حاضنة 'إيسباس بداية' المغربية تبحث عن نجوم صاعدين
ساعدت حاضنة "إيسباس بداية" Espace Bidaya لرعاية التكنولوجيا الخضراء في الدار البيضاء منذ بدايتها تسع عشرة شركة ناشئة في الانطلاق إلى العالم من بينها أربع عشرة أصبحت على سكّة التغلب على صعوبات عالم الأعمال.
وقد انهارت شركتان، إحداهما بسبب خلاف داخل الفريق والأخرى بسبب نفاذ المال.
أما بالنسبة للشركات الناشئة السبع عشرة المتبقية، فتواجه اثنتان منها عقبات بسبب تضييق الأطر التنظيمية وانعدام إمكانية الحصول على تمويل، وقد تحولت إحداها إلى مشروع "ريادة داخلية"، في حين نجحت الشركات الأربع عشرة المتبقية في الصمود كشركات مستقلة.
وقد صرحت ياسمين برادة، مديرة "إيسباس بداية": "نحن نسعى إلى أن نكون قوة دافعة لرواد الأعمال الذين يبتكرون من أجل تغيير العالم، وذلك عبر مجموعتين من ست إلى تسع شركات ناشئة سنوياً. وهدفنا هو تنشئة جيل من حوالي 60 رائد أعمال مغربي ليقودوا قاطرة الاقتصاد الجديد".
انطلقت "إيسباس بداية" في العام 2015 وهي الآن على وشك إطلاق برنامجها الرابع لاحتضان الشركات الناشئة، حيث توفر برامج احتضان تستمر لمدة 12 شهراً وذلك للشركات الناشئة التي تعمل في مجال التكنولوجيا أو الأفكار المستدامة.
وقال محمد حافظ، أحد مؤسسي "جرانيكو" Granéco لتصنيع الوقود الحيوي: "نتواصل مع الأطراف المهمين في البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في المغرب خلال فترة الاحتضان التي تستمر حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر". وأضاف: "لدينا الآن مشروع ذي هيكلية ونحرز تقدماً مطرداً، وذلك بفضل المشورة التي نحصل عليها والعلاقات المهمة (التي أقمناها في "إيسباس بداية")".
تنشئة جيل جديد من رواد الأعمال الاجتماعيين
يمكن أن توفر حاضنات الشركات الناشئة المتخصصة، لرواد الأعمال الاجتماعيين الخبرة اللازمة في مجالات محددة في كل مرحلة من مراحل تطورهم.
رواد الأعمال الاجتماعيون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم بشكل عام خريجون شباب يتمتعون بخبرة مھنیة ولكنھم حديثو العهد في مجال ريادة الأعمال. ويواجهون تحديات متعددة في تمويل عملياتهم والعثور على الموظفين، وعليهم العمل في إطار بيروقراطية تقليدية لا تناسب نوع الشركات التي يرغبون في تشغيلها. وكل هذه العوامل تزيد من الخطر التقني والقانوني والتجاري.
وقالت ياسمين برادة إنهم قدموا تدريباً على الأعمال للمبتكرين الذين غالباً ما يفتقرون إلى مهارات التسويق والتوزيع والاتصال والتمويل، اللازمة لإدارة الشركات.
وأضافت: "يمكِّن البرنامج التدريبي كل رواد الأعمال من الخروج من شرنقة المراحل الأولى لشركاتهم واستشارة الأشخاص الموثوق بهم الذين يسجلون كل خطوة تطور في المشروع، كما يتواجدون لتذكيرنا بالأهداف والمسار المختار للعمل".
ولا توفر الحاضنة تمويلاً أساسياً، بل تقوم مؤسسة دروسوس Drosos بتمويل البرنامج.
وتابعت برادة: "نحن نعمل حالياً على إنشاء نموذجنا الاقتصادي، من أجل استدامة تأثيرنا في البيئة الحاضنة المغربية بما يتجاوز سنوات البرنامج المموَّل الخمس".
ومن التحديات الرئيسية التي تواجه فريق الحاضنة هو كيفية دعم رواد الأعمال الشباب الذين غالباً ما يضطرون إلى الاستمرار في وظائفهم في البداية لتمويل مشاريعهم. وتقول ياسمين عن ذلك إن "استمرارهم في وظائفهم يزيد من صعوبة الانطلاق (الشركة) كما يجعل التقدم أبطأ".
الانفتاح الدولي
بفضل برنامج "جامب سيت" JumpSeat، وهو برنامج داخلي يتيح للمؤسسين إقامة قصيرة في حاضنات أعمال أخرى حول العالم.
ستتوجه شركة "ميد تراكس" Medtrucks، التي توفر الرعاية الطبية في المناطق البعيدة عن المستشفيات عن طريق شاحنات طبية، إلى حاضنة "أوستن تارماك تي اكس" Austin Tarmac TX لمدة ثلاثة أشهر في أيلول/سبتمبر. وسيقوم مؤسسو "انظُرنا" Onzurna بجولة دراسية في هونج كونج للتعرف على الأزياء الصديقة للبيئة والأقمشة الذكية في نيسان/أبريل، حيث سيستقبلهم فريق الحاضنة "سو إن سو جود" So In So Good. كما أن مؤسس "سيجال" Seejal، المحتضَنة في "تارماك إس إف" Tarmac SF في سان فرانسيسكو، سيمكث لدى "إيسباس بداية" لمدة شهر لاختبار تطبيقها على الشباب المغربي.
وعلى الصعيد الإقليمي، أقامت الحاضنة شراكة مع عموم قارة أفريقيا أطلقت عليها اسم "سبرينت" SPRINT، تمكّن الشركات الناشئة التي تحتضنها "إيسباس بداية" من الوصول إلى أسواق أفريقية جديدة والالتقاء بصناع قرار في الجزائر وتونس والسنغال وساحل العاج.
ويقول أنس الهلال، مؤسس شركة "ميد تراكس": "عندما كنت في كيب تاون في جنوب أفريقيا، كنت قادراً على الاستفادة من مساحة العمل المشترك في الحاضنة "إيجاليلو" Igalelo التي تمثل جزءاً من الشبكة. وإننا نتنفس الصعداء ويغمرنا شعور بالراحة لمعرفتنا بأننا موضع ترحيب ولنا مساحة في رحلاتنا المختلفة إلى الخارج".
الصورة الرئيسية عبر "إيسباس بداية"