبرة وسيطبّق أعضاؤه ما تعلّموه في حياتهم اليومية؛ وفي المحصّلة سيساعدك هذا على تنمية أعمالك.
وظّف محامياً لشركتك. العثور على شريك محلّي أمر صعب وخيف فهناك شركات تستغلّ الأمر وتجني الكثير من الأموال فقط لمساعدتك في العثور على هذا الشريك، حتّى أنّ بعضها تستخدم تكتيكات مشكوك فيها. لذلك عليك أن تستعين بمحامٍ، وليس من الضروري أن يكون أجره مرتفع بل يكفي أن يكون متخصّصاً في شؤون الشركات المحلّية. بالإضافة إلى ذلك، اسأل عن المحامي لتعرف ما إذا كان ماهراً في شؤون الشركات المحلية ولا يستعين بمحامين آخرين لإنجاز هذه الأعمال.
اعثر على مستشارين واعمل على بناء هيكلية داخلية للشراكة. أعتقد أن عدداً قليلاً من الشركات الناشئة تخصّص وقتاً كافياً للعثور على مستشارين جيدين لمساعدتها في بناء هيكلية جيدة للشراكة. يجب على الشركات أن تكون مستعدة إذا ما تغيّرت حياة أحد الشركاء، مثل مغادرة الشريك/الشريكة، وعليها أيضاً ألّا تتورّط بشريك يمتلك نسبة 25% من الشركة ويعمل لستة أشهر ثمّ يغادر. وجود هيكلية مرنة لهذه العلاقات وطرق العمل المشترك، هو أمر ضروري لكلّ عضو من أعضاء الفريق المؤسس. لذلك خصّص وقتاً كافياً للحصول على المشورة والإرشاد، فهما في غاية الأهمية.
الانطلاق إلى العالمية في الإمارات أسهل من أيّ مكان آخر. يمكنك منح تأشيرة دخول لأي شخص في العالم وإحضاره إلى الإمارات، ولكنّني لا أرى أنّ الشركات الناشئة تستفيد من هذا الأمر. أنظر إلى شركة "طيران الإمارات" Emirates Airlines، فهي توظّف أشخاصاً من مختلف أنحاء العالم لتأسيس طاقم من جنسيات مختلفة، ما يعني أنّهم يستطيعون تسيير رحلات إلى أي وجهة طالما لديهم أشخاص يتحدّثون اللغة المحلية. يدلّ هذا على أنّ فرصة بناء مثل هذه الخدمات الناعمة هنا أكبر مما هي عليه في أيّ مدينة رئيسية أخرى.