الرياديون في صعيد مصر يطالبون بالمزيد من الاهتمام
أعطى إطلاق الأمم المتحدة برنامجي دعم للشركات الناشئة في آذار/مارس أملاً للرياديين في الأقصر بأن يحالفهم الحظ في الحصول على حصة من الاهتمام الدولي لا بل المحلي المتزايد بالقطاع.
ويقول محمد سليمان وهو منسق مشروع في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" لـ"ومضة" بأن "إمكان جو" Imkan Go ستعمل مع أشخاص لديهم أفكار مشاريع بينما ستعمل "إمكان جرو" على مساعدة الشركات الناشئة القائمة على تحقيق النمو.
ويشرح أن "البرنامج يقدّم التدريب التقني والتسويق والمشورة المالية والقانونية والتشبيك ويسهّل الاستثمار لعشرين شركة ناشئة في مراحلها الأولى وسبع شركات صغيرة ومتناهية الصغر".
ويضيف: "أجرينا مسحاً لقطاع الأعمال ووجدنا أن قطاعات الزراعة والطاقة المتجددة وإدارة النفايات لديها فرص للنمو في الأقصر".
هل حان وقت ازدهار صعيد مصر؟
لطالما كان اهتمام المؤسسات الخاصة والعامة بصعيد مصر أقل من غيره من مناطق البلاد. ولكنّ اليوم يستميت الرياديون في جنوب مصر الذين يشهد عددهم ارتفاعاً، للحصول على المزيد من الاهتمام.
ويروي عمرو أبو الحسن، المؤسس الشريك لـ"كريتوفا" Creetova لـ"ومضة" بأنه اضطر للانتقال إلى القاهرة "للحصول على التشبيك الذي أحتاج إليه من أجل إطلاق مشروعي الناشئ".
وأبو الحسن كان من سكّان محافظة المنيا التي تبعد أربع ساعات بالقطار عن القاهرة ولكنّه انتقل إلى العاصمة لبناء شبكة الأعمال التي يحتاجها بينما بقي شريكه في التأسيس في المنيا.
و"كريتوفا" هي شركة تقنية بحتة تقدّم حلاً ذكياً للإنارة يسمح للمستخدمين بالتحكّم بالمصابيح عبر تطبيق للهاتف الذكي. وتمثّل الشركة قطاعاً جديداً للمنيا التي تعنى القطاعات الرئيسية فيها بالتعهدات العقارية ومشاريع الطاقة الشمسية.
ويشرح أبو الحسن أن "التعهد قطاع رئيسي هنا ولكن مشاريع الشركات الناشئة الأخرى تعمل في مجال التصميم والبرامج ومساحات العمل المشتركة".
بدوره يقول أحمد عباس، مؤسس "صن سيتي أنرجي" Sun City Energy لـ"ومضة" إنه غادر مسقط رأسه سوهاج لإيجاد سوق لشركته الناشئة وبناء شبكة. و"صن سيتي" تقدّم أنظمة ألواح شمسية للريّ الزراعي لاستبدال مولّدات الديزل.
ويضيف عباس أن "صعيد مصر يشهد عموماً نشاطات ريادية وبرامج تدريب محدودة"، مشيرا إلى أن شركته وفريقه ما زالا في سوهاج.
ويلفت عباس إلى أن الصعيد ضحية تمركز جميع الفعاليات والأسواق في القاهرة. ويتابع: "جميع جولات التمويل والجوائز وأوساط الإرشاد موجودة في العاصمة".
تحديات تعرقل المشاريع في صعيد مصر
يقول محمود الحيني وهو متدرّب في قسم العمليات في "رايز آب" كان يعيش في المنيا قبل أن ينتقل إلى العاصمة للحصول على خبرة: "نحن نعود دائماً إلى محافظاتنا في صعيد مصر لننقل ما نتعلّمه من تجربتنا العملية في مصر".
ويشير الحيني في حديث مع "ومضة" إلى أن الأوساط الريادية في المنيا وبني سويف وأسيوط أفضل حالاً من غيرها في تلك المنطقة.
ويشرح أنه كلما اتّجهنا جنوباً، نلاحظ أن الرياديين في سوهاج وقنا يواجهون تحديات لأن المدن الرئيسية في هذه المحافظات تشبه القرى".
بدوره يقول الريادي المقيم في الأقصر علاء محمد إبراهيم الذي أطلق مشروعاً لإنتاج علف الحيوانات من مخلّفات قصب السّكر، إن البيروقراطية عرقلته. ويضيف: "لا أستطيع حتى أن أحصل على رخصة للعمل في الأقصر".
ويقوم إبراهيم بتمويل مشروعه ذاتياً وقد باع 120 طناً من علف الحيوانات في العام 2016 ولكن المشروع ما زال من دون اسم بسبب مشاكل في الحصول على رخصة.
ولكن إبراهيم يرفض أن يقول إن محافظات الصعيد مهملة "لأن هناك اهتمام كبير من الشركات ومنظمات المجتمع المدني ومن المتوقع أن يزداد".
تذليل العقبات
يتفق منسّقو المشاريع في "يونيدو" عموماً مع وصف الحيني لمكان وجود الفرص في صعيد مصر.
ويقول سليمان إن سكان الأقصر يعانون من غياب السياحة طيلة ست سنوات. وأطلقت "يونيدو" المشروع ذاته في قنا على أن يشمل سوهاج في الأشهر القليلة المقبلة.
ويشير إلى أن المنظمة شعرت أن "الشباب هناك بحاجة إلى فرص عمل ومصادر دخل جديدة لذلك وقع خيارنا على تلك المنطقة".
وكانت "يونيدو" أطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر برنامج تدريب لمدرّسي الثانويات المهنية في صعيد مصر على تعليم ريادة الأعمال في 26 مدرسة.
الصورة الرئيسية من "ذي آيلاند هاب" Pixabey.