كيف تساعد 'نبّش' الفلسطينيين العاملين بدوام حرّ بتخطي الحدود؟
الآن، أصبح بمقدور الشباب العاطلين عن العمل في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة الحصول على عملٍ مستقلٍّ (بدوامٍ حرّ) على الإنترنت بطريقةٍ أكثر سهولة، وذلك بعد إطلاق مبادرةٍ للتواصل بين الشباب الذين يعملون بدوامٍ حرّ في فلسطين وبين أرباب العمل في الخليج.
قام "نبِّش" Nabbesh، الموقع الخاصّ على شبكة الإنترنت لتوظيف المواهب المستقلّة حسب طلب أرباب العمل في الإمارات ودول خليجيّة أخرى، بإطلاق مشروع "فرصتي" Fursati الذي يعمد إلى إيجاد تواصلٍ بين أرباب العمل الخليجيين مع شبابٍ يعملون عن بُعد في فلسطين.
موظّفات مستقلّات أثناء عملهنّ في ورشة عمل جديدة لمشروع "فرصتي" في غزّة. (الصورة من "فرصتي")
في السنوات الأخيرة، ارتفعت نسبة البطالة في فلسطين أكثر من 40%، وتحديداً في قطاع غزّة، والسبب الرئيسي هو القيود المفروضة من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الوقت الحالي، يهدف مشروع "فرصتي" التجريبي إلى تأمين 300 فرصة عمل مدفوعة الأجر، للفلسطينيين في غزّة والضفّة الغربيّة. وبدوره، سيقوم "نبِّش" بمساعدة أرباب العمل على إيجاد موظّفين مستقلّين يتمتّعون بالأهليّة، للعمل لصالحهم انطلاقاً من فلسطين.
جاء "فرصتي" ثمرة شراكةٍ بين "نبِّش" ومؤسّسة "صِلَتِك" Silatech القطريّة غير الربحيّة، التي تعمل على توظيف وإنشاء فرص عملٍ للشباب العربي.
وبهذا الخصوص، علّقت لولو خازن باز، مؤسِّسة "نبِّش" ومديرتها التنفيذية بقولها إنّ "الأمر المدهش حول العمل عبر الإنترنت الذي تقوده التكنولوجيا، هو قدرتك على قياس هذا العمل. ولذلك، "تعمل ‘صلتك‘ على مشاريع ذات أثرٍ كبير، كما تريد العمل على مبادرة ستخلّف أثراً ضخماً، وصولاً إلى [النقطة] الفاصلة، بحيث يمكن قياسه."
فُرص عمل رغم الواقع المرير
يتمتّع الشباب الفلسطيني بدرجة تعليمٍ عالية وحماسةٍ للعمل، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الوقائع السياسيّة على الأرض تقف أمام طموحاتهم وآمالهم في العمل. من هنا، كان العمل عن بُعد أحد الخيارات القليلة المتاحة للتحايل على الحدود الفعلية.
من أجل الاستفادة من "فرصتي"، يتوجّب على الأشخاص الذين يعملون بدوامٍ حرّ عبور عمليّة التدقيق، بالإضافة إلى المشاركة في ورشِ عملِ ينظّمها مدراء المشاريع المجتمعية في كلٍّ من "نبِّش" و"صلتك". أمّا المواضيع، فتتراوح من أساسيّات العمل عن بُعد وكيفيّة تصميم السِيَرة الذاتيّة وخطابات التقديم، وصولاً إلى طريقة إنتاج العمل الذي يلبّي أو يفوق معايير أرباب العمل.
صورة لمجموعة من الموظّفين المستقليّن خلال ورشة عمل جديدة من "فرصتي".
وحاليّاً، تقوم "نبِّش" بإدارة أربع ورش عمل أسبوعيّة في قطاع غزّة، بالإضافة إلى تداول معلومات عن ورش عملٍ في الضفّة الغربيّة سيتمّ الإعلان عنها لاحقاً.
وبالنسبة إلى العمل، فهو ينبغي أن يكون مألوفاً للأغلبيّة، بما أنّ جميع من شارك حتّى الآن قاموا ببعض العمل المستقلّ ولديهم ملفّات أعمال لتقديمها؛ ومن بين هؤلاء مطوّرو مواقع ومترجمون ومصمّمو رسوم، بالإضافة إلى أشخاصٍ يتمتّعون بمهاراتٍ أخرى.
وبهذا الخصوص، قالت خازن باز: "لقد سبق وتلقّينا عدداَ من المتقدّمين لبعض الوظائف، ونعمل على متابعة عمليّة تقديم الطلبات عن كثب. أمّا التحّدي الخاصّ بنا فيتمثّل في ضمان ثقة العملاء بإعطائهم الوظائف للفلسطينيين العاملين بدوامٍ حرّ حصراً، وذلك في وقتٍ نشهد فيه بعضاً من الشعبية المبكرة."
وبهدف إعطاء العملاء حافزاً إضافيّاً، عمدَت "فرصتي" إلى التنازل عن أيّ عمولةٍ تُفرَض عادةً على الشركات التي تستخدم منصّة "نبِّش"؛ وهو قرارٌ يجب أن يعود بفائدته على الشركات الناشئة في المنطقة.
وأضافت خازن باز أنّه "على الشركات الناشئة توظيف العاملين بدوامٍ حرّ على أساسٍ منتظمٍ وخصوصاً وأّنها تحتاج إلى الدعم فيما يتعلّق بالمواهب، وأنّ الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة لا تملك المال لتوظيف أحدٍ بدوامٍ كامل. لذا، يمكن لروّاد الأعمال الاستفادة من هذا الأمر واقتناء هذه الموهبة."
إضافةً لما سبق، ستقوم "فرصتي" باستخدام نظام التقييم والمراجعة ذي النجمات الخمس، الذي يساعد العملين بدوامٍ حرّ في الحصول على إشادةٍ بعملهم كما ومساعدة أرباب العمل على تحديد المساهمين المؤّهلين. وبالإضافة إلى ذلك، يغطّي المشروع كافّة رسوم التحويل التي يتوجّب على العاملين بدوامٍ حرٍّ دفعها.
من شأن الكمبيوترات المحمولة والإنترنت، بالإضافة إلى مشاريع مثل "فرصتي"، مساعدة الشباب الفلسطيني على إيجاد عملٍ مع شركاتٍ خارجيّة.
"بدأت الشركات الناشئة بالحصول على خدمة 'نبِّش' الكاملة مجّاناً، ما يعني حصولها على التشاور حول الوظيفة، والاستفادة من التنازل عن كافة رسوم العمولة، كما ومساعدة أحد الفلسطينيين في نهاية اليوم على كسب قوته،" على حدّ قول خازن باز.
ومن أجل نشر وظيفة ذات صلة، كجزءٍ من الحملة، يستطيع أرباب العمل إدخال الرمز الترويجي ‘فرصتي‘ (Fursati) على موقع "نبِّش" ليتواصلوا مع العاملين بدوامٍ حرّ.
من ناحيتها، قالت ديانا كسبري، مُصمّمة رسومٍ مقيمةٍ في رام الله، إنّها تنوي حضور ورشة عملٍ ضمن مشروع "فرصتي".
وأضافت أنّه "مع هذا المشروع، أصبح بإمكان الشركات والعملاء خارج فلسطين الحصول على خدماتي بطريقةٍ أكثر سهولة لم تكن ممكنة قبلاً.
ونظراً لمرونة العمل بدوامٍ حرّ، رأت خازن باز إمكانيّةً كبيرة للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط والخارج.
وانتهت بقولها: "إذا نجح المشروع التجريبي، فإننا نريد التوسّع إلى دولٍ أخرى في المنطقة ومنح الشباب فرصاً مماثلة... فبطالة الشباب في مناطق النزاع هو أمرٌ صعب."