لماذا تتجه مساحة العمل المغربية هذه نحو برامج التدريب؟
العيون تحدق بالشركات الناشئة خلال "بيتش لاب". (الصور من "نيو وورك لاب")
اجتمعَت 35 شركةٍ ناشئةً مغربيةً، يوم الخميس الماضي، لعرض خدماتها في "فضاء ملتقى الأجيال" Fadae Al Ajyal في الدار البيضاء، خلال معرضٍ نظّمته "نيو وورك لاب" New Work Lab يهدف إلى الإضاءة على الشركات الناشئة في مرحلة الإطلاق أو النموّ وتزويد مشغّليها بالنصائح والتعليقات وتمكينهم من الحصول على عملاء.
وقالت مؤسِّسة "نيو وورك لاب"، والفائزة بـ"جائزة كريم جازواني" 2014 من "ومضة"، فاطم زهراء بياز، إنّ "هذه الفعالية كانت بمثابة انطلاقة ‘نيو وورك لاب‘ في السنة الجديدة."
منذ أن افتتحَت بياز مساحة العمل المشتركة هذه في عام 2013 وهي تصارع من أجل البقاء، واضعةً الترويج لعقلية ريادة الأعمال كهدفٍ أساسيٍّ لها. وبعد ثلاث سنوات تخلّلها بعض الشراكات، ها هي "نيو وورك لاب" تمضي قدُماً وتريد تنظيم فعالياتٍ وبرامج تدريبٍ والانطلاق على صعيد المغرب ككلّ.
لا استسلام أبداً
في البداية، وعند انطلاق "نيو وورك لاب" في شهر أيار/مايو عام 2013، كانت بياز ترى فيها مكاناً يمكن لروّاد الأعمال أن يجتمعوا ويلتقوا فيه.
وفي هذا الإطار، تمكّنت مع فعاليتها الشهرية لعرض الأفكار، "بيتش لاب"Pitch Lab، من جمع روّاد الأعمال وإبراز الشركات الناشئة التي تكون في مراحل الفكرة أو الإطلاق.
وبالرغم من أنّ مساحة "نيو وورك لاب" باتت تلعب دوراً رئيسياً في المشهد الرياديّ، غير أنّ مؤسّستها بالكاد تستطيع الحفاظ على استمرارها. فرائدة الأعمال هذه تشعر بالوحدة لأنّ تمويل الفعاليات صعبٌ ومساحة العمل ما زالت بعيدة عن أن تمتلئ بالكامل.
في شهر أيلول/سبتمبر 2014، وقّعَت شراكةً مع شركة الاتصالات المغربي "إنوي" Inwi لتكون راعيةً لفعالية "بيتش لاب". وبحسب بياز، "لو لم يأتِ هؤلاء، لكنّا قد أغلقنا."
وبالتالي، غضّت نظرها قليلاً عن مساحة العمل وركّزت على حلقات "بيتش لاب"، حيث ساعدَت العارضين على البروز وربطَتهم بالأشخاص المناسبين. وتؤكّد بياز على أنّ هذه الشراكة "سمحَت لنا بتقديم الدعم لـ45 رائد أعمال" حتى الآن.
وإذ نمَت الفعالية لتضمّ 220 شخصاً بعدما بدأت مع 80 شخصاً، تشرح الريادية المغربية أنّ "الكثير من المشاركين يعودون مرّةً أخرى كلّ شهر، وهم يأتون للحصول على الإلهام ولقاء نظرائهم من الروّاد والاطّلاع على العقلية الريادية؛ وهذا ما ساعد الكثير من الأشخاص على اتّخاذ بعض الخطوات العملية."
فاطم الزهراء بياز تلقي كلمة خلال فعاليات "بيتش لاب".
ولكنّ هذا لا يكفي للحفاظ على استمرار عمل "نيو وورك لاب".
في مطلع عام 2015، حصلَت بياز على دعوةٍ من السفارة الأميركية في المغرب للمشاركة في المبادرة العالمية "10,000 امرأة" 10,000 Women التي تنظّمها شركة "جولدمان ساكس" Goldman Sachs. وتقول إنّه "قبل المشاركة في برنامج التدريب كنتُ على وشك الإغلاق، ولكنّ البرنامج ساعدني في النهوض مرّةً أخرى والعثور على حافزٍ لي من جديد، وألّا أستسلم."
من ناحيةٍ أخرى، ساعدَتها شراكةٌ مع "المجل الثقافي البريطاني" Britich Council على دفع الفواتير إلى حين توقيع شراكةٍ أخرى مع "شبكة 'أو سي بي' لريادة الأعمال" OCP Entrepreneurship Network في منتصف عام 2015.
ماذا عن المستقبل؟
"وأخيراً، سوف نتمكّن من إقامة البرامج التي كنتُ أتصوّرها قبل سنتَين أو ثلاث،" تقول بياز بحماسةٍ وتضيف أنّه "حتى الآن، كنّا نعمل على إلهام الناس وبناء المجتمع الريادي؛ ولكنّنا بعد ذلك سوف نتمكّن من إنشاء المحتوى الخاصّ بروّاد الأعمال."
سوف تطوّر الشركة أعمالها على ثلاثة أصعدة: ربط الروّاد بالسوق، وتحسين قدراتهم ومهاراهم، والتوسّع خارج الدار البيضاء. وبمساعدة 5 موظفّين جدد، تهدف بياز إلى تنظيم 10 إلى 12 فعاليةً في الشهر، بهدف تزويد رواد الأعمال بالأدوات التي يحتاجونها.
وبالإضافة إلى "بيتش لاب"، تريد "نيو وورك لاب" تنظيم فعالياتٍ مثل "كيف تعثر على مدير تقني" Find your CTO، و"500 متطوع" 500 Volunteers، و"مرحباً أيها العالم" Hello World، و"شاي وتكنولوجيا" Tea and Tech، كما ستستضيف أيضاً فعالياتٍ يتمّ تنظيمها من قبل الشركاء.
دورات تدريبية في "نيو وورك لاب".
تريد هذه الشركة الناشئة التي تصف نفسها بالمحرّض على التغيير، إطلاق برنامج تدريبٍ وإرشادٍ خاصٍّ بها تحت اسم "نيو وورك كلاس" New Work Class، حيث سيتمّ اختيار 20 رائد أعمال للمشاركة في صفوفٍ ليلية تُعقد مرّةً كلّ أسبوع وعلى مدى 12 أسبوعاً، بهدف العمل على تحويل أفكارهم إلى منتَجاتٍ ملموسة.
وبنظرةٍ أشمل على البيئة الريادية في المغرب، فإنّ برامج أخرى كثيرة انطلقَت في المملكة مؤخراً، من بينها ما هو مخصّص لروّاد الأعمال الاجتماعية مثل برنامج مسرّعة الأعمال التي تستقرّ في الدار البيضاء "إيرينيه4إمباكت" Eiréné4Impact، وحاضنة الأعمال في الرباط "دير" Dare.
كما يمكن للروّاد الطموحين الآخرين الانضمام إلى التدريبات التي تقدّمها "ستارتبيا" Startupia، أو إلى مسرّعة الأعمال الفرنسية في الدار البيضاء "نوما" NUMA.
وبدورها، ستقوم "نيو وورك لاب" بعد ما يقارب 3 أشهر بإطلاق نشاطاتٍ لها في مدن مغربيةٍ أخرى.