'أمازون' تستحوذ على 'سوق' مقابل أكثر من 650 مليون دولار
أعلنت "أمازون" Amazon اليوم الثلاثاء عن استحواذها على "سوق.كوم" Souq.com، في صفقة تتجاوز قيمتها 650 مليون دولار.
تأتي الصفقة استكمالاً لمسار بدأته "أمازون" لبناء وجود خاص لها في دول العالم من خلال دخول أسواق جديدة مثل الهند والصين. وها هي اليوم تسارع إلى دخول سوق الشرق الأوسط من خلال الاستحواذ على "سوق.كوم" وعملياتها اللوجستية المحلّية وقاعدة زبائنها.
وقال فادي غندور، الرئيس التنفيذي لـ"مجموعة ومضة" Wamda Group، إنّ "اهتمام شركةٍ أميركيةٍ كبرى مثل ’أمازون‘ بالمنطقة العربية وتطلّعها لشراء 'سوق'، ومراهنتها عليها بالمال، يعني أنّها تؤمن بالمنطقة وهي إشارة جيدة لنا جميعاً".
وقال راس غراندينيتي، نائب الرئيس الأول للمستهلكين الدوليين في "أمازون"، بدوره، إنّ " شركة 'أمازون' تشارك 'سوق.كوم' القيم والتوجّه ذاته من حيث الخدمات المقدمة للعملاء والابتكار والتخطيط الطويل الأمد".
وأضاف أنّ "موقع 'سوق.كوم' يعدّ رائداً و عملاقاً للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، ويقدّم لعملائه في المنطقة تجربة تسوّق رائعة. ولذلك فنحن نتطلّع على حدٍّ سواء إلى اكتساب المعرفة بالأسواق المحلية منهم، وإلى دعمهم بالتقنيات المتطوّرة والمتميزة والموارد العالمية الموجودة لدى شركة ’أمازون‘".
وأشار الرئيس التنفيذي والمؤسس الشريك في "سوق.كوم"، رونالدو مشحور، إلى أنّ "شركتي ’أمازون‘ و’سوق.كوم‘ ستكونان معاً كدرع واحد في التجارة الإلكترونية عالمياً، وصفقة الاستحواذ هذه تشكّل خطوةً رئيسة في مسيرة تعزيز مكانتنا ونموّ حضورنا لتقديم خدمات أفضل وأشمل لعملائنا في المنطقة".
وتابع أنّه "من خلال انضمامنا إلى أسرة شركة ’أمازون‘، ستُتاح لنا الفرصة للتوسع والارتقاء بعمليات التوصيل بسرعة أعلى وإتاحة خيارات أكثر للعملاء، فضلاً عن الاستمرار في تقديم ما تتميز به ’أمازون‘ من تمكينٍ للبائعين وضمانٍ لرضا المستهلكين".
ومن المتوقع إتمام عملية الاستحواذ في العام 2017، بعد الاتفاق النهائي على شروط الصفقة.
.. و"بيفورت"
والخبر الرئيسي الثاني من "أمازون" اليوم هو أيضاً شراؤها "بيفورت" Payfort التي تأسّست في العام 2013 لبناء بوابات دفع إلكترونية للشركات.
فقد قال الرئيس التنفيذي لـ"بيفورت"، عمر سدودي، في بيان: "اليوم، وبصفتنا جزءاً من مجموعة ’سوق.كوم‘، يسرّنا أن نعلن رسمياً أن 'شركة بيفورت الدولية' Payfort International Inc وفروعها ستنضمّ إلى ’أمازون‘ في إطار استحواذ الأخيرة على مجموعة ’سوق.كوم‘"، معرباً عن "حماسنا للفرص التي تنتظرنا كجزءٍ من 'أمازون'".
عرض في اللحظة الأخيرة من "إعمار"
مع بدء انتشار الأخبار عن قرب استحواذ "أمازون" على "سوق.كوم"، أعلنت "إعمار مولز" Emaar Malls، أمس الاثنين، أنّها قدّمت عرضاً بـ800 مليون دولار لشراء السوق الإلكترونية.
وقالت "إعمار مولز" في بيان، إنّ العرض جاء "تماشياً مع استراتيجية مواءمة التجارة الإلكترونية مع التسوّق الفعلي".
ولكن يبدو أنّ "سوق.كوم" كانت دخلت في مرحلةٍ حصرية مع "أمازون"، ما يعني أنّها ليست قادرة على التفاوض حول عروض من مشترين آخرين.
ورد في موقع "أرابيان بيزنس" Arabian Business، أنّ عرض "إعمار" يمكن أن يتضمّن 500 مليون دولار كودائع قابلة للتحويل. ولو تمت الموافقة على الصفقة لما حققت أثراً على أرباح "إعمار مولز" في الفصل الذي أنجز فيه الاستحواذ، ولا في العام 2017.
كيف سيتأثر قطاع التجزئة؟
تثير هذه الأخبار قلق مراكز التسوّق الكبرى في المنطقة والشركات التجارية العائلية.
وأوضح غندور أنّ "الجميع في المنطقة يراقبون، فالابتكار هو عنوان هذه اللعبة ووجود ’أمازون‘ هنا يدفعنا ‘ إلى أن ننتبه جميعنا للمنتجات والخدمات المتفوقة. نحن بحاجة إلى التفكير بمستقبل تجارة التجزئة على شبكة الإنترنت وخارجها. فجميع اللاعبون في هذا القطاع، سواء كانوا تجاراً صغاراً أو كباراً، عليهم أن يجدوا مجال تخصّصهم ليتسعدّوا لهذه اللعبة الجديدة".
في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، وقبل بدء المحادثات بين "أمازون" و"سوق.كوم"، أعلن رئيس مجلس إدارة "إعمار مولز"، محمد العبار، أنّه يخطط لإطلاق منصة "نون" Noon للتجارة الإلكترونية بتمويل يبلغ مليار دولار. من المتوقّع أن يُعلن عن إطلاق المنصّة في غضون أسابيع، ما من شأنه أن يحدث هزّة في قطاع التجارة الإلكترونية الصغير والسريع النمو.
حصلت هذه المنصّة التي تُعتبر جزءاً من خطّة العبار لبناء شركات تقنية عملاقة في المنطقة، في البداية، على تمويلٍ من "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي. وهذه الرؤيا التي تقوم عليها تحظى بدعم من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يعتبر الاستثمار في التكنولوجيا أساسياً لتحقيق طموحات المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.
وفي الأشهر القليلة الماضية، بدأت مؤسّسات تجارية كبرى مثل "مجموعة الحكير" و"مجموعة الفطيم" و"الطاير" و"الشايع" و"لاندمارك"، بإبداء اهتمام في قطاع التجارة الإلكترونية في سبيل تعزيز موقعها في السوق، بعد كشف شركات عملاقة مثل "نون" عن خططها لدخول السوق.
أسّس رونالدو مشحور وسميح طوقان وحسام خوري شركة "سوق.كوم" في العام 2005، ومن بين أصحاب الحصص السابقين "ناسبرز إل تي دي" Naspers Ltd الجنوب افريقية، و"ستاندرد تشارترد برايفت إكويتي" Standard Chartered Private Equity، و"مؤسسة التمويل الدولية" IFC (عضو في مجموعة البنك الدولي)، و"بايلي جيفور" Baillie Gifford، و"تايغر غلوبال" Tiger global.