ماذا يحمل المستقبل للتكنولوجيا القابلة للارتداء؟
تطلق التكنولوجيا القابلة للارتداء مرحلة جديدة بالكامل في عالم التقنية. فقد تطوّرت إلى درجة أننا أصبحنا قادرين على ابتكار أجهزة يمكنها أن تكون بمثابة مدرّبنا الرياضي أو طبيبنا أو حتى مساعدنا الشخصي، ما سمح لنا باكتشاف إمكاناتنا عبر منحنا نظرة قيّمة عن أسلوب حياتنا.
المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت
تشير التوقعات إلى أنّ قيمة سوق الأجهزة القابلة للارتداء ستبلغ 34 مليار دولار بحلول العام 2020.
ولكن رغم أنّ هذا القطاع محدودٌ اليوم بالساعة الذكية وسوار اللياقة، لن يبقى الأمر على حاله مع التقدّم التكنولوجي المستمر.
ومن التوجّهات المقبلة في عالم التكنولوجيا القابلة للارتداء نذكر الملابس الذكية. فهذه الأخيرة قد تشتمل على ملابس ترتفع حرارتها حين يبرد جسمك مثلاً، أو ترصد العضلات التي تعمل بجهد أكبر، أو تسمح لك باستخدام هاتفك الذكي لدفع ثمن المنتجات أو الخدمات التي تشتريها. كما يعدنا هذا العالم أيضاً بمجوهراتٍ ذكية، فضلاً عن أجهزة تتابع الأنشطة اليومية التي يمكن قياسها والتي تهمّك شخصياً.
وللحيوانات المنزلية نصيب من هذه التكنولوجيا أيضاً، حيث ستسمح لك الأجهزة المقبلة بأن تتابع تحركات حيوانك الأليف حين لا تكون قريباً منه وتراقب صحته وتحافظ عليها.
وأخيراً، تقدّم نظارات "سناب تشات" الجديدة Snapchat Spectacles طرقاً جديدة لحفظ الذكريات من دون أي جهد.
بعد فشله في الحفاظ على نفسه في العقدين الماضيين، سجّل الواقع الافتراضي عودةً في العام 2014 حين اشترى فايسبوك شركة "أوكولوس" Oculus المتخصصة بالواقع الافتراضي مقابل ملياري دولار أميركي.
وفي الشهر ذاته، أعلنت "سوني" إطلاق "بلاي ستايشن" بخاصية الواقع الافتراضي PlayStation VR، والتي تباع بسرعة كالخبز منذ انطلاقها في تشرين الأول/أكتوبر 2016.
لا يتوقّف الواقع الافتراضي، الذي يقدم تجربة محاكاة غامرة، عند ألعاب الفيديو. فهذه التكنولوجيا تستعمل في تدريب الطيارين والتدريب القتالي والهندسة والبيع بالتجزئة والطب والعقارات والرياضة والكثير من المجالات الأخرى.
وفي خريف العام 2015، نجحت مجموعة من الأطباء في إجراء عملية جراحية دقيقة لقلب مريض بمساعدة تقنية التصوير بالواقع الافتراضي. وكانت العملية حدثاً استثنائياً. كما كشفت دراسة أجريت مؤخراً أنّ أجهزة المشي المزودة بخاصية الواقع الافتراضي قد تساعد في تفادي سقوط كبار السن.
ربط الأجهزة القابلة للارتداء بإدارة علاقة الزبائن
تلعب إدارة العلاقة مع الزبائن CRM دوراً محورياً في السماح للشركات بإدارة وتحليل تفاعل الزبون بالاعتماد على البيانات الآنية. ومن شأن استخدام الأجهزة القابلة للارتداء في إدارة العلاقة مع الزبائن، أن يزيد عدد الزبائن المتصلين والتوقعات، ما يمنح الشركات طريقةً جديدةً لدراسة سلوكيات الشراء والصحة والهوايات.
ومن خلال دمج الأجهزة القابلة للارتداء بأنظمة إدارة العلاقة مع الزبائن، يمكن للمسوّقين إرسال عروض تتوافق مع أهواء الزبون مباشرة إلى الجهاز الذي يرتديه الأخير. وتستفيد الشركات من خاصية تتبع المواقع لإرسال إشعارات ذات صلة والحصول سريعاً على آراء الزبائن عند الطلب.
دور الأجهزة القابلة للارتداء في مكان العمل
يمكن لتكنولوجيا الأجهزة القابلة للارتداء أن تقلل الاعتماد على شاشات الكومبيوتر وتقلل الفوضى في أماكن العمل. ويمكن لجهاز مثل "سامسونج جير" Samsung Gear، أن يزيد الإنتاجية في العمل ويساعدك في أن تكون أقل فظاظة مع زملائك.
قد يكون من السابق لأوانه توقّع جميع الاحتمالات التي ستحملها تقنية الأجهزة القابلة للارتداء، ولكن القطاع أصبح على سكّة تحسين حياتنا اليومية لجعلها أكثر فعالية وصحة وبالطبع أكثر قابلية للقياس.
الصورة الرئيسية من "بيكسا باي" Pixabey.