نجم الشركات الناشئة يسطع في 'ستارتب تركيا'
الفرق الرابحة في "ستارتب تركيا" Startup Turkey، "ألو تك" AloTech، "طماطم" Tamatem و"أوربن ستات" UrbanStat. (الصور من "ستارتب تركيا")
في نهاية المطاف، فازَت أقدم الفرق وأكثرها ازدهاراً في مسابقة يوم العروض "ستارتب تركيا" Startup Turkey لعرض الأفكار.
فعلياً، لا تنتمي "ألو تك" AloTech إلى فئة الشركات الناشئة، وقد يكون من الإنصاف إطلاق عليها صفة "شركة نامية" scale-up. فهي تأسّسَت عام 2007، وتخطّت إيراداتها عام 2015 مليون دولار، كما أنّها تعمل مع عملاء مثل "كزيروكس" Xerox و"بيبسي" Pepsi و"دومينوز" Domino's الذين يستفيدون من مركز الاتصال الخاص بها على الإنترنت والذي يسمح بالدفع أولاً بأوّل pay-as-you-go.
جاء قرار لجنة التحكيم هذا بعد يومين من العروض والتشبيك والمشروبات الفاخرة، حيث تمكّن المشاركون أن يطّلعوا على ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا على مستوى البيئة الرياديّة. ففعاليّة "ستارتب تركيا" التي أقيمت من 25 إلى 27 شباط/فبراير في مدينة أنطاليا الجميلة، تعتبر نفسها المكان الذي يسمح بتلاقي روّاد الأعمال من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا وأوراسيا.
يجب أن تكون الشركات الناشئة نجم المنطقة الساطع
في ظلّ الظروف الصعبة التي تواجهها المنطقة حاليّاً، اتّفق الحاضرون على نقطة أساسيّةٍ وهي أنّ المستثمرين والمؤسَّسات يجب أن يعيروا اهتماماً أكبر للشركات الناشئة والابتكار. لا يخفى على أحد أنّ هذه الأوقات صعبة: فانخفاض أسعار النفط، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، وعودة إيران إلى الأسواق العالميّة بعد رفع العقوبات عنها، هي أمثلة عن العوامل الكثيرة التي تؤثّر بشكلٍ جذري على المنطقة.
وخلال جلسة نقاش في اليوم الثاني من الفعاليّة، أشار حسن حيدر من "500 ستارتبس" 500 Startups إلى أنّ "أسعار النفط المنخفضة باستمرار تُلزم أغلب حكومات المنطقة بوضع مهلٍ نهائية لتحويل إيراداتها [من اقتصاد النفط] إلى اقتصاد المعرفة."
تمّ تشجيع المستثمرين في هذه الفعاليّة على المخاطرة بدعم مشاريع تكنولوجيّة أكثر طموحاً، عوضاً عن المراهنة الآمنة على قطاع العقارات أو القطاعات التقليديّة الأخرى.
وقال نومان نومان من "212" عن هذا الأمر: "لدينا مسرّعات نموّ ولدينا شركات ناشئة، ولكن ليس لدينا إلّا القليل من المستثمرين الذين لا يستثمرون في الفنادق بل يساعدون الجيل الشاب من روّاد الأعمال."
هل نحذر التقليد؟
يبدو أنّ القيمين على الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا يفضّلون تأسيس نسخ محليّة من منتَجات ناجحةٍ في الغرب، بدلاً من ابتكار منتَجاتٍ خاصّةٍ بهم.
وبالفعل، فإنّ الشركة الناشئة الفائزة بالمرتبة الثالثة في المسابقة تعتمد نموذج العمل هذا: الشركة الأردنية "طماطم" Tamatem تنقل الألعاب الناجحة حول العالم إلى سوق العالم العربي وتضفي طابعاً محلّياً عليها، وهي الآن تسعى للتوسّع نحو السوق التركيّة. ويبدو أنّ هذا النموذج ينجح، إذ نمَت عائداتها بنسبة 155% في عام 2015 وعادت بربح إلى الشركة.
ومن الشركات الناشئة الأخرى التي عرضت أفكارها في أنطاليا والتي ركّزت على إنتاج محتوى عربي، منصّة إنتاج الكتب الرقميّة الصوتيّة "مسموع" Masmoo3، وناشر الكتب الرقميّة "ياقوت" Yaqut، والمدرسة الإلكترونيّة لتعلّم الموسيقى "إعزف" i3zif.
في المقابل، يمكن أن تأتي مرحلة النموّ المنتظرة وفرص المستثمرين من الشركات الناشئة الناشطة في تأمين بنى تحتيّة تكنولوجيّة، بدلاً من المحتوى.
وعن هذا الأمر، قال سبنك بيراكتار من "ريفو كابيتال" Revo Capital، إنّ "المستثمرين الذين ينظرون إلى المنطقة، يجدر بهم أن يلتفتوا إلى الفرص الكامنة في توفير الخدمات للشركات عبر الحوسبة السحابية، لأنّ التنافسيّة ستتطلّب من الشركات الانتقال إلى السحابة الإلكترونيّة." كما أضاف أنّه في تركيا بشكل خاص، قد تناسب هذه الحلول قطاع المصارف الذي يمكن أن يؤسّس مساحاتٍ للشركات الناشئة العاملة في التكنولوجيا الماليّة.
وقامت خلال الفعالية إحدى الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال، والتي تحمل اسم "ديجيتال كومبارا" Dijital Kumbara، بعرض خدمتها التي تدوّر أرقام سحوبات البطاقات في نقطة البيع تصاعديّاً، وتحوّل المبالغ الإضافيّة إلى حساب المستخدم أو صندوق تقاعده، مما يسمح له بادّخار الأموال فيما يصرفها.
تشبه الفكرة وراء هذه الشركة فكرة الشركة الأميركيّة "أي كورن" Acorn، لكنّها تختلف عنها بميزة واحدة هي أنّ الخدمة تندمج بالكامل مع تطبيق المصرف التقليدي وبالتالي، لا يضطرّ المستخدم إلى تقديم معلوماته المصرفيّة أو معلومات بطاقة الائتمان إلى طرفٍ ثالث.
على المسرح، اضطر روّاد الأعمال إلى مواجهة الجمهور بالإضافة إلى لجنة التحكيم.
من الشركات الناشئة المشوّقة الأخرى التي عرضت أفكارها في أنطاليا، برزَت شركة "أوربن ستات" UrbanStat التي فازت بالمركز الثاني في المسابقة، والتي تسمح لشركات التأمين باحتساب المَخاطر بحسب الموقع الجغرافي.
كما شارك في هذه الفعاليّة كلٌّ من "فيديلو" Fidelo، برنامج ولاء العملاء لشركات البيع بالتجزئة الصغيرة والمتوسطة الحجم في قطاع المأكولات والمشروبات؛ و"آي تراك" Eye Track، برنامج على السحابة الإلكترونية لمراقبة تحرّكات مرضى الألزهايمر؛ و"مسلم فايس" MuslimFace التي تتخذ من الإمارات مقراً لها وتعتبر نفسها "شبكة التواصل الاجتماعي الوحيدة الممتثلة للشريعة."
وفيما جاءت أغلب الشركات الناشئة المشاركة في هذه الفعاليّة من تركيا، غير أنّها جذبت بعض الشركات الناشئة من الأردن والإمارات والمغرب وإيران، وحتّى شركة ناشئة من إندونيسيا.
أمّا الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة فكان الشركة الناشئة البرازيليّة "مينو فور توريست" Menu for Tourist التي بدَت مؤسِّستُها ميلينا جيلمان وكأنّها من عالمٍ آخر بالإضافة إلى معاناتها في شرح منافع التطبيق الذي لديها.
فهذا الأخير الذي يعمل على إضفاء طابع محلّي على قوائم الطعام في المطاعم، والذي يعمل أيضاً كأداةٍ للعقور على المطاعم في الخارج، أُعلِن أنّه سيكون التطبيق الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية في ريو لعام 2016. ولكن من أجل تنميته، شرحَت جيلمان أنّها تحتاج إلى مليونين و500 ألف دولار وتبحث عن مستثمرين حول العالم.
هذا ما يُدعى التفكير العالمي.