مؤتمر 'إنسباير مي' الإبداعي: لتحفيز الابتكار في التصميم الجرافيكي
مصمّمو الجرافيك هم مجموعةٌ تمتلك رؤيةً مستقبلية، كما قال مدحت عيد، الخبير في "مجتمع أدوبي" Adobe Community، مضيفاً أنّ "مصمّمي الجرافيك الأردنيين يرغبون في التعلّم، كما انّهم يحبّون المغامرات وتعلّم أمورٍ جديدة."
ولكن لا تزال هناك حاجةٌ إلى التدريبات الحديثة والأدوات المتقدّمة لمساعدة المجتمع المحلّي على الابتكار.
مدحت عيد من "أدوبي" يخاطب الجمهور خلال عرضٍ حيّ. (الصور لصامويل ويندل)
ولهذا، يسعى عيد مع مؤتمره الإبداعي السنوي "إنسباير مي" Inspire ME إلى تزويد مصمّمي الجرافيك ومصمّمي الويب في الأردن بالبرمجيات والتوجيهات المتطوّرة والحديثة التي يحتاجونها للاستمرار باكتشاف آفاق جديدة.
عُقدت المسخة الخامسة من هذا المؤتمر في 21 و22 تشرين الثاني/نوفمبر، في "مجمّع الملك حسين للأعمال"King Hussein Business Park في عمّان، برعاية "أدوبي" التي عرضَت خلاله منتَجها "كرياتيف كلاود" Creative Cloud الذي يتضمّن حزمة برامج.
وهذه الحزمة تضمّ مجموعةً من البرمجيات المطوّرة من أجل كلّ ما يتعلّق بالتصميم، من تصميم جرافيكي إلى تحرير الفيديو وتطوير الويب والتصوير وخدمات الحوسبة السحابية.
الهدف الرئيسي لمؤتمر "إنسباير مي" كان تعريف مجتمع التصميم الأردني على أحدث تكنولوجيا من "أدوبي"، وتقديم عروضٍ حيّة من قبل خبراء التصميم لإظهار إمكاناتها.
أمّا على صعيدٍ أشمل، سعى المؤتمر لإشراك مصمِّمي الويب والجرافيك المحلّيين، ولأن يكون كنقطة انطلاقٍ لمزيدٍ من الابتكار على صعيد التصميم في الأردن. وبالإضافة إلى المصمّمين، استهدَف أيضاً مصوِّري الفيديو والفوتوغراف والفاعلين في المجال الإبداعيّ بشكلٍ عام.
وبالنسبة إلى الإلهام وراء إقامة "إنسباير مي" في الأردن، فهو يعود بجزءٍ منه إلى حضور عيد لمؤتمر "أدوبي" الإبداعي "ماكس كرياتيفيتي كوفرنس" MAX Creativity Conference في لوس أنجلس، حيث رأى فرصةً لعقد فعاليةٍ مماثلةٍ في المنطقة. و"بفضل التجربة التي خضتُها هناك، أردتُ أن أنقل خبرتي إلى الأردن،" كما قال عيد الذي يدير أيضاً معهد "جراف سنس" Graphsense Creative Lab في عمّان.
وبالعودة إلى اليوم الأوّل من "إنسباير مي"، فقد تناول الخطط التي تعدّها الجامعات الأردنية لتوسيع وتحديث التدريبات والدروس المتعلّقة بالتصميم. وبينما ألقى الكلمات الافتتاحية كلٌّ من الدكتور رائد قاقيش عميد كلية التصميم في "جامعة الشرق الأوسط" Middle East University، والدكتور مهنا مهنا، أضاءت النقشات في اليوم الأوّل على الفجوة بين واقع السوق والمناهج التعليمية.
ومن بين هذه الأمور أنّه بالرغم من أنّ علوم الحاسوب شائعةٌ بين الطلّاب الأردنيين، يعتقد بعضٌ من أعضاء مجتمع التصميم والبرمجة أنّ المناهج الجامعية ليست مناسِبةً بما يكفي لتلبية الطلب المتزايد في مركزٍ تقنيٍّ مثل عمّان.
وبالتالي، لم يناقش المؤتمر هذه المسألة وحسب، بل قدّم عروضاً حيةً للبرمجيات تصلح لأن تكون بمثابة دوراتٍ مكثّفةٍ في بعض أحدث برامج التصميم.
أمّا النقاش والعرض الحيّ الأهمّ، بحسب عيد، فكان ذلك الذي ركّز على بروز تطبيقات الأجهزة المحمولة وما تعنيه بالنسبة للتصميم - والأهمّ من ذلك، كيف يمكن لهذه التطبيقات أن تعزّز الإبداع. وقال عيد إنّه "عندما يكون جهازك المحمول بين يديك، يمكن أن تكون مبدِعاً أينما كان."
وبالتالي، شرح هذا الأخير أمام الجمهور كيف أنّ التصميم لم يعد يقتصر على الحواسيب المكتبية أو المحمولة، خصوصاً مع استعمال "أدوبي كرياتيف سينك" Adobe Creative Sync لربط المشاريع بين الجهاز المحمول والجهاز المكتبي. وأضاف ممازحاً: "يمكنك الآن العمل على تصميمك حتّى لو كنتَ تقود السيارة أو تأخذ حمّاماً."
هذه العروض الحية التي كانت قصيرةً وجميلة، لم تحول دون أن يحصل الحاضرون على دروسٍ مكثّفةٍ في بعض أحدث التكنولوجيات المتطوّرة في السوق من خبراء تصميم أردنيين.
وفي السياق، قدّم محمود جابر عرضاً عن فنّ رسوم الكوميكس، وكيف يمكن إنشاء هذا النوع من الرسومات باستخدام النسخة الأحدث من "فوتوشوب" Photoshop؛ وهذا ما فعله لإنشاء رسومٍ توضيحيةٍ بألوان مذهلة مباشرةً أمام أعين الحاضرين خلال دقائق معدودة.
بدوره، أنشأ عمار حفّار رسوماً متحرّكة قائمةً على "إتش تي إم إل" HTML لاستعمالها في المواقع الإلكترونية والمنشورات الرقمية، مستخدِماً أداة إنشاء الوسائط المتعدّدة "أدوبي إدج أنيمايت" Adobe Edge Animate.
بالإضافة إلى ذلك، تناولَت عروضٌ أخرى سهولة تصميم تجربة الاستخدام، وغيرها من البرمجيات التي تتوفّر في سحابة "كرياتيف كلاود" Creative Cloud من "أدوبي".
في نهاية المؤتمر الذي استمرّ على مدار يومَين، غادر المشاركون بعد اطّلاعهم على أحدث تكنولوجيات التصميم الجرافيكي وتصميم المواقع الإلكترونية.
الهدف الأساس كما يوحي عنوان المؤتمر هو إلهام الجمهور على الابتكار، ولكن يبقى أن يقوم مجتمع التصميم في الأردن بوضع هذه الإلهام قيد الاستخدام بطريقةٍ مبتكَرة.
وفي الختام قال عيد، إنّه "مع مؤتمرنا السنوي، ‘إنسباير مي‘، يمكننا أن ننشر المعرفة."