'لود مي' تقطع شوطاً طويلاً في مجال النقل بالشاحنات
قطعت "لود مي" Load-Me، الشركة الناشئة في دبي التي يربط تطبيقها سائقي الشاحنات في المنطقة بطلبات الحمولات، شوطاً طويلاً منذ انطلاقها.
بعد تخرجها من برنامج "تورن8" Turn8 لتسريع الأعمال قبل سنوات وتأمين بعض التمويل من هنا وهناك، وقّعت "لود مي" أخيراً صفقة مع "بروكتر أند غامبل" Procter & Gamble، تكتل الشركات العالمي لبيع السلع الاستهلاكية.
وتعني هذه الصفقة أنّ "لود مي" ستكون الموزّع الرسمي المعتمد لـ"بروكتر أند غامبل" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أن توسّع خريطة طريقها لتشمل بلدان جديدة وخدماتها لتشمل الشركات B2B.
تستطيع "لود مي" في الوقت الحالي الوصول إلى 15 ألف شاحنة في المنطقة، ما يجعل أسطولها أكبر أسطول في الشرق الأوسط، بحسب المؤسّس سيباستيان ستيفان.
وتقول الشركة إنّ هذا النوع من الصفقات بين الشركات الكبرى ومتعهدي النقل سوف تقلّل بشكل كبير من عدد الشاحنات الفارغة على الطرق: فالشركات الكبرى التي لا تمتلك أساطيل خاصة بها هي شريك مثالي لشركات النقل المستقلة.
"توصيل" القيمة
يمكن تقسيم الأثر الإيجابي لشركة "لود مي" إلى شقين: الأثر البيئي، وتحسين عملية التسليم.
تعمل هذه الشركة الناشئة على تخفيض انبعاثات الكربون التي ينتجها قطاع النقل بالشاحنات في المنطقة، وقد اشتهرت بذلك إثر فوزها بجائزة الابتكار في مجال الاستدامة في "قمة الابتكار العالمية" Global Innovation Summit في دبي، في العام 2015.
كما تساعد سائقي الشاحنات على تحسين تكاليف التشغيل عن طريق تأمين حمولات إضافية في طريقة العودة إلى نقطة الانطلاق.
يقول ستيفان عن شركته إنّها تساعد متعهّدي النقل على رفع أرباحهم بشكل كبير، ويشرح أنّ "كلّ شاحنة كبيرة أو صغيرة متوقفة تخسر يومياً 70 دولاراً أميركياً وهي تشكّل التكاليف الثابتة مثل راتب السائق وتكاليف السكن وكلفة استهلاك المعدات. أما عندما تعمل الشاحنة، فيمكن أن تحقق 90 دولاراً في الرحلة كمعدل وسطي".
ويستنتج أنه "من خلال تسريع عملية الحصول على الحمولات، تزيد المنصّة معدل الربحية الإجمالي في كلّ حمولة بمقدار 160 دولاراً عن كلّ يوم عمل إضافي. وهذه هي القيمة المضافة التي حقّقتها ’لود مي‘ عبر الاستفادة المباشرة من استخدام المنصة".
يشير ستيفان الذي يجمع التمويل حالياً لتطوير شركته، إلى أنّه ما زال بعيداً عن تحقيق هدفه لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المدى الطويل.
ويضيف: "وفقاً لـ’أطلس الكربون العالمي‘ Global Carbon Atlas، تحتلّ الإمارات المرتبة السادسة في العالم من حيث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد محلياً، إلى جانب ثلاثة بلدان أخرى في الشرق الأوسط تتصدّر الترتيب".
ويشرح أنه "بعدما تترسّخ منصة ’لود مي‘ وتصل إلى الحد الأدنى من المستخدمين المطلوبين لتحقيق النمو، ستنخفض حركة المرور بنسبة 10% في الإمارات. وهذا الأمر سيقود إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل مذهل، أي سيقل حجم الانبعاثات بمعدل ثمانية ملايين طن سنوياً في دول مجلس التعاون الخليجي. كلّ هذا سيتم فقط بسبب زيادة متعهدي النقل للمسافات التي يقطعونها مع حمولات في شاحناتهم".
ويلفت ستيفان إلى أنّ "لود مي" تعرض نشرة محدّثة يومياً لتكلفة الوقود في الإمارات والسعودية، لمساعدة المستخدمين على تخطيط ميزانيتهم باستمرار.
بدوره، يرى المدير في شركة خدمات لوجستية، الجنوب أفريقي، برنت ملفين، الذي أمضى قرابة ثلاثة عقود في العمل مع شركات دولية للنقل البحري وشركات رائدة في الخليج، أنّ هذا القطاع يستحقّ تغييراً تحدثه التكنولوجيا.
التقت "ومضة" بملفين في ختام جلسة نقاش شارك فيها مع ستيفان عن الخدمات اللوجستية في قطاع النقل بالشاحنات، في وقت سابق من هذا الشهر في دبي، ضمن "مؤتمر خدمات الاتصال عن بعد في الشرق الأوسط وأفريقيا" Telematics Middle East & Africa.
ويعتبر ملفين المستقر في السعودية، ويدير العمليات في شركة "المجدوعي للوجستيات" Al Majdouie Logistics، أنّ الحلول الرقمية لمعالجة مكامن عدم الكفاءة في النقل سيكون لها آثار بعيدة المدى. وقال إنّ "الحلول المتكاملة التي تشمل البضائع والشاحنات والسائقين عبر سلسلة التوريد، تمثّل فرصة كبيرة لمطوري المنصّات كونهم سيصلون إلى بعض اللاعبين الرئيسيين في أي مرحلة من مراحل الشحن: على مستوى الشاحنة والسائق وشركة النقل والعملاء".
الطريق إلى النجاح
بالإضافة إلى الجوائز التي حصلت عليها في العام 2016، شهدت "لود مي" توسعاً كبيراً لعملياتها في الإمارات والسعودية.
فقد سجّلت المنصة أكثر من 2800 مهمّة بقيمة إجمالية تبلغ 4.5 مليون دولار، وشهدت زيادة قدرها 200% في عدد المستخدمين من أصحاب حمولات وسائقي شاحنات. كما تضم المنصة الآن أكثر من 9 آلاف شركة مسجلة لديها، معظمها من الشركات المتوسطة الحجم ذات أساطيل تصل إلى 50 شاحنة.
يدفع هذا التقدم وارتفاع الطلب في المنطقة، ستيفان للعمل على توسيع خدمات "لود مي" لتصل إلى بلدان أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل الأردن التي تجاور السعودية من الشمال بالإضافة إلى باقي دول مجلس التعاون الخليجي. وتطبيق "لود مي" أيضاً سيترجم إلى اللغتين العربية والأردية.
الصورة الرئيسية من "بيكسا باي" Pixabay.com.