منهجية التطوير المرنة تزدهر في المنطقة العربية
عندما يتعلّق الأمر ببناء حركةٍ ما بطريقة طبيعية، فإنّ الإحساس بضرورة تكوين مجتمع ما يلعب دوراً رئيسياً.
إذا أخذنا البيئة الريادية في الأردن كمثال، يمكننا أن نجد فعالية مجانية باسم "ثلاثاء عمّان التقني" Amman Tech Tuesdays (#AmmanTT) تنعقد في أوّل ثلاثاء من كلّ شهر منذ عام 2010. وهذه الفعالية التي أطلقها مؤسّس شركة "كاش باشا" Cashbasha فؤاد جريس، يحظى حسابها على "تويتر" Twitter بنحو 11 ألف متابع.
وفي دول مجلس التعاون الخليجي، يوجد سلسلة من الفعاليات التعليمية للشركات الناشئة الإماراتية، منها "دبي ديجيتال أند تك" Dubai Digital & Tech التي أطلقتها قبل سنوات مسرّعة الأعمال "أسترولابز" Astrolabs. تمكّنت هذه الفعالية من إحداث ضجّة فعلية، وقد أعلن مجتمع "ذاميتاب.كوم" Themeetup.com عن أنّ هذه الفعاليات تضمّ الآن أكثر من 6 آلاف عضو.
الأمر نفسه يُمكن أن ينطلق على مجتمع منهجية "أجايل" Agile (منهجية التطوير المرنة) في المنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي نما بفضل متخصّصي تكنولوجيا المعلومات في مراكز مثل دبي، والرياض، والقاهرة.
كُتب بيان منهجية التطوير المرنة Agile Manifesto في العام 2001 من قبل مجموعةٍ من المتخصّصين في التقنية، بهدف "الكشف عن طرق أفضل لتطوير البرمجيات من خلال القيام بذلك ومساعدة الآخرين على القيام بذلك".
حظيت هذه الطريقة بقبول ضمن مجتمع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك شركة "كريم" Careem التي تستعدّ لأن تكون "يونيكورن" (تقدّر قيمتها بأكثر من مليار دولار أميركي).
وخلال قمّة "أجايل الشرق الأوسط" Agile ME في دبي، قال أندرياس هاغلوند، مسؤول منهجية التطوير المرنة في شركة "كريم"، إنّ "منهجية ’أجايل‘ تساعد في احتواء الفوضى التي ترافق الشركة الناشئة سريعة النمو ووضعها في هيكل يجعلنا نركّز ويساعدنا على تقديم منتج أفضل بشكل أسرع". وتابع أنّ "هذا يزوّدنا أيضاً بالأدوات اللازمة لتعديل خططنا ومنتجنا ومنظّمتنا في مهلة قصيرة، حتّى نتمكّن من استيعاب أيّ تحولات في الأسواق".
أبعد من قطاع تكنولوجيا المعلومات
البيئة الريادية في دبي ليست المجال الوحيد الذي تستهدفه منهجية "أجايل"، كما أنّ الأوساط الأكاديمية بدأت تلعب دوراً.
الدكتور ماجد يوسف الذي يدرّس مواد مثل الأزياء الإسلامية في كلية صناعة وتصميم المنسوجات في "جامعة هيريوت وات" Heriot-Watt University (فرع دبي)، قال إنّ "أجايل" يمكنها تحسين الإنتاجية في قطاعات أخرى مثل قطاع الأزياء.
وفي حديثه ضمن فعالية "أجايل الشرق الأوسط"، تحدّث يوسف عن تأثير منهجية "أجايل"، مركّزاً في حديثه خلال إحدى الجلسات على كيفية استخدام سلسلة توريد مرنة ومستدامة والاستفادة المثلى من النماذج الرقمية لـ"الاقتصاد الدائري" circular economy.
وقال يوسف: "لقد طبّقنا مبادئ الإدارة المرنة lean management في سلسة توريد الأزياء، بحيث تمّ تطوير إطار مفاهيمي جديد لتقليل الوقت والتكلفة في عملية تطوير النماذج الأولية وذلك باستخدام تقنية الأبعاد الثلاثة 3D".
انتشار في الخليج
تضمّنت اللجنة المنظّمة لفعالية "أجايل الشرق الأوسط" بعض المتخصّصين في تكنولوجيا المعلومات من الرياض، مثل مهندس المشاريع الرقمية ميرزا أسفر بيغ Mirza Asfaar Baig. أشار بيغ إلى أنّ ملكية المنتجات كانت موضوعاً متداولاً بكثرة في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أنّ هذا ما دفعه إلى إدراجها ضمن جدول أعمال القمّة لعام 2017 الذي شارك في إعداده.
تطرّقت إحدى الجلسات إلى ملكية المنتجات، فتناول المتحدّثان فيها عدداً من الجوانب مثل طبيعة المنتج، ونضج المنتج، ونضج الفريق/المنظمة من حيث المرونة، وحجم المنظمة. أمّا النتيجة التي توصّل إليها المتحاوران، فهي وفقاً لبيغ، أنّ "ملكية المنتج هي مهمة يقودها ’أصحاب المنتج‘ بمساعدة الفريق؛ وبالتالي هي بمثابة عمل جماعي".
الخطوات التالية
شكّلت قمّة العام 2017 خطوة إلى الأمام لمجتمع "أجايل" في المنطقة العربية، خصوصاً وأنّ النسخة الثالثة من القمّة شهدت حضور نحو 125 شخصاً ومتحدّثين إقليميين وعالميين (وألقى الكلمة الافتتاحية خبير تكنولوجيا المعلومات الأسكتلندي المقيم في الولايات المتحدة، ديف سنودن – شاهد الفيديو أدناه).
ومن فاتته هذه القمّة وكان يرغب في حضورها فلا داعي لأن يقلق، لأنّ مجتمع "أجايل" سيستمرّ بتنظيم الفعاليات في الإمارات على مدار العام.
فبحسب وجيه أسلم، أحد المنظمين الرئيسيين للقاءات التي استضافتها "أجايل الشرق الأوسط" في دبي، "يمكن لأيّ شخصٍ يرغب في تعلّم المزيد عن منهجية ’أجايل‘ أن ينضمّ إلى اللقاءات القادمة، كما يمكن الاطّلاع على ما عرضه المتحدّثون في قمّة 2017 في صفحتنا على ’سلايدشير‘ Slideshare".
ستستضيف دبي قمّة "أجايل" أخرى في آذار/مارس 2018.
الصورة الرئيسية من صفحة "أجايل" على "فليكر" Flickr.