روّاد لبنانيون يتألقون في مسابقة 'الأسبوع العربي في هارفرد'
فريق "وايت لاب" يتسلّم الجائزة الأولى. (الصور من "الأسبوع العربي في هارفرد")
قام روّاد الأعمال الذين يركّزون على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعرض أفكارهم، في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر، في إحدى أعرق الجامعات في العالم: "هارفرد" Harvard.
جاء ذلك خلال فعالية "الأسبوع العربي في جامعة هارفرد"Harvard Arab Weekend، وهي مسابقةٌ لعرض أفكار الشركات الناشئة تعمل على تعزيز الريادة في العالم العربي، كما توفّر لهم منتدىً يقومون فيه باستعراض أفكارهم والتعلّم من بعضهم البعض، والتواصل مع مستثمِرين وأساتذة وروّاد أعمالٍ ناجحين.
للتأهّل إلى هذه المسابقة، توجّب على الشركات الناشئة أن يكون لها مؤسِّسٌ واحدٌ على الأقلّ من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أو أن تركّز عليها كسوقٍ لها. وكذلك، ينبغي أن تكون قد أطلقت للتوّ خدمتَها أو منتَجها.
في المقابل، كان المسار سهلاً نوعاً ما؛ فقد عرضَت 10 فرقٍ مختارةٍ مسبقاً أفكار شركاتها الناشئة أمام لجنة تحكيمٍ تألّفَت من شخصياتٍ بارزةٍ في عالم ريادة الأعمال. ولكن قبل أن يعتلي المتسابقون المسرح، خضعوا لتدريبٍ على عددٍ من المواضيع المتّصلة بالريادة، بالإضافة إلى ورش عملٍ بعد مسابقة عرض الأفكار.
وبالنتيجة، فاز فريق "وايت لاب" WhiteLab بالمركز الأوّل، عن شركته الناشئة االمتخصصة بانترنت الأشياء وتكنولوجيا الرعاية الصحية. وحصلَت هذه الشركة التي أسَّسَها رائد الأعمال اللبناني سيريل نجار على مبلغ 20 ألف دولار.
وفي حديثٍ مع "ومضة"، قال الشريك الإداري في صندوق "بادية إمباكت" Badia Impact Fund، نامق الزعبي، إنّ "‘وايت لاب‘ لديها مكوّناتٌ من البرمجيات والأجهزة سويّاً، على عكس غيرها من الشركات المشابهة التي أعرفها والتي فشلَت لأنّها لم تعمل على المكوّنَين معاً في الوقت نفسه."
وأضاف أيضاً أنّ "هذا المفهوم فريدٌ من نوعه ويمكن تطبيقه بعدّة طرق، منها الذي يستهدف المستهلِك مباشرةً أو ما يستهدف المستشفيات أو المراكز الطبّية، ولذلك فإنّ الفرص والإمكانات كبيرة. يتعلّق الأمر كلّه بالتنفيذ في هذه المرحلة، ويبدو أنّ الفريق أهلٌ لذلك."
بيريهان أبو زيد (في الوسط) تستلم جائزتها عن المركز الثاني.
في المركز الثاني حلّت "موفي بيجز" MoviePigs، وهي منصّةٌ تسمح للمشاهدين بمشاهدة الأفلام المستقلّة من مختلف أنحاء العالم، ولصانعي الأفلام بتأمين التمويل الجماعيّ لمشاريعهم الجديدة. وقد أسّس هذه الشركة الناشئة رائدة الأعمال المتسلسلة المصرية بيريهان أبو زيد.
وقالت محرّرة اللغة العربية في النسخة العربية من "أم آي تي تِك ريفيو" MIT Tech Review، جلنار دويك، في اتّصالٍ هاتفيّ، إنّ "كلّاً من الفرق الثلاثة أبدى مهاراتٍ عالية في عرض الأفكار، ولكنّ ‘موفي بيجز‘ تمتّعَت بمنظورٍ إضافيّ بحيث ركّزَت على عنصر التقاطع الثقافيّ من خلال تقديم ثقافة الأفلام المستقلّة العربية للغرب، وأيضاً العكس."
من جهتها، حصلَت الشركة الناشئة اللبنانية، "سلايتر" Slighter، على المركز الثالث مع ولّاعتها الذكية الخالية من المواد الكيماوية، والتي تساعد المدخّنين على ترك التدخين او التخفيف منه. وهذه الشركة التي توفّر للمدخّنين ‘الخطوة الأخيرة‘ في عملية ترك التدخين، أسّسها رائد الأعمال اللبناني سامر الغريب.
سامر الغريب (في الوسط) يستلم جائزته.
وعن العروض بشكلٍ عام، قالت دويك إنّ "التفاعل بين الفرق التي تعرض أفكارها والجمهور كان بارزاً، فالقاعة بقيَت ممتلئةً حتّى آخر عرضٍ للأفكار، ما وفّر للمؤسِّسين دعماً معنوياً كبيراً."
وفي المحصّلة، نالت الفرق الثلاثة الأولى أيضاً فرصة المشاركة في معرض الوظائف الذي نظّمَته "كلية هارفرد للأعمال" Harvard Business School إلى جانب منظّماتٍ أخرى كبرى، في اليوم الذي تلا المسابقة.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت الجوائز مُرضِيةً كما كانت الفعالية بالنسبة لجميع المشاركين. فخلالها حصلت جميع الفرَق على ردود فعلٍ من لجنة التحكيم، بالإضافة إلى الحصول على فرصةٍ للتواصل وبناء العلاقات مع روّاد أعمالٍ بارزين ومستثمِرين مُخاطِرين ومستثمِرين آخرين وخبراء وأعضاء من مجتمع الشركات الناشئة في الولايات المتّحدة. وبالتالي، فإنّ هذه العلاقات ستساعدهم حتماً في حمل شركاتهم الناشئة على مواجهة التحدّيات كبيرةً كانت أم صغيرة.