وليد منصور: هذا ما أعرفه عن الاستثمارات الخاطئة
خلال حوار أجري في العام 2016، كان وليد منصور متحمّساً لوصف المستثمرين المخاطرين بأنهم "قطط سمينة تدخّن السيجار"، وقال للجمهور: "ثمة مستثمرين نحتاج أن نبرّر لهم كلّ شيء طوال الوقت".
يعني ذلك أنّه عندما يكون لديك عدة "رؤساء"، عليك أن تسهر على إبقائهم جميعاً سعداء. وإحدى الطرق للقيام بذلك هي رصد أيّ فشل يلوح في الأفق.
تستثمر شركة منصور، أي "شركاء المبادرات في الشرق الأوسط" Middle East Venture Partners (MEVP)، بمبالغ قليلة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار أميركي، ولكنّ ذلك لم يمنعها من ارتكاب بعض الأخطاء الاستثمارية.
أشار منصور الذي يشغل منصب الشريك الإداري، إلى أنّه "في بداياتنا موّلنا مشاريع لم تنجح"، مضيفاً أنّه "على الشركات أن تمتلك مؤشرات أداء رئيسية KPIs وخريطة طريق، وإذا أمكنها الاستمرار في تأمينها سنستمرّ في التمويل".
كشف منصور أنّه بالإجمال يمكن القول إنّ 10 من أصل 15 شركة ضمن محفظتهم الاستثمارية، فشلت.
يدرك هذا المستثمر الذي يتمتّع بأكثر من 15 سنة من الخبرة في هذا المجال، أنّ الاستثمار الناجح يكمن في الخبرة، إلّا أنّ الفشل أيضاً جزء لا يتجزّأ من العملية: "يمكنك أن تتجنّب مخاطر الفشل، ولكن هذا لا يعني أنّه لن يحصل كما عليك أن تتوقّع الكثير من حالات الإخفاق".
توجّه إلى السوق المناسبة. في البدايات [العام 2011]، كان لدينا فكرة للاستثمار في تطبيقٍ للمحادثة. كان ذلك بعد عامين أو ثلاثة على بداية اتّساع شهرة "واتساب" Whatsapp، فاعتقدنا أنّ هناك فرصة لتقديم ما يشبهه على "أندرويد" Android. ولكن لم يتناسب المنتج مع السوق التي لم ترحّب به كما اعتقدنا، ورغم ذلك لا تزال علاقتنا جيدة بالمؤسّس الذي استمرّ بالعمل معنا على مشروع آخر.
إعرف بياناتك. يجب أن تمتلك القدرة على معالجة بياناتك بطريقة جيدة أو استقاء الدروس منها. فالطريقة التي تستخدم فيها بيانات العملاء أو بيانات السوق مهمّة. يمكنك إجراء أبحاث حول السوق المتوقّعة غير أنّها ستكون مجرّد أبحاث نظرية؛ فعندما يكون لديك فرق في مرحلة ما بعد الانطلاق ولا تستطيع قراءة بياناتها، فهذا يعني أنّ هناك مشكلة. هذه علامة من علامات الفشل. لذلك يمكن عندها التدخّل [كمستثمر مخاطر] والمساعدة في تجنّب الفشل.
تعلّم فهم إشارات التحذير. إذا كان الفريق يستهلك الكثير من الأموال من دون أيّ تقدّم على صعيد مؤشرات الأداء الرئيسية، أو إذا كان لا يلتزم بخطّة العمل، فهذه إشارة على إمكانية فشله. وإذا لم تكن قادراً على إثبات شعبية المنتَج في قطاع ما، فيكون هذا الأخير غير مناسب لأشخاص غير مناسبين. في بعض الأحيان، قد يحصل خداع في عملية المحاسبة أو عدم وضوح بالنسبة إلى ما تفعله الشركة، ولكنّ هذه استثناءات.
لا تكن عاطفياً. أعتقد أنّنا كمستثمرين نحاول أن نبذل أفضل ما لدينا لكي لا نتعلّق كثيراً [بالمشروع]. قد يعتبر المؤسّس مشروعه بمثابة ابنه، وبالتالي لا أحد يترك أولاده في الشارع.
تجنّب الأشخاص الذين يبدّلون مسيرتهم المهنية باستمرار. عليك أن تتجنّب الأشخاص الذين يتركون أعمالهم في مجال ما لكي يطلقوا أعمالاً في مجال آخر جديدٍ عليهم. فنحن مثلاً لن نستثمر في شخص لا يعرف شيئاً عن قطاع السفر ويريد إنشاء شركة منافسة لشركة "كاياك" Kayak.
إلتفت إلى الاقتصاد. إذا كنت تفكّر في الاستثمار في شركة نامية، سيكون من الخطأ ألّا تكون عارفاً بالشؤون الاقتصادية واستقرارها على المدى الطويل. لذلك، وخصوصاً إذا كنت تريد تقديم أموال كبيرة، حاول أن تتخيّل أين ستكون الشركة بعد سنتين أو ثلاثة، وفكّر أيضاً بالسيناريوهات المحتملة، ثمّ استثمر إذا شعرت بأنّ الأمر مناسب لك.
لا تستثمر في الأسواق التنافسية الكبيرة. قد يأتيك أشخاصٌ يقولون إنّ لديهم عرضاً للقيمة value proposition مخصّصاً لسوقٍ تنافسية، ولكن حتّى لو كان عرض القيمة هذا خارقاً فهو لن ينجح في هكذا سوق. عليك أن تعرف الفرق بين ما سبق وإحداث التغيير الحقيقي. في الوقت الحالي، لن أقدِم على الاستثمار في قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة، لأنّها أصبحت سوقاً شديدة التنافسية. هذه المنافسة ترفع من كلفة الاستحواذ وتدفع الأسعار إلى الانخفاض، وهو ما يكبح النشاط الاقتصادي لأي عمل.
لا أحد يستطيع التنبّؤ بالمستقبل. جميعنا بشر في النهاية، وعلى الرغم من إدراك الإشارات التحذيرية لن تستطيع أن تعرف 100% ما الذي قد يحدث لمشاريع الأعمال.
تعديل المسار ممكن. إذا تدخّلت في وقت مبكر بما يكفي وأعدت هيكلة الشركة وتأمين رأسمال لها، فعندها تكون قد أنقذتها أو على الأقلّ أنقذت استثمارك. و"بين باي" PinPay من الأمثلة على تغيير المسار. ونجاح ذلك يعتمد بمعظمه على إسقاط ما لا ينجح والتركيز على شيء آخر.
لا تكرّر أخطاءك. ستكون دائماً عرضة لارتكاب أخطاء جديدة، إنّما حاول ألاّ تكرّر هذه الأخطاء.
الصورة الرئيسية من "بيكسيلز" Pexels.com.