عماد ملحس من Iris Guard: هذا ما أعرفه عن بصمة العين
بدأ كل شيء حين أخذ عماد ملحس على عاتقه حلّ مشكلة خاصة بالمملكة العربية السعودية وهي ظاهرة تعرف بـ"حجّ ولم يعد" حين يبقى بعض الحجاج في المملكة بعد انتهاء المراسم السنوية للحج كمهاجرين غير شرعيين.
يعتبر ملحس أنّ تدفّق المهاجرين إلى الدولة والخروج منها أمر في غاية الأهمية للأمن القومي ولا بد من اتباع تقنيات حديثة للتعرف على المُسافرين خصوصاً أنّ جوازات السفر لم تعد موثوقة لسهولة تزويرها.
تبّين لملحس أنّ القياسات الحيوية Biometrics قد تكون أفضل تقنية لحل المُشكلة. ولذلك في أواخر التسعينات بدأ باختبار تقنية تمييز الوجوه ومن ثم انتقل إلى بصمة الإصبع إلى أن استقرّ على بصمة العين التي وجدها أكثر دقة. بُعيد ذلك، أسس ملحس "آيريس جارد" IrisGuard التي توّفر تقنيات لقياس قزحية العين والتي يمكن تطبيقها في قطاعات أخرى.
بالرغم من أنّ الشركة لم تجد طريقها إلى السعودية إلّا أنّها بدأت عملها في الإمارات مع السجون وعلى الحدود حيث قدّمت خدماتها الأمنية وخدمات تتبّع المُرحّلين. وقامت بمسح قزحيات 42 مليون شخص وتمكّنت من رصد 650 ألف شخص دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية.
إضافة إلى التطبيقات الأمنية، تعمل "آيريس جارد" على حلول مصرفية وحلول الدفع وتعمل مع منظمات إغاثة بدأت تتجه إلى استخدام القياسات الحيوية لتنظيم عملية توزيع المُساعدات.
إليكم ما يعرفه ملحس عن القياسات الحيوية لا سيما بصمة العين:
تمييز الوجه والصوت غير دقيق. ليس في الوجه ما يكفي من العناصر التمييزية التي نستطيع الاعتماد عليها للتمييز بين الأشخاص. أمّا الصوت فيتأثر بعوامل كثيرة كالمرض والعمر إضافة إلى نوع المايكرفون.
بصمة العين تتفوّق على بصمة الإصبع. من الأخطاء الشائعة في عالم القياسات الحيوية هو الاعتقاد بأنّ مسح إصبع واحد كاف للتمييز بين الأشخاص. ولكنّ في واقع الأمر يتوّجب مسح عشرة أصابع للحصول على نتيجة دقيقة، وهذا يتطلّب الكثير من الوقت. ولكن حتى لو تمّ مسح عشرة أصابع، تُعتبر بصمات 20% من سكّان العالم بالية إمّا بسبب الشيخوخة أو التعرّض لمناخ قاسٍ.
من جهة أخرى، تنتقل الكثير من الأمراض المعدية عن طريق اللمس في الأماكن العامة.
لا يوجد قزحيتين مُتطابقتين. يُعتبر التعرّف على الهوية عبر بصمة العين أدق من غيره، بخاصة وأنّه لا يتطلّب أي نوع من التواصل الحسّي. كما أنّه لا علاقة لبصمة العين بالحمض النووي ممّا يعني أن لكل شخص بصمة ممُيّزة فحتّى التوأم ليس لديهما البصمة نفسها.
المنظمات الإنسانية بدأت باستبدال بطاقات الصرف الآلي ببصمة العين. في مُعظم الأوقات يتلقّى المستفيدون من برامج الإعانة المالية، مساعداتهم إمّا نقداً وهو ما يتطلّب الكثير من التنظيم اللوجستي من قبل المنظمات والمُستفيدين، أو عن طريق بطاقات الصرف الآلي التي يُمكن سرقتها أو بيعها، أو حتى فقدان رقمها السري. لذلك بدأت المُنظمات تتجّه إلى التعرّف على المُستفيدين عن طريق بصمة العين لتسيير عملية توزيع المعونات.
ومن ضمن المُنظمّات التي باشرت باستخدام التقنية، برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، على أن يتبعهما صندوق المعونة الوطنية الأردني.