شكّلت فعاليّة "ميكس أند منتور" عمّان Mix N’ Mentor Amman للسنة السادسة على التوالي مساحة للقاء البيئة الرياديّة الأردنية، حيث انعقدت في "منصّة زين للإبداع" ZINC الواقعة في "مجمّع الملك حسين للأعمال"، الخميس الماضي، في الثامن عشر من أيّار/مايو الجاري.

كيفية الحصول على تمويل كان الشغل الشاغل لمعظم روّاد الأعمال المشاركين في الفعالية، حيث أرادوا معرفة الوقت المناسب لطلب الأموال والبحث عن طرق لضمان الحصول عليها من أجل التوسّع.

هل تجمع الأموال فقط حين تحتاج إليها؟

في الجلسة الافتتاحية لـ"ميكس أند منتور"، شدد زيد حسبان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"بي أو أس روكيت" POSRocket، على أهميّة التحضير جيداً قبل طلب الأموال. وشرح أنّ عليك، كرائد أعمال، "تحضير خطّة محكمة، وتحديد المستثمرين الذين ترغب في التحدّث معهم، ومعرفة ماذا تريد منهم والمبلغ الذي تريده". 

ولكن في حال كنت تخطط للّجوء إلى المصارف، "عليك أن تعرف في أيٍّ من مراحل شركتك يمكنك فعل ذلك، إذ إنّ المصارف تقيّم ربحية مشروعك بالنسبة إليها، وفكرته وجدواه، وجوانبه القانونية"، حسبما شرحت ناديا السعيد، الرئيسة التنفيذية لـ"بنك الاتحاد" Bank al Etihad.

ليس من السهل على روّاد الأعمال معرفة ما هو الوقت الأفضل لجمع الأموال. وفي جلسة النقاش نفسها، نصح إميل قبيسي من "سيليكون بادية" Silicon Badia ووليد فزع من "ومضة كابيتال" Wamda Capital روّاد الأعمال بـ"جمع الأموال طوال الوقت طالما كانت شركتك تتمتّع بقدرات كبيرة".

القول أسهل من الفعل

أن تتمتّع شركتك بقدرات كبيرة ليس بالأمر السهل. فقد شدد عبد آغا، المؤسس والمدير العام لـ"فاين لاب" Vinelab، على أنّ الشركات الناشئة يجب أن تتمّيز بأمر واحد تقوم به بشكل مثالي وتركّز على جزء واحدٍ محدد من السوق لكي تصبح مؤهّلة لتلقّي الاستثمارات.

وشرح أنّ الكثير من "روّاد الأعمال (الحاضرين هنا) يقترفون خطأ القيام بكلّ شيء في آن معاً، ظّناً منهم بأنّهم كلّما عرضوا (منتجات) أكثر، كلّما كانوا مقنعين أكثر، غير أنّ هذه النظريّة خاطئة".

المرشد محمّد الشاكر، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"طقس العرب" ArabiaWeather، قدّم النصيحة نفسها في جلسات الإرشاد، عندما قاربته شركة "بينكوفا" Pinkuva لتوظيف المصورين والتي تسعى إلى جمع الأموال من أجل التوسّع؛ وقال للمؤسساً: "ركّز! كن ناجحاً في سوقك، ومن ثمّ ابحث عن التوسّع".

الأردن هو نقطة الانطلاق المثاليّة

يعتقد فيصل حقّي، الرئيس التنفيذي لـ"أويسيس 500" Oasis 500، بأنّ "شركة ناشئة أردنية هي أساساً شركة ناشئة تريد التوسّع إلى خارج الأردن".

تكشف البيئة الأردنية عن عوامل إيجابية لتأسيس شركة، ومكاتب تقنية أيضاً، حسبما ورد في دراسة أجراها مؤخراً "مختبر ومضة للأبحاث" خلصت إلى أنّ "روّاد الأعمال يعتقدون أن أكثر الموظّفين مهارةً متواجدون في الأردن ولبنان ومصر، وأنّ رواتب أصحاب المهارات في هذه البلدان متدنّية نسبياً".

يعدّ الزخم في البيئة الريادية الأردنية عاملاً إيجابياَ آخراً لتأسيس شركة في الأردن والتوسّع منها إلى البلدان الأخرى. فقد شرح وسيم سلفيتي، رئيس تنمية أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة في "بنك الاتحاد"، أنّ "الزخم والطاقة في هذه البيئة كبيران، والناس يريدون مساعدة بعضهم البعض واستثمار الأموال لمساعدة الشركات الناشئة وروّاد الأعمال".

كذلك، يمكن اعتبار حجم البيئة الريادية الأردنية من نقاط القوّة فيها، إذ تسمح لك بإثبات صحّة فكرتك ونجاح نموذجك قبل التوسّع. ووفقاً لحسبان، فإنّ "الأردن هو المكان المثالي لإثبات نموذج العمل، وذلك بسبب توفّر المهارات، ونسبة التعليم المرتفعة [بحيث يفهم العملاء مفهوم شركتك] ولأنّها صغيرة ومحددة".

اصغ وقيّم وحسّن

لفتت ناديا السعيد إلى أنّ "تقديم النصائح أكثر أهميّة بالنسبة لروّاد الأعمال"؛ فللتوسّع من الأردن بالشكل المناسب يجب أن تختبر السوق وتغير نموذج عملك وتحسّنه وتصغي إلى النصائح التي يقدّمها لك المستثمرون.

عندما أطلق أحمد مبيضين منصّة "تريفكس" Trevx التي تسمح بالبحث عن المحتوى الصوتي (بما فيها الموسيقى) وتنزيله، لم يأبه إلا بتحقيق النموّ الأرقام العالية.

كانت "تريفكس" تتوسّع بسرعة كبيرة مسجّلةً 700 ألف مستخدم في غضون أربعة أشهر، غير أنّها كانت تتوسّع في الاتجاه الخاطئ لأنّها كانت تقدّم محتوىً محمياً بموجب حقوق الطبع والنشر.

شرح مبيضين أنّ "المستثمرين الذين استثمروا في شركته أخبروه بأنّه سيواجه ذلك من اليوم الأوّل"، لكّنه أقنع نفسه بأنّ هذه المشكلة ستختفي عندما يتوسّع، حسبما أضاف. ولفت إلى أنّه كان يقيّم شركته وعمله بشكل دائم، وهو أمر من الصعب القيام به عندما تتوسّع. ولحسن الحظّ، تمكّن من العودة إلى المسار الصحيح وتوقيف أيّ إخلال بحقوق النشر والطبع قبل مواجهة أيّة مشاكل قانونية.

ومنذ تمّوز/يوليو 2016، تحوّلت "تريفكس" إلى منصّة للصوتيات podcast عند الطلب، وأبقت على اسمها نفسه ناجحة في ضمّ الكثير من المستخدمين السابقين إلى "تريفكس" الجديدة، بحسب المؤسس.

الصورة الرئيسية: جلسة نقاش حول الحصول على التمويل (من اليسار: إميل قبيسي من "سيليكون بادية"، وزيد حسبان من "بي أو أس روكيت" POSRoccket، وناديا السعيد من "بنك الاتحاد" ووليد فزع من "ومضة كابيتال"، ومايا رحّال من "ومضة").