ما هي الفرص التي جذبت هذه الشركة الناشئة المغربية إلى الأردن؟
"شيبلي" تحوّل المسافرين حول العالم إلى رسُل. (الصور من "شيبلي")
بينما تركّز الشركة الناشئة المغربية للشحن الجماعي crowd-shipping، "شيبلي" Sheaply، على سوقها المحلّية بشكلٍ كبير، وجدَت أنّ الأردن يشكّل لها مصدر راحةٍ أكبر.
تربط هذه الشركة بين الأشخاص الذين يريدون الحصول على منتَجاتٍ من الخارج والمسافرين الذين يقومون بحملها لهم، مقابل رسوم رمزية. وأطلقها هشام الزروقي وياسين زياد اللذان كانا يعملان سابقاً كمستشارَين في باريس، في كانون الثاني/ديمبر 2014.
وبعد المشاركة في برنامج "أويسيس500" Oasis500 لتسريع الأعمال في عمّان عام 2015، أبرمَت الشركة الناشئة المغربية اتّفاقية شراكةٍ مع شركة الشحن الأردنية "أرامكس" Aramex.
واليوم، يقول المؤسِّسان إنّ "شيبلي" تفخر بضمّها لأكثر من 18 ألف مستخدِم يأتي معظمهم من الجالية المغربية في الخارج بمَن فيهم مدراء شباب وطلّاب. ويقدِّران عدد العمليات اليومية لديهم بـ10، تشمل بمعظمها الوثائق، والأجهزة عالية التقنية، والأزياء، ومستحضَرات التجميل.
المنافسة في قطاع الشحن الجماعي
بدأ مفهوم الشحن الجماعي قبل ثلاث سنوات.
ففي أفريقيا مثلاً يحتاج الكثير من الناس إلى تجميع الطرود من الخارج، سواء كان شحنةً من الأصدقاء او أحد أفراد العائلة أو حتّى منتَجاً لا يمكنهم الحصول عليه من السوق المحلّية، كما أنّ الكلفة العالة للشحن عبر القارّات ساهمَت أيضاً في تعزيز هذا القطاع الجديد.
وفي الوقت الحالي، في حين بات الكثير من المواقع الإلكترونية يوفّر هذه الخدمات، لا يعرف النجاح منها إلّا عددٌ قليل، مثل "بيستيب" Bistip في شرق آسيا و"بيجي بي" Piggybee في بلجيكا.
وفي العالم العربي، يوجد من بين المنافسين في هذا القطاع شركاتٌ مثل "زاجل" Zaagel في مص و"فرند شيبر"Friendshippr في دبي.
تقوم "زاجل" بتقديم خدماتها لقاعدة عملاء مماثلة، لكنّها تركّز على الولايات المتّحدة الأميركية والمشتريات التي تتمّ عير الإنترنت وحسب. وهذه الشركة التي تعتمد حالياً على منصّة "فايسبوك" فيما تعمل على تطوير موقعها الإلكتروني، تشهد نموّاً طبيعياً بحسب مؤسِّسها محمد كاش.
أمّا "فرند شيبر" التي تتّخذ من دب يمقرّاً لها، فلقد حصلَت في عام 2013 على تمويلٍ بقيمة 670 ألف دولار لتنمية أعمالها، ويوجد لديها قرابة 65 ألف متابعٍ عبر "فايسبوك". ويقول الشريك المؤسِّس رامي عسّاف، إنّ التعاملات التجارية لشركته تصل إلى 150 معاملةً في اليوم، وهي محصورة بأصدقاء الأصدقاء.
الشريكان المؤسِّسان لـ"شيبلي"، هشام الزروقي وياسين زياد.
ثلاثة أشهر مكثّفة في "أويسيس500"
انتقل الزروقي وزياد إلى الأردن في نيسان/أبريل 2015 إلى الأردن بعدما تمّ قبولهما للانضمام إلى "أويسيس500"، بحيث جاءت خطوتهما هذه أيضاً كردّة فعلٍ على قلّة المستثمِرين ومسرّعات الأعمال في المغرب.
وفيما قام المؤسِّسان بتحسين خدمة دعم المستخدِمين ومناقشتهم بشكلٍ يوميّ، تمكّنا بواسطة هذه التحسينات من زيادة التعاملات لديهم بنسبة 300% خلال برنامج تسريع الأعمال الذي خضعا له.
ويقولان إنّ هذه الرحلة [إلى الأردن] شكّلت لهما فرصةً ليفهما البيئات الريادية المتنوّعة في المنطقة بشكلٍ أفضل، وليطوّرا شبكةً على مستوى العالم العربي.
الشراكة مع "أرامكس"
خلال مكوثهما في الأردن، تمكّن الشريكان من تأسيس علاقةٍ مع مؤسِّس "أرامكس" فادي غندور الذي يعتبَر من أبرز الدعاة إلى ريادة الأعمال في المنطقة (والذي أسّس "ومضة" ويرأس مجلس إدارتها).
وفي آب/أغسطس 2015، وبعد مناقشاتٍ مع عدّة شركات شحنٍ، قام الرزوقي وزياد بتوقيع شراكةً مع "أرامكس"، ما يعني أنّه بات بإمكان مستخدِمي "شيبلي" الذين لا يمكنهم العثور على مسافرٍ ليحمل إليهم الطرود أن يحصلوا على حسوماتٍ تصل إلى 30% على خدمات الشحن من شركة "أرامكس". وجرّاء هذه الاتفاقية أيضاً، تتقاسم "شيبلي" الإيرادات مع شريكتها، في الوقت نفسه الذي يتمّ فيه تلبية طلبات المستخدِمين.
من جهةٍ ثانية، فإنّ هذه الشراكة مع الشركات الناشئة ليسَت الأولى من نوعها لـ"أرامكس"، إذ قامَت مؤخرّاً بإطلاق خدماتٍ للتجّار على الإنترنت بالتعاون مع "شوب جو" ShopGo، كما أطلقت خدمةً للشحن الجماعي في خمسة بلدانٍ بين أفريقيا وآسيا.
الحصول على التمويل
تريد "شيبلي" الاستمرار في التركيز على أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الآسيوية، بدلاً من التوسّع إلى أوروبا والولايات المتّحدة.
ومن أجل تعزيز موقعهما في المغرب والتوسّع إلى بلدان أخرى، مثل مصر التي تعتبَر أولوية، يعمل المؤسِّسان حالياً على جمع تمويلٍ لشركتهما، غير أنّه كان من الصعب تأمين هذا التمويل في المغرب.
ويقول الرزوقي عن هذا الأمر، إنّه "سرعان ما أدركنا عدم النضج الكافي لدى المستثمِرين في المغرب، ويعود ذلك ربّما إلى حقيقة أنّه لا يوجد بعد شركة ‘يونيكورن‘ (تقدّر قيمتها بأكثر من مليار دولار) من ‘صنع المغرب‘."
في المقابل، يعتقد الرياديّ المغربيّ أنّ في منطقة الشرق الأوسط "باتت العقلية أكثر نضجاً وأنّ المنطقة متأثّرةٌ كثيراً بوادي السيلكون؛ فالشركات الناشئة [هنا] تُجري بالفعل محادثاتٍ مع المستثمِرين."
إذا تمكّنت "شيبلي" من تحقيق نتائج إيجابية، فهي ستُثبِت أنّ الشركات الناشئة المغربية يمكنها القيام بأكثر من تلبية حاجةٍ محلّية، وتقديم منتَجاتٍ إقليمية وحتّى عالمية.