رائدات أعمال من الأردن والولايات المتحدة يتألقن في برنامج الزمالة هذا
يارا الخضر، مؤسِّسة "ساعد" SA3ED.ME ورئيستها التنفيذية، تعرض فكرتها أمام الحكام في "يوم العروض" من "منصة زين للإبداع". (الصورة لسام ويندل)
"إنّ خدمات التوصية قد غيّرت الطريقة التي نعثر فيها على الفنون، سواء كانت موسيقى أو أفلاماً أو كتباً أو أزياء أو حتى طعاماً، حتّى أنّها أثّرت على الطريقة التي نعثر فيها على الفنون البصرية التي تُعرض على الجدران،" حسبما قالت تارا ريد في ندوةٍ مع المستثمِرين المحتمَلين الذين ما انفكّت عيونهم تلاحق كلّ خطواتها.
وإذ أضافت ريد أنّه "في ‘كولكتو’ Kollecto نقوم ببناء خدمة التوصية الأولى التي تساعد على القيام بهذه الأمور،" بدا الأمر وكأنّ رائدات الأعمال ومن بينهم ريد، يتحدّثنَ بالنبرة نفسها عند عرض الفكرة على المستثمرين.
غير أنّ عرض الأفكار هذا لم يكن عرضاً عادياً، كما أنّ ريد ليست رائدة أعمالٍ عادية؛ فكونها امرأة تدير شركةً ناشئة، تواجه وغيرُها من رائدات الأعمال النساء مشاكل لا يتعرّض لها الروّاد الرجال. ونتيجةً لذلك، تواجه عدّة شركاتٍ واعدة من تأسيس وإدارة النساء خطر الفشل لأسبابٍ خاطئة.
العمل على التغيير الإيجابي
من بين الذين يعملون على تغيير هذا الواقع، مبادرة Open Hands Initiative [اليد الممدودة] التي تتّخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقرّاً لها.
والعرض الذي قدّمته ريد أمام لجنة من الحكّام تتألّف من مستثمرين، عن شركتها "كولكتو" لخدمات التوصية على الإنترنت، في "منصة زين للإبداع" ZINC، كان في إطار برنامج زمالة "رائدات الأعمال الشابات" Young Women Entrepreneurs من "أوبن هاندز"، والمصمّم لتدريب وتمكين وإقامة الروابط بين رائدات الأعمال في الولايات المتحدة والأردن.
عند الانتهاء من عرض فكرة منصّتها التي يمكن اعتبارها مزيجاً من "يلب" Yelp و"سبوتيفاي" Spotify إنّما للفنّ، تمكّنت ريد من دفع لجنة التحكيم التي تألّفت من مستثمرين، والحضور الذي تألّف من رائدات أعمال، إلى التصفيق بحرارة.
في برنامج الزمالة هذا الذي نظّمته مبادرة "أوبن هاندز" OHI، اجتمعت نحو 20 رائدة أعمالٍ (10 أردنيات و10 أميركيات) للمشاركة في برنامجٍ للتبادل الثقافي والتعليمي في عمّان، الأردن، من 16 إلى 24 تشرين الأول/أكتوبر.
أمّا "أوبن هاندز" كمنظَّمة، فهي تدير برامج تهدف إلى تحسين "فهم الناس لبعضهم البعض والصداقة في كلّ مكانٍ في العالم، عبر تعزيز التبادل" بين الولايات المتّحدة والبلدان النامية،" وفقاً لموقعها الإلكتروني. وقد سبق لها أن عملت بهذه البرامج في كلٍّ من سوريا وبورما ومصر.
وفي بيانً صحفي، قال مؤسٍّ "أوبن هاندز" ورئيس مجلس إدارتها، جاي سيندر، "لا نريد لهذه الزمالة أن تكون منصّةً للشابّات الرائدات كي ينقلن شركاتهنّ إلى المستوى التالي وحسب، بل أن تكون أيضاً دافعاً للتعاون وإيجاد آفاق جديدة للعمل بين مؤسّسي الشركات من كلا البلدَين."
وهذه الزمالة التي كان من بين الشركاء فيها معهد الدراسات حول الاستثمار التأسيسي "أنجل ريسورس إنستيتيوت" Angel Resource Institute، وشركة "زين" Zain، و"أويسيس500" Oasis500، وسواهم، استمرّت على مدى أسبوعٍ على شكل معسكرٍ رياديٍّ اشتمل على محاضراتٍ وزياراتٍ ميدانية وجلسات إرشاد ومشاريع تعاونية جماعية.
بالإضافة إلى ذلك، زارت رائدات الأعمال مدينة البتراء القديمة كما حصلنَ على فرصةٍ للسباحة في البحر الميت.
وفي ختام المؤتمر، أي في "يوم العروض" Demo Day الذي انعقد في 24 تشرين الأول/أكتوبر، كان على رائدات الأعمال عرض أفكارهنّ. أمّا الجوائز فكانت أربعة يبلغ كلٌّ منها 25 ألف دولار، من المفترض أن تُوزّع على صاحبات المراكز الأربع الأولى، أردنيتان وأميركيّتان، بحسب ما قرّرت اللجنة التي تألّفت من مستثمرين ومرشدين.
الفائزات
عندما جاء يوم الإعلان عن النتائج أثناء الدعوة إلى وليمة عشاءٍ في فندق الماريوت في عمّان، لم يسِر كلّ شيءٍ كما هو مخطّطٌ له.
فعندما صعد رئيس مجلس إدارة "أوبن هاندز" إلى المنصّة كي يعلن عن الفائزات، كشف أنّ الحكّام، وعلى الرغم من نظام التقييم المعقّد، لم يتمكّنوا من حصر الفائزات بأربعةٍ فقط.
كان التعادل سيّد الموقف بالنسبة إلى المركز الثاني المخصّص لكلّ مجموعةٍ من رائدات الأعمال، الأميركيات والأردنيات. وبالتالي، حصل كلُّ من أنهى المسابقة في المركز الثاني على جائزةٍ بقيمة 15 ألف دولار.
الجائزة الكبرى عن الجانب الأردني ذهبت إلى "أي كيف" Ekeif ورئيستها التنفيذية سيما نجار، وهي منصّة للفيديوهات على الإنترنت تقدّم فيديوهات تعليمية قصيرة باللغة العربية لجمهور النساء.
وعن الجانب الأميركي، فازت بالمركز الأوّل تارا ريد (المذكورة أعلاه) مع منصّتها "كولكتو".
وبالعوة إلى المجموعة الأردنية، فقد تعادت تالا نصراوين من "سولار بياتزوكلين" Solar PiezoClean مع أفنان علي وشركتها الناشئة "يوريكا" Eureka. وبالحديث عن "سولار بياتزوكلين" فهي ابتكارٌ يغطّي الألواح الشمسية لتنظيفها في المناطق كثيرة الغبار، أمّا "يوريكا" هي أكاديمية لتعليم التكنولوجيا للأطفال الذين يريدون أن يصبحوا مهندسين.
ومن جهة المجموعة الأميركية، تعادلت ليزا كيرتس مع شركتها الناشئة "كولي كولي" Kuli Kuliمع أنوار الزيريني من "برايفايل" Privail. فـ"كولي كولي" التي مثّلتها كيرتس، تقدّم إلى الأسواق الغربية طعام المورينغا moringa المصنوع من النباتات المزهرة التي تنبت في أفريقيا وآسيا، وذلك عقب نجاح أطعمةٍ أخرى مثل كينوا. أمّا "برايفايل" فهي تطوّر منصّة تشخيصٍ ورعاية، للكشف المبكر ورصد الأمراض المعدية مثل السيدا.
ولكن مهلاً، التعادل في المركز الثاني لم يكن المفاجأة الوحيدة في هذا اليوم.
فشركة "زين" قرّرت منفردةً منح أدريان ياندل تمويلاً خاصّاً بقيمة 25 ألف دولار من أجل شركتها "وورك4جود" Work4Good، وذلك بفضل جهودها التي تركّز على الأزمات الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فهذه الشركة التي تديرها ياندل تسهّل الوصول إلى عملٍ على الإنترنت للّاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم، وهو أمرٌ لقي اهتماماً من قبل شركاء محلّيين.
مواهب غزيرة
بسبب كثرة المواهب بين المشاركات في برنامج الزمالة هذا، قامت "أوبن هاندز" بتقديم جائزةٍ لمن يختاره الجمهور، فذهبَت إلى رحمة أبو شويمه وشركتها الناشئة "شي كاب" SheCab.
هذه الشركة الناشئة تُدرّب سائقات سيارات الأجرة في الأردن من أجل توفير خياراتٍ للنقل لا تتضمّن تمييزاً بين الجنسين وتتخطّى مشكلة المضايقات التي تمنع النساء من استخدام وسائل النقل العام.
الفائزات في زمالة "رائدات الأعمال الشابات" من "أوبن هاندز".
وبغض النظر عن الحوافز المالية، يمكن القول إنّ الشركات الناشئة التي تعمل على تمكين النساء مثل "شي كاب"، هي في صميم برنامج الزمالة من "أوبن هاندز".
وخلال الكلمة الرئيسية في حقل توزيع الجوائز، قالت السفيرة الأميركية في الأردن، أليس ولز، "إنّنا مجتمعون هنا الليلة للاحتفال بنوعٍ خاصٍّ من ريادة الأعمال، وهو ضروريّ لنموّ الاقتصاد والازدهار. الآن، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، باتت النساء أكثر انخراطاً في إطلاق مشاريع جديدة وتأسيس شركاتٍ خاصّة والاستثمار في التكنولوجيا الجديدة."
من جهةٍ ثانية، تشير النتائج الأولية إلى أنّ برنامج زمالة "رائدات الأعمال الشابات" قد حقّق هدفه في تمكين وتسهيل العلاقات بين المشاركين فيه.
فلدى سؤالها عن أبرز الأمور في هذه البرنامج، ردّت ليزا كيرتس بجوابٍ صريحٍ وغير متوقّع. فهي لم تكن تسعى لاكتشاف الآثار المنحوتة في الصخر، ولا حتّى العوم في البحر الميت، بل كانت تشاهد زميلاتها في "يوم العروض" وهنَّ يعرضون أفكار أعمالهنّ بعد مرحلةً شاقّةٍ من الإعداد لها.
وقالت كيرتس: "لقد رأينا بعض المقتطفات عن عمل كلٍّ منّا، ولكنّ رؤية كلّ النساء على المنصّة في هذا اليوم يتبارَين في عرض أفكار أعمالهنّ، خصوصاً النساء الأردنيات، كان أمراً ملهماً جدّاً."