جوزف شوملي: هذا ما أعرفه عن نشر الألعاب الرقمية
يمكنك تحقيق المال من الألعاب في المنطقة، ولكن عليك تخطي بعض العقبات أولاً. (الصورة من "بلاي عربي")
الأرباح التي تحقّقها الألعاب لا يمكن توقّعها، ولكن هذا في خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في حين بلغت عائدات الألعاب عالمياً في عام 2014 ما يقارب 46.5 مليار دولار أميركي، يتوقّع أن تنخفض إلى 41 مليار دولار بحلول عام 2019، وذلك فيما تنمو سوق الألعاب في الشرق الأوسط.
وبدوره، يُعرِب الشريك المؤسِّس لشركة نشر الألعاب "بلاي عربي" Play 3arabi، جوزف شوملي، عن ثقته بأنّ الشرق الأوسط ومناطقه "المتنوعة" يمكنها أن تصبح لاعباً مهمّاً في هذا القطاع، خصوصاً وأنّ معدّل النموّ في هذه المنطقة يناهز المعدّل العالميّ.
ولكنّ الطريق ما زالت طويلة للوصول إلى هذه المرحلة.
في هذا الإطار، يشاركنا شوملي وجهة نظره حول مشاكل تحقيق المال من الألعاب، وأبرز التوجّهات، وكيف تُعتبَر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من مجرّد لاعبٍ منفرد.
أنشر باللغة العربية. من الجيّد أن تنشر لعبتك باللغة الإنجليزية ولكنّ اللغة العربية أساسية، خاصةً إذا ما كنتَ تريد استهداف المنطقة العربية. فوفقاً لما قالته شركة "جوجل" Google مؤخراً، يمكن لنشر لعبةٍ ذات طابعٍ عربيّ أن يزيد من معدلّ تنزيلها بنسبة 48%، وأن يزيد عائداتك بنسبة 58%.
للأشخاص المؤثرين دورٌ مهم في المنطقة. التواصل مع الأشخاص المؤثرين على وسائل التوصل الاجتماعيّ وحثّهم على التوصية بلعبتك، يمكنه أن يفيدك أكثر من أيّ شيءٍ آخر. لذا بدلاً من الاعتماد على التسويق التقليدي للعبتك، يمكن أن يكون من بين الطرق المعتمَدة الذهاب إلى "إنستجرام" Instagram والعثور على أشخاص مؤثرين ذوي طابعٍ معيّن، وهي طريقة أقلّ كلفة وتعمل بشكلٍ أسرع.
الكلمات الرئيسية هي المفتاح. بشكلٍ عام، وعلى صعيدٍ دولي، لا يتمّ العمل على تحسين الكلمات الرئيسية المستخدَمة على متاجر التطبيقات؛ بل لعلّه أقلّ من ذلك في هذه المنطقة، بحيث ترى الكثير من الناس ينشرون الألعاب بعنوانٍ عربيّ ولكن مع كلمات رئيسية باللغة الإنجليزية. وبالنظر إلى تحسين الامتثال لمتاجر التطبيقات ASO، لماذا يتمّ وضع كلّ الكلمات الرئيسية للعبة باللغة الإنجليزية؟
نحن الآن نركب الموجة ولا نصنعها. لا نرى في الوقت الحالي أموراً جديدةً هنا، إذ لا يوجد أفكار جديدةً من النوع الذي يبقى ويستمرّ، وكلّ ما نفعله هو تقليد الآخرين بطريقةٍ أو بأخرى. اللعبة الأكثر نموّاً التي نراها حالياً على الأجهزة المحمولة هي "انتقام السلاطين" Revenge of Sultans، وهي مثال كلاسيكيّ عن الألعاب التي تشبه الألعاب المتنامية على الصعيد العالميّ، والتي عندما تقدّم نسخاً لها باللغة العربية أو تُضفي طابعاً عربياً عليها تنجح في المنطقة. ما نفعله حالياً [في المنطقة] هو البحث عن النجاحات العالمية وتقديمها إلى المنطقة، ومن ثمّ تعديلها قليلاً أو نسخها، وهذا أمرٌ غير مفهومٍ في هذه المرحلة التي يمرّ فيها القطاع.
ألعاب "الأركيد" ما زالت مهيمنة. يتمّ تنزيل ألعاب تسجيل النقاط "أركيد"arcade games أكثر لأنّها أسهل، ولكنّ هذا النوع من الألعاب ليس الأكثر تحقيقاً للنموّ [والمال]. وبالتالي، فإنّ مراقبة متاجر التطبيقات في المنطقة باستمرار يعني أنّه يمكنك تحديد النجاحات من حيث الأنواع والأساليب. الألعاب الصغيرة سوق تُظهِر ما هي المواضيع والأساليب وأنواع اللعب المفضّلة في المنطقة. في العام الماضي، كان الناس يعتقدون بأنّ الألعاب الأكثر شعبيةً ستكون فقط الألعاب الاستراتيجية أو ألعاب القرون الوسطى، ولكنّنا اليوم بتنا نرى رواج أمورٍ مثل ألعاب السيارات، والألعاب التي تتضمّن أكثر من لاعب، وألعاب الرياضة، وألعاب الحرب الحديثة.
تركيا سوقٌ كبيرة. في الوقت الحاليّ يوجد ناشرٌ وحيدٌ من تركيا يستهدِف السوق العربية، وهو "نتتماربل" Netmarble EMEA. أمّا شركة "بيك جايمز" Peak Games فلم تعُد تهتمّ بهذه المنطقة، إذ أصبَحت ناشراً عالمياً للألعاب بعدما كانت ناشراً إقليمياً. وبالنسبة إلى "نتماربل"، شركة الألعاب العالمية من تركيا، فقد بدأت تركّز أكثر على المنطقة مع شرائها لشركة "جوي جايم" Joygame، والآن مع "نتماربل" أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. في هذا الوقت، تمتلك "ليك جايمز" لعبةً تحتلّ الصدارة بين الألعاب المئة الأولى الأكثر نموّاً في الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فهم باتوا ينظرون على صعيدٍ أشمل.
اختَر ناشر الألعاب بعناية. سواء كنتَ تريد التعامل مع ناشر ألعاب محلّي أو عالميّ، فالأمر يعتمد على اللعبة، وسوقها المستهدَفة، وما الذي تريده من هذه اللعبة. وعموماً، لا أنصح المطوّرين المهرة بالذهاب إلى الناشرين فوراً - بل توجّهوا إليهم بعدما تحاولون ذلك وحدكم أولاً. ينبغي على المطوّين الصغار والمتوسّطين الذهاب إلى المطوّرين، أمّا المطوّرون الكبار فهم غالباً ما يمتلكون وسائل النشر- ولا يحتاجون إلى ناشرين. ومن النادر جدّاً أن ترى شركةً كبيرةً تعمل مع ناشرٍ آخر.
التغيير قادم. قبل ثلاث سنوات لم يكن الناس قادرين على استيعاب مفهوم ناشِر الألعاب، فقد كان هناك الكثير من المطوّرين والقليل من الناشرين. واليوم، بتنا نرى شركاتٍ مثل "بلاي عربي" و"طماطم" Tamatem و"ميس الورد" Maysalward و"بابل جايمز" Babel Games و"جايمز إكس بي" GamesXP. وبالتالي، بات هذا المفهوم يتزايد كنموذج عملٍ؛ وهذا رائع، لأنّ الأعمال المتعلّقة بالنشر من المتوقّع أن تنمو وتنضج خلال السنوات المقبلة، حيث سنشهد نجاحاتٍ وفشل إنّما ستكون جميعها دروساً نستفيد منها.
من جهةٍ ثانية، وفي حين نشهد نجاح بعض شركات نشر الألعاب العالمية، يمكن أن نتوقّع أن تتوجّه هذه الشركات نحو المنطقة في محاولةٍ للاستحواذ على ناشرين أصغر من المنطقة. ومن الأمثلة التي نراها اليوم "انتقام السلاطين" التي حقّقت عائداتٍ تصل إلى مليوني دولار أميركي.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست منطقةً واحدة. هذه نكتة. يركّز معظم الناشرين على الخليج، ومن ثمّ مصر حيث السوق كبيرة وتضمّ الكثير من اللاعبين ولكنّها تشتمل على مشاكل تتعلّق بتحقيق المال من الألعاب لولا الدفع عبر الأجهزة المحمولة. بلاد الشام هي منطقةٌ تقع بين بين، ولا يوجد فيها الكثير من اللاعبين. بالإضافة إلى ذلك، هناك ما نسمّيه المغرب العربي الذي يضمّ أغلب البلدان العربية في شمال القارة الأفريقية، حيث بالكاد يركّز عليه أحدٌ بسبب الصعوبات في تحقيق الإيرادات؛ وهذه المنطقة بالكاد تُرى على الخريطة.
نحن نسير في الاتجاه الصحيح. أشار تقرير نشرته "أوفوم ريسيرش" Ovum Research إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط تنمو بنسبة 29% على أساسٍ سنويّ، فيما يتراوح المعدّل العالميّ من 10 إلى 15%. ولكن بالرغم من ذلك هناك بعض الصعوبات - إذ أنّ الناس ليسوا على استعدادٍ للدفع وهناك نقصٌ في المحتوى - ولكنّ هذا سيتمّ تخطّيه إنّما يحتاج بعض الوقت. الألعاب الصغيرة تُظهِر ما يصلح وما لا يصلح، فيما يُتوقّع أن نشهد بروز المزيد من الألعاب المميزة وزيادةً في تحقيق الإيرادات. وفي حين يُعدّ انتشار بطاقات الائتمان منخفضاً، غير أنّ خيار الدفع الأوّل هو بطاقات الائتمان، ومع ذلك يتمّ العمل على حلّ هذا الأمر من خلال بعض المشغِّلين الذين يقدّمون حلول الدفع عبر الأجهزة المحمولة؛ وهذا عظيم.