خطوة جديدة نحو تنمية قدرات روّاد الأعمال في المغرب
فيما تحظى كلّ بيئة رياديّة بصعوباتها وتحدّياتها الخاصة، يبدو واضحاً أنّ التحدي في المغرب يكمن في غياب برنامج تدريبي لروّاد الأعمال غير العاملين في ريادة الأعمال الاجتماعية إذ أنّ ليس لدى هؤلاء سوى "دير" Dare و"ايمباكت لاب" Impact Lab.
غير أنّ هذا كلّه تغيّر في هذا العام عندما أطلقت مسرّعة الأعمال "نوما" الدار البيضاء NUMA Casablanca أوّل برنامج تسريع أعمال لها وأطلق مختبر "نيو وورك لاب" New Work Lab أول دروسه في ريادة الأعمال باسم "نيو وورك كلاس" New Work Class. واليوم، خرّج هذا المختبر أوّل صفٍّ من صفوفه.
من خلال هذا البرنامج الدراسيّ الذي أُطلِق بالتعاون مع شبكة ريادة أعمال "المجمع الشريف للفوسفاط" OCP في المغرب والذي يعدّ أكبر مصدر لصخور الفوسفاط والحامض الفوسفوري في العالم، يأمل "نيو وورك كلاس" بتدريب 120 رائد أعمال في السنتين القادمتين.
حتّى وقت قريب، كان "نيو وورك لاب" يقدّم مساحة عمل مشتركة وفرصاً للتشبيك والحصول على التدريب، وفي كلّ شهر كان ينظّم فعالية عرض أفكار باسم "بيتش لاب" Pitch Lab يعرض فيها خمسة روّاد أعمال شركاتهم أمام الجمهور.
تشرح مؤسسة "نيو وورك لاب"، فاطمة الزهراء بياز، في حديثها مع "ومضة"، أنّها تلقّت "طلبات كثيرة لمشاريع مثيرة للاهتمام ابتكرها راغبون بالمشاركة في ‘بيتش لاب‘، لكنّ روّاد الأعمال هؤلاء لم يتمتّعوا لا بالمنهجية ولا بالأدوات لبناء مشاريعهم وتحويلها إلى شركات ناشئة محتملة. لذلك، تمّ إطلاق ‘نيو وورك كلاس‘."
انطلق برنامج الأشهر الثلاثة هذا في آذار/مارس 2016 لتعليم أسس ريادة الأعمال، وتأمين أدوات تساعد على تأسيس شركة، وتوفير الشبكات الضرورية لإثبات صحّة المفهوم.
وبالنسبة إلى بياز، تركّزت إحدى الأولويات على مساعدة روّاد الأعمال الطموحين في إثبات صحّة المفهومـ لأنّ عدداً كبيراً من المؤسِّسين الذين التقت بهم أضاعوا الوقت في تكوين مشاريع كانت منذ اليوم الأوّل غير قابلة للنمو.
بعدما وقع اختيارهم على 12 طلباً من أصل 100 طلب، تميّز الصفّ الأوّل بتنوّع المشاركين فيه: بعض المشاركين كانوا يبتكرون في شركات ناشئة تأسّسَت مسبقاً، والبعض الآخر أسّس شركات صغيرة ومتوسّطة بمفاهيم مميّزة، وبعضهم كان يعمل على أستوديو للألعاب.
كذلك، كانت الشركات الناشئة المشارِكة في مراحل مختلفة؛ فمنها من كان في مرحلة الأفكار، ومنها من كان لديه منتجٌ قابل للنمو ولكنها لم تجد سوقاً مناسبة بعد، ومنها من كان قد بدأ بمرحلة المبيعات.
سمح التعاون والعمل سويّاً لروّاد الأعمال بتبادل الأفكار والتعلّم من بعضهم بعضاً، حسبما تشير بياز التي قدّمَت أغلب الحصص أيّام السبت لتتوافق مع جدول أعمال المؤسِّسين الذين كانوا إمّا يدرسون أو يعملون خلال أيّام الأسبوع.
الشركات التي تخرّجت هذا العام سوف تعرض التقدّم الذي أحرزته خلال الفعالية المقبلة من "بيتش لاب" في أيلول/سبتمبرـ ومن المرجّح أن تستفيد من التغطية الإعلامية لهذه الفعالية إذ أنّ كثيراً من الأفكار الخاصّة بالمغرب قد برهنت عن نجاحها.
ومن الأمثلة عن النجاحات في هذا الصفّ، "سي سكين" Seaskin التي تحوّل جلد السمك إلى جلدٍ مدبوغ، و"أتولييه مايك اب" Atelier Make Up وهو متجر يعلّم النساء طرق وضع المكياج.
أمّا شركتا "ذا وال جايمز" Thewallgames و"كرونوميناج" Chronomenage فهما تعِدان أيضاً بنتائج إيجابيّة منذ أنّ تخرّجتا. ففي بداية برنامج "بيو وورك كلاس" في آذار/مارس، كانت "كرونوميناج"، شركة الخدمات التي تربط المستخدمين بعمّال التنظيف، تسجّل عمليّات بيع معدودٍة في اليوم؛ أمّا الآن وبعد خمسة أشهر، فقد بدأت بتسجيل 60 عمليّة بيعٍ في اليوم الواحد.
من جهته، أطلق أستوديو الألعاب "ذا وال جايمز" أوّل لعبة له باسم "زحام" z7am في حزيران/يونيو بالتعاون مع شكة الاتصالات "إنوي" Inwi، وقد تمّ تحميل التطبيق أكثر من 50 ألف مرّة.
مع ذلك، لا يزال تقييم أثر هذا البرنامج بدقّةٍ يتطلّب وقتاً أطول.
في هذا الصدد، تشرح الشريكة المؤسّسة لـ"كولنا" Koolna، وهي منصّة تعنى بالسفر، أنّ "الدورات النظريّة كانت غنيّةً لدرجةٍ أنّه لم يكن لدينا الوقت لتطبيقها بالكامل"؛ وقد فضّلت عدم الإفصاح عن اسمها لأنّ لديها وظيفة يوميّة بدوام كامل لافتةً إلى أنّ المشاركين بحاجة إلى الوقت والبعد لتقدير فعلاً أثر هذا البرنامج الكبير.
يمكنكم تقديم الطلبات للدورات الثانية من "نيو وورك كلاس" و"نوما" الدار البيضاء التي ستقام في أيلول/سبتمبر وتشرين الأوّل/أكتوبر على التوالي.