لا تكرهوا عاماً لعلّه خير لكم: 2016 نموذجاً
لم يبدِ الناس على الإنترنت أسفاً كبيراً لانتهاء العام 2016، فالميمات والفيديوهات الكوميدية التي تتناول الانتخابات الأميركية ما زالت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي جهتنا من العالم حصلنا أيضاً على حصّة من الأخبار السيئة. ولكن بما أنّ هذه هي الحال في المنطقة العربية على الدوام، فإنّ الأمل لا يغيب في حصول أيّ تغييرٍ إيجابي.
نمَت ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أكثر من مجرّد صيحة أو موضة كما كانت تُسمّى، وأصبحَت بيئةً رياديةً سريعة النموّ تحمل منافع اقتصادية ملموسة. كما وفّرت الشركات الناشئة الآلاف من فرص العمل، وباتت تغيّر التصوّرات المسبقة حول ما يجب أن تكون عليه المسيرة المهنية الناجحة. حتّى أنّ بعض الشركات الناشئة تجاوزَت قيمتها عتبة الـ500 مليون دولار أميركي، فيما تنتشر أخبار عن عزم كلٍّ من "سوق.كوم" Souq.com و"كريم" Careem على طرح أسهمها للاكتتاب العام.
لتحقيق ذلك على أكمل وجه، ينبغي على الحكومات والمؤسّسات والجهات المعنية في ريادة الأعمال أن تكمل دعمها للبيئة الريادية من خلال استثمار الأموال في الفعاليات والإرشاد ومسرّعات النموّ وحاضنات الأعمال وشركات الاستثمار المخاطر الجديدة.
ورغم الاستياء الذي عبّر عنه مستخدمو الإنترنت من العام الماضي، إلاّ أنّه كان كريماً على الشركات الناشئة في المنطقة العربية. وقد أشرنا في آخر سلسلة مقالاتٍ نشرناها إلى أبرز التطوّرات التي حصلت في عالم الشركات الناشئة. ولأنه من الأرجح ألاّ تقرأوها جميعها، أعددنا لكم الموجز التالي:
2. أكثر من 15 مسرّعة نموّ انطلقت في العام 2016 في المنطقة، ليصل عددها الإجماليّ إلى 52. هذا أمرٌ ممتاز، خصوصاً إذا ما عرفنا أنّه في العام 2015 لم ينطلق إلّا ثماني مسرّعات نموّ جديدة. بالإضافة إلى ذلك، أبدى لاعبون عالميون، مثل "أمازون" Amazon و"باركلايز" Barclays، اهتمامهم بالشركات الناشئة المحلّية وكذلك دعموا إنشاء مسرّعتَي نموّ في المنطقة.
3. مزيدٌ من الفعاليات. انعقد في العام 2016 أكثر من 200 فعالية تُعنى بريادة الأعمال والشركات الناشئة والتكنولوجيا والابتكار، أي بمعدّل فعالية كلّ يومَين وبزيادة 50% عن العام 2015. أمّا أكثر الفعاليات حضوراً في المنطقة فكانت "مؤتمر تسريع الأعمال من مصرف لبنان" BDL Accelerate في لبنان، وقمة "رايز اب" Riseup Summit في مصر، و"مؤتمر ستيب" Step Conference في الإمارات. وفيما لم تجمع هذه الفعاليات الثلاثة قبل عامَين أكثر من 5 آلاف و600 شخص، استطاعت في العام 2016 جمع أكثر من 30 ألف شخص.
4. يمكن أن تبلغ قيمة ريادة الأعمال في المنطقة 700 مليار دولار. لم أكن أمزح عندما قلتُ إنّ الشركات الناشئة تؤثر إيجابياً على الاقتصاد. فبحسب "مؤشر ريادة الأعمال العالمي" Global Entrepreneurship Index لعام 2017، إذا تحسّنت ظروف ريادة الأعمال في المنطقة بنسبة 10% يمكن أن تصل قيمة ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 700 مليار دولار – وهو رقم يساوي الناتج المحلّي الإجمالي لأكبر اقتصاد في المنطقة، اقتصاد المملكة العربية السعودية.
5. استثمار نحو مليار دولار في الشركات الناشئة في المنطقة. يساوي هذا الرقم في الواقع 810 ملايين دولار، ما يُظهر مدى ازدياد شهّية شركات الاستثمار المخاطر. في المقابل كشف تقرير من "مختبر ومضة للأبحاث" ازدياد الاستثمار بنسبة 40% سنوياً (من دون احتساب الاستثمار في شركة "سوق.كوم"). وبالنسبة إلى أبرز الأمور الجديدة في مجال الاستثمار، فهي عزم أغلبية الصناديق على تأمين الأموال للشركات بعد الاستثمار التأسيسي (أربع شركات فقط من أصل 11 تركّز على التمويل التأسيسي). ترافق ذلك مع توجيه 40% من الاستثمارات في العام 2016 نحو جولات التمويل الأولى Series A والثانية Series B والثالثة Series C.
الصورة الرئيسية من حساب @ClintJCL على "فليكر" Flickr.