هذا ما قاله ستيف وزنياك في لبنان
شكّل ستيف وزنياك، الشريك المؤسس لشركة "آبل" Apple، الحدث الأبرز في فعاليات مؤتمر "تسريع الأعمال" من مصرف لبنان BDL Accelerate، فاحتشد الآلاف لمتابعته مباشرة وهو يتحدّث عن مسيرته.
ففي اليوم الأوّل من المؤتمر التقنيّ الذي نظّمه مصرف لبنان، اجتمع قرابة 11 ألف شخصٍ من مختلف أنحاء المنطقة لمتابعة متحدّثين عالميين أمثال ستيفن بطحيش من "مايكروسوفت" Microsoft ومبتكر جهاز "آي بود" iPod، طوني فاضل.
وفي اليوم الثاني، في قاعةٍ مليئةٍ بالتجهيزات المخصّصة للأضواء والصوتيات، كان الظهور الأول لوزنياك في لبنان أمام حشدٍ كبير.
تمكّن وزنياك من جمع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وأعمارهم، وليس فقط الأشخاص المهتمّين بالتكنولوجيا والمصرفيين وروّاد الأعمال كما حصل في مؤتمر العام الماضي.
لم يتحدّث وزنياك كثيراً عن شركته السابقة "آبل" وعن شريكه اللاحق جوبز بقدر ما تحدّث عن نفسه وعن مسيرته. إليك أبرز 5 أفكارٍ وردَت خلال كلمته التي استمرّت نحو ساعةٍ من الزمن.
1. دروسٌ لروّاد الأعمال
كرّر وزنياك خلال حديثه أنّ "الكثير من الأمور التي تفعلها في الحياة ترتكز إلى الحافز أكثر منه إلى المعرفة والمهارات"، وأشار إلى أنّ نجاحه كان بسبب حبّه للابتكار والهندسة منذ شبابه.
وذكر نجل المهندس الذي كان يقيم في كاليفورنيا أنّه قال لوالده "أريد أن أكون مدرّساً ومهندساً، هذه هي أهدافي. ولكن فيما بعد، ومن دون قراءة كتبٍ تعلّمك كيفية صناعة الكمبيوتر، أدركتُ أنّني أريد أن أصبح مهندساً يعمل على تسهيل حياة الناس ويمنحهم المزيد من الوقت".
وبالتالي، ساهم التعلّم الذاتي في تزويده بالمهارات اللازمة لبناء أوّل كمبيوتر من "آبل".
"كنتُ أنظر إلى الجامعة كمحطّةٍ لتطوير مواهبي، وعندما عملتُ مع شركة ’هيولت باكارد‘ Hewlett Packard (HP) كنتُ أعمل على مشروعي الخاص"، كما شرح وزنياك مضيفاً أنّه كان يقوم بذلك من أجل المرح وحسب. "كان العمل مع هذه الشركة أيضاً كمحّطةٍ انتظارٍ وحسب، أستفيد من الراتب لكي أدفع إيجار الشقّة التي أسكنها. لقد كنتُ شغوفاً جدّاً بالتكنولوجيا وكنت أعمل على منتَجاتي طوال الليل، حتّى توصّلتُ إلى ابتكار أشياء رائعة".
2. ستيف جوبز و"آبل"
لفت وزنياك إلى أنّ لقاءه بجوبز في الجامعة كان بمثابة فرصةٍ لتحويل ابتكاراته إلى منتَجاتٍ مربحة.
وفي حين كان جوبز يمتلك الإرادة والحافز لبيع أجهزة الكمبيوتر، غير أنّ وزنياك أشار إلى جوانب سلبيةٍ في النهج الذي اتّبعه شريكه بالقول: "أتمنّى لو كانت [’آبل‘] اليوم أكثر انفتاحاً، بعدما كانت كذلك في بداياتها".
ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ جهاز "آي بود" كان هو الذي ساهم في نهضة "آبل" من جديد، كما أنّ متجر "آبل" App Store كان الأكثر تأثيراً على وزنياك، "فقد فتحنا المجال أمام الناس لكي يطوّروا التطبيقات".
3. بيانات للبيع
أكّد وزنياك أنّه يتجنّب وسائل التواصل الاجتماعيّ، رافضاً الإدلاء بأيّ رأيٍ عن "فايسبوك" Facebook. وهو بالرغم من تقديره لعمل شركة "جوجل" Google على لذكاء الاصطناعيّ AI، أعرب عن عدم ثقته بالشركات الكبرى التي تريد جني المال من جمع البيانات الشخصية.
وبعد إبداء إعجابه بشركة "تسلا" Tesla، قال إنّ "لديّ 5 آلاف صديقٍ على ’فايسبوك‘ لا أعرفهم، وأضيفهم إذا نشروا شيئاً مفيداً. يعجبني ’فايسبوك‘ بعض الشيء، كما يعجبني بعض نواحي ’جوجل‘؛ ولكن كلّ ما أتمنّاه هو ألّا يتمّ التجسّس عليّ".
4. أنا لستُ مستثمراً
بمجرّد أن نجح بعض زملاء وزنياك في إجراء استثماراتٍ في بعض شركات التكنولوجيا، فهذا لا يعني انطباق الأمر على كلّ مهندسٍ ناجحٍ في شركات وادي السيلكون.
صرّح شريك جوبز بأنّه كان ضدّ الحصول على المبالغ الكبيرة دائماً، وبأنّه لم يسعَ إلى نيلها. وكشف أنّه رفض استثماراً كبيراً لشركة "آبل"، "فقد كنتُ أريد أن أعمل كمهندسٍ مع ’إتش بي‘ مدى الحياة، ولكنّني غيّرتُ رأيي في النهاية عندما استطعتُ أن أكون مهندساً مع ’آبل‘".
بعد رفض الحصول على أرباح من "آبل" وترك الشركة بين الحين والآخر وعدّة حالات طلاق، وجد وزنياك نفسه مديناً بالمال، غير أنّ إلقاء المحاضرات والمشاركة في المؤتمرات ساعده على تحسين أوضاعه المالية.
5. ماذا عن الترفيه؟
صرّح وزنياك أنّه يتابع برنامجَين هما "الرقص مع النجوم" Dancing with the Stars الذي يراه بأنّه الأنجح، و"بيج بانج ثيوري" Big Bang Theory [أي نظرية الانفجار الكبير].
أمّا مشروبه المفضّل، فهو بالطبع ليس عصير التفّاح، بل الشاي المثلّج غير المحلّى.
في حال لم تتمكّن من المشاركة في الفعالية ومتابعة وزنياك، يمكنك مشاهدة الفيديو الذي قمنا ببثّه مباشرةً عبر "فايسبوك".
الصورة الرئيسية لـ رامي ديب.