أولى خطوات ريادة الأعمال: تعرّف إلى المصطلحات المالية والاستثماريّة
سبق ونُشرت هذه المقالة على "نويت".
يتوجّب على الشركات الناشئة قبل أن تسعى إلى الحصول على استثمار أن تتعرّف على جولات الاستثمار المختلفة، والمصطلحات المرتبطة بها والمبلغ الذي يتوقّع أن تجمعه. ولهذه الغاية، سوف نبدأ بالتعريف عن بعض مراحل الاستثمار بهدف تحضير المنطقة لها.
تقدّم "الجولة التأسيسية" seed round فرصاً للاستثمار بفرقٍ تعمل بجدٍّ وتتحلّى بأفكارٍ لامعةٍ؛ وفي هذه الجولة، يؤسس المستثمرون وروّاد الأعمال لمستقبل من النجاح.
قبل هذه الجولة، غالباً ما نجد ما يسمّى بـ"جولة ما قبل الاستثمار التأسيسي" pre-seed round، حيث يظهر روّاد الأعمال الذين قد لا يكون لديهم فكرة معينة أو شركة عن روحٍ رياديّة ورغبة في المغامرة في عالم الأعمال. على سبيل المزاح، تعرف هذه الجولة أيضاً بجولة الأصدقاء والأقارب والمجانين الذين يستثمرون في الشركة حتّى قبل أن تخطو خطوتها الأولى. تتميّز أيضاً هذه الجولة بكثرة المنح (بخاصةٍ المنح الحكومية)، بالإضافة إلى المنافسات التي تقدّم أموال ’مجانيّة‘ لروّاد الأعمال مثل الأموال التي تهدى إلى فكرة واعدة أو نموذج أوّلي من دون طلب أيّ شيء (أو طلب شيء رمزي قليل جدّاً) في المقابل.
بشكل عام، يكون المستثمرون الأفراد angel Investors أو الأغنياء الذين يحبون الاستثمار في الشركات الناشئة المستثمرين الأساسيين في جولات الاستثمار في المرحلة المبكرة early stage rounds. وتماماً مثل مسرّعات الأعمال وحاضنات النموّ، قد يكون المستثمرون الأفراد متخصصين في مجال واحد أو يستثمرون في المجالات كلّها. ولكن قد ينضمّ إليهم في هذه الجولة مسؤولون في مسرّعة أعمال أو حاضنة نموّ أو حتّى مدراء في شركة استثمار مخاطر أو شركة كبرى.
أمّا قبل النظر في إيجاد الاستثمار، إليك بعض المصطلحات التي يجب أن تفهمها:
معدّل استنفاد الاستثمار Burn rate – التكلفة الشهريّة أي مدفوعات Cash outflow الشركة؛ وذلك يقدّم للمستثمر فكرة عن متى ستنفد أموال الشركة.
خطأ شائع يقوم به روّاد الأعمال هو أنّهم لا يخصصون لأنفسهم راتباً منذ البداية ولا يفكّرون بمتطلّباتهم الشهريّة ليتمكّنوا من متابعة حياتهم.
يقول نابوليون إنّ "الجيش لا يحارب وهو جائع"، لذلك على روّاد الأعمال أنّ يهتموّا بأنفسهم ومأكلهم وملبسهم وبيوتهم لكي يؤدّوا وظيفتهم بشكل أفضل.
خيار شراء الأسهم stock option pool – وهي أسهم مخصصة للموظّفين من أجل جذب المهارات، وعدد الأسهم المخصص لكلّ موظّف ينخفض بشكل محدود في دورة حياة الشركة الناشئة.
الحدّ من النفقات والاستفادة القصوى من الموارد Bootstrapping- يرمز هذا المصطلح إلى الاكتفاء الذاتي، حيث يشجّع روّاد الأعمال على المغامرة بمفردهم وبالاستعانة بمدخّراتهم والموارد التي جمعوها من دون أيّ مساعدة خارجيّة.
ما هو المبلغ الذي يجب أن تجمعه في كلّ جولة تمويل؟
لا يوجد مبالغ محددة لكلّ جولة استثماريّة تحدد المرحلة التي وصلت إليها الشركة. فالأمر أقرب إلى الفنّ مما هو إلى العلم ويقوم على التوازن بين رؤية المؤسس والمستثمرين والسوق (ماذا جمع المستثمرون الآخرون مثلاً) ومتطلّبات المشروع الماليّة: ما المبلغ الذي يحتاج إليه رائد الأعمال لينفّذ رؤيته وخطّة عمله.
بعد توضيح ذلك، يمكن القول أنّ الجولات التأسيسيّة للشركات العاملة في المجال الرقمي تتراوح عادةً بين 50 ألف دولار و150 ألف دولار مقابل 5 إلى 10 % من الأسهم. ويجب هنا أنّ يهتمّ المؤسس والمستثمر المحتمل بثنائيّة السوق والأموال التي تحدد ما إذا كان لهذا المشروع فرصة وما إذا كان قابلاً لجني الأرياح أو ليباع إلى مستثمر آخر أو شركة أخرى في وقتٍ لاحقٍ.
يمكن في الجولة التأسيسية أيضاً أن يختار رائد الأعمال الانضمام إلى حاضنة أعمال أو مسرّعة نمو أو مساحة عمل مشتركة. ورغم الاختلافات الصغيرة التي تميّز هذه المنصّات عن بعضها بعضاً، يجب أن يتوقّع رائد الأعمال أنّ ما لديها من مشترك هو أنّها تأخذ قسماً صغيراً من الأسهم (من 3 إلى 7%) مقابل الإرشاد، وتبادل الأفكار والخبرات مع روّاد أعمال آخرين، وبعض الأموال (تتراوح بين 50 ألف دولار و150 ألف دولار).
لعلّ الفائدة الأهمّ من الانضمام إلى هذه اللقاءات الريادية المشتركة تكمن في أمل الاستفادة من معارف وخبرات اللاعبين الأساسيين في هذه المنصّات والذين يمكنهم تقديم رائد الأعمال إلى أشخاصٍ بارزين والعمل كمستمعٍ يقيّم دائماً الأفكار التي يقترحها المؤسسون.