ألعاب الفيديو: مساحة تكسر الصور النمطيّة
ازدادت شهرة تطبيقات الألعاب في السنوات الأخيرة بالتوازي مع استمرار تحديث الهواتف الذكيّة بالمزيد من التقنيات الجديدة. وفي الخليج، بدأ الشباب يبرزون في مجال تصميم ألعاب الفيديو بينها ألعاب تجذب جمهوراً إقليميّاً وعالميّاً على حدّ سواء، وللعنصر النسائي دور كبير في هذا المجال.
ففي أبو ظبي، تبني رائدة الأعمال الإماراتية فاخرة المنصوري ألعاباً محليّة جذبت متابعين عالميين، حيث تشغل منصب الرئيس التنفيذي لـ"هيبريد هيومنز" Hybrid Humans أحد أهم استوديوهات الألعاب المستقلة في الإمارات. وفي حديثٍ مع "ومضة"، على هامش "معرض عالم التكنولوجيا" Atech World و"المعرض العالميّ للألعاب الإلكترونية" World Game Expo الأسبوع الماضي، وصفت المنصوري تطوير الألعاب بأنه شكل من أشكال التعبير عن النفس.
وشرحت المنصوري أنّها عندما أنشأت النسخة العربية من ألعاب عالمية، استخدمت اللغة العاميّة بدلاً من الفصحى. وأضافت: "اخترتُ لهجة قبيلة المنصوري التي تنتمي إليها عائلتي، وأثناء تصميم مراحل اللعبة قررت إضافة مرحلة تمثّل مدينتي أبو ظبي".
n land environment levels in #FalconAction. Tell us what you think. #gamedev #madewithunity pic.twitter.com/ApNry0ovfg
— Hybrid Humans (@HybridHumans) May 1, 2017
أضافت المنصوري أنّ شركتها "تبني الآن لعبة تشبه ’ماريو كارت‘ Mario Kart الشهيرة يتسابق فيها اللاعبون مع الصقور تحمل اسم ’فالكون أكشن‘ Falcon Action. الصيد بالصقور رياضة قديمة جداً وهي موجودة في الكثير من الثقافات، ومن خلال ضمّها إلى اللعبة أساهم في نشر جزءٍ من الثقافة العربية الخليجيّة".
وكانت المنصوري صممت وفريقها لعبتي "هوب هوب أواي" Hop Hop Away و"هو لوركس" Who Lurks على نظامي "آي أو أس" iOS و"أندرويد" Android، اللتين نجحتا في حصد شهرة عالميّة.
كسر الصورة النمطية
سافرت الريادية الشابة إلى مؤتمرات تعنى بمجال الألعاب في الولايات المتحدة وأوروبا، وتحدّثت في "إندي كايد أوروبا" Indiecade Europe في باريس، ودعيت للتحدّث في مؤتمر مطوّري الألعاب في سان فرانسيسكو. كما دعيت إلى المؤتمر السنوي لـ"إندي كايد" في لوس أنجلوس بعد أن اعتبرت هذه الأخيرة "هو لوركس" إحدى أفضل الألعاب في ذلك العام.
رأت المنصوري في وجودها في هذه المؤتمرات الكبرى فرصةً لإطلاق الحوار وتبديد الصور النمطية عن النساء المسلمات العربيات المحجبات، بخاصةٍ في بلدٍ مثل الولايات المتحدة حيث تنتشر في هذه الفترة في وسائل الإعلام أفكار نمطيّة عن المسلمين والعرب.
وأضافت أنّه "كوننا عرب ومسلمون، علينا بناء هذا الجسر (بيننا وبين الأشخاص الذين لا يعرفون شيئاً عن ثقافتنا) وإظهار هويّتنا للعالم. لذلك، علينا التواصل ’وجهاً لوجه‘ مع الناس وسوف يظهر ذلك في وسائل الإعلام وغيرها".
من الكتابة إلى التصميم
انتقل الشاب الإماراتي محمد الحريز من الكتابة إلى مجال ألعاب الفيديو حيث يأمل ترك أثر. وهو يطوّر في الوقت الحالي اللعبة البصرية الاستراتيجية "روزز ويل رايز" Roses Will Rise، التي تمّ تكريمها خلال "المعرض العالمي للألعاب الإلكترونية".
وشرح الحزير أنّه يأتي من "خلفية في الكتابة، غير أنني قررت تعلّم التصميم بنفسي، وسوف تنطلق ’روزز ويل رايز‘ بنسختها التجريبية في نهاية هذا العام. حتّى ذلك الحين، أعتمد على صفحة ’باتريون‘ patreon.com/asatiir التي تقدّم معلومات عن اللعبة وتسمح لنا بجمع التمويل الجماعي"، مشيداً بهذه الصفحة التي تجد مصادر بديلة لإيجاد التمويل.
نساء يلمعن في مجال الألعاب
فاخرة المنصوري ليست المرأة الوحيدة الناشطة في مجال الألعاب في الخليج، ففاطمة الدبيسي أنشأت هي أيضاً لعبةً ناجحة جدّاً وأطلقت استديو للألعاب في الخليج باسم "نقش الضوء" Light Studio وهي حاليّاً رئيسته التنفيذيّة. درست رائدة الأعمال التي تتحدر من القطيف في المنطقة الشرقية، علم الحاسوب في "جامعة أوبورن الأميركيّة" US Auburn University، وهي تنتمي إلى جيل من السعوديين الذين درسوا في الخارج قبل العودة إلى بلدهم الأم لتأسيس شركات تساهم في تنمية اقتصادهم.
طوّرت الدبيسي لعبة "وجدان" Wojdan لأنظمة "آي أو أس" و"أندوريد" و"الويب"، بمساعدة فريق كامل من النساء في "نقش الضوء". وفي بداية العام 2017، خصّت الدبيسي "ومضة" بحديث عن هذه اللعبة التي حققت نجاحات كبيرة في الخليج وكانت المفضّلة لدى الشباب السعودي الذي يعمل في الولايات المتحدة. والحديث عن مسيرتها كان قبل صعودها إلى مسرح "المعرض العالميّ للألعاب الإلكترونية" لاستلام جائزة "أفضل تصميم" عن لعبة "وجدان".
وقالت: "أطلقنا استديو ’نقش الضوء‘ في أواخر العام 2015 كبيئة خلاقة تمكّننا من التركيز على ابتكار رسومٍ متحركة وتطوير الألعاب والتصميم. نعمل على مشاريع تصوير ورسوم ثنائية الأبعاد متحرّكة لنجني ما يكفي من الأموال لتسديد فواتيرنا، غير أنني لطالما أحببت ألعاب الفيديو. لذا، اقترحت أن نطوّر لعبة روائية بصرية". " وأضافت الدبيسي أنّ الناس تفاعلوا بإيجابية مع هذه اللعبة وأعربوا عن إعجابهم بها، ونحن نعمل على إطلاق نسخة باللغة الإنجليزية قريباً".